حوار: علي الزعابي - مصطفى الديب
أكد عبد العزيز العنبري، نجم الجيل الذهبي للكرة الكويتية، أن غياب الرؤية، وعدم وجود أهل الرياضة في المجال، وراء تراجع الكرة الكويتية، مشيراً إلى أن عدم وجود منشآت رياضية تحتضن المواهب أمر أسهم في تراجع الكرة الكويتية أيضاً، كما أكد العنبري أن «الاحتراف» تسبب في تراجع الكرة الخليجية بشكل عام، وأنه أثّر بشكل مباشر في اللاعب المواطن في كل بلد، في ظل وجود عدد كبير من الأجانب، وعدم إعطاء الفرصة لابن البلد.
وتحدث العنبري، خلال الحوار الذي حلّ فيه «الاتحاد» ضيفاً عليه في الكثير من الأمور، وسدد في كل اتجاهات الكرة العربية، كما استرجع ذكرياته الجميلة مع الجيل الذهبي بصحبة جاسم يعقوب، وفيصل الدخيل.
بداية، أكد العنبري أن تسلم كأس الخليج من المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نسخة 1982، التي استضافتها الإمارات كانت من أجمل لحظات حياته، مؤكداً أن مصافحة، وتسلم الكأس من الشيخ زايد شرف لأي شخص.

كما استرجع العنبري ذكرياته مع هذه اللحظة الخالدة، وحديث الشيخ زايد، حيث بارك له بصفته قائد منتخب الكويت، كما تحدث مازحاً عن سعيد صلبوخ، حارس الإمارات، حيث قال، إنه سيستعيد السيارة المرسيدس التي أعطاها له هدية بعد تألقه في البطولة، وذلك بعد الهدف الذي سجلته في شباكه من مسافة بعيدة وصلت إلى 40 ياردة في مباراة نصف النهائي، وقال المغفور له الشيخ زايد وقتها: «بعد الهدف اللي سجلته انت علينا أن ناخذ المرسيدس مرة ثانية من صلبوخ».
وأكد العنبري أن هذه البطولة كان لها مذاق خاص، حيث كانت فرصة الكويت ضعيفة في حصد اللقب، بعدما رأى الجهاز الفني للمنتخب الدفع بمجموعة من الشباب في هذه البطولة، وإراحة النجوم الكبار، بعد الصعود لنهائيات كأس العالم 1982.
وقال: «وقتها سألني المدرب كارلوس ألبرتو، هل تريد أن تحصل على راحة مع زملائك؟ فقلت له، لا، سوف ألعب البطولة حتى يكون مع الشباب الجديد قائد يحفزهم ويحركهم، وهذا ما حدث فعلاً، ونجحنا مع مجموعة من الوجوه الجديدة في حصد اللقب على حساب البحرين في المباراة النهائية».

«الصعود المونديالي»
وتطرف العنبري لمشوار منتخب الكويت نحو الصعود لمونديال 1982 وقال: «كان المشوار غاية في الصعوبة، خاصة بعدما خسرنا مباراة الصين، وكان يجب علينا تحقيق الفوز على السعودية في أرض المملكة، وكذلك الفوز على الصين ونيوزيلندا في الكويت، وهذا ما تحقق فعلاً، وحققنا فوزاً غالياً على السعودية في عقر داره، وكانت تلك هي نقطة التحول الانطلاقة الجديدة نحو عودة الأمل للصعود، وهو ما حدث فعلاً، وتحقق الإنجاز التاريخي بالصعود لكأس العالم».
وتابع: «بعض من الأجيال الجديدة يقلل من إنجاز صعود الكويت للمونديال، ويقولون: الكرة كانت مختلفة، وأعتقد أن هذا كلام غير منطقي، و«حجة البليد» كما يقولون فهو شماعة للفشل أقول لهؤلاء في هذه الفترة، كان المطلوب منتخباً واحداً فقط يصعد عن قارة آسيا، ومنتخباً واحداً يصعد عن قارة أفريقيا، تخيلوا بين كل هذه المنتخبات يصعد  منتخب واحد فقط، والآن يصعد من آسيا ثمانية منتخبات ونصف مقعد يمكن أن يكون المقعد التاسع، ورغم ذلك فإن جميع المنتخبات العربية في وضع صعب بالتصفيات المونديالية».
وأكد العنبري أن الجيل الذهبي للكويت لن يتكرر إلا إذا كانت هناك خطة طويلة المدى، ورؤية رياضية حقيقية لتخريج أجيال واعدة، مؤكداً أن دخول السياسة في الرياضة وراء تدهور كرة الكويت.

«هدف يُدرّس»
واستعاد نجم الكرة الكويتية ذكرياته مع كأس الخليج، مؤكداً أن هدفه في مرمى العراق بالمباراة الفاصلة بالنسخة الرابعة للبطولة يجب أن يُدرّس في عالم كرة القدم، مؤكداً أن الهدف كان نموذجياً، وقال: «تم قياس سرعته في هذه الكرة المرتدة بالتقنيات الموجودة الآن، ووجدوا أنني قطعت 72 متراً في تسع ثوانٍ فقط، وهي سرعة كبيرة للغاية».
وأكد أن هذه النسخة التي استضافتها الشقيقة قطر كانت غاية في الصعوبة، حيث تساوى منتخبا الكويت والعراق في كل شيء، وتم اللجوء لمباراة فاصلة بعد فاصل لمدة يومين فقط، وقال: «الأجواء قبل الفاصلة كانت مثيرة للغاية، حيث وصلت لأعلى المستويات، وعرفنا وقتها أن الرئيس العراقي أكد للاعبي المنتخب حصول كل لاعب على فيلا وسيارة في حالة الفوز، والعودة بالكأس، وفي معسكرنا نحن أكدوا لنا أن أمير البلاد أمر بفيلا لكل لاعب في حال الفوز والعودة باللقب»، مؤكداً أن المنتخب العراقي كان يريد كسر احتكار الكويت للقب لثلاث نسخ متتالية، كما أن النهائي كان غاية في الصعوبة، وقال: «لقد سجلت ثلاثة أهداف في شباك العراق يومها، وحققنا الفوز بأربعة أهداف مقابل هدفين، وحافظنا على كأس الخليج للمرة الرابعة على التوالي».
وأكد العنبري أنه لم يستطع النوم ليلة هذه المباراة إلا مع أذان الفجر، وقال: «يومها ذهبت للطبيب، وقلت له: لا أعرف كيف أنام من القلق، وأعطاني حبة، ولكنها لم تفعل شيئاً، وبقيت في سريري أفكر حتى الفجر قمت للصلاة وبعدها نمت».

اختيار الأساطير
أكد قائد الحقبة الذهبية للكويت أن جاسم يعقوب هداف الكويت، وهداف كأس الخليج التاريخي برصيد 18 هدفاً هو أسطورة كرة القدم الخليجية على مر العصور، موكداً أن يعقوب كان لاعباً مهارياً بشكل عجيب، ويمتاز بقدرات تهديفية مذهلة، وأنه لا يجب مقارنته مع أي لاعب خليجي آخر.
أما عن أفضل لاعب في تاريخ الكرة الإماراتية فقال: «من وجهة نظري أرى أن علي مبخوت هو لاعب الإمارات التاريخي، فهو مهاجم رائع، وأنا أحبه، وأرقامه تتحدث عنه»، مؤكداً عدم مقارنته مع أي لاعب آخر في الإمارات حتى لو كان عدنان الطلياني، أو إسماعيل مطر.
أما عن أفضل لاعب في تاريخ السعودية، فقال: من المؤكد هو ماجد عبدالله الذي يعد لاعباً رائعاً أيضاً، كما أكد أن أكرم عفيف لاعب منتخب قطر الحالي هو أفضل لاعب في تاريخ قطر، وفي مصر قال: إن محمود الخطيب هو الأفضل في تاريخ مصر محلياً.
أما عن محمد صلاح لاعب منتخب مصر، ونادي ليفربول الحالي، فيرى عبد العزيز العنبري أنه لم يفعل شيئاً لمنتخب مصر، وقال: «ماذا قدّم صلاح لمنتخب مصر، إنه يفعل كل شيء مع ليفربول، لكنه لا يفعل شيئاً مع منتخب بلاده، ومن وجهة نظري صلاح مع ناديه لا يقارن، مع صلاح المنتخب، وإن كنت أرى أنه يجب أن يفعل أكثر مما يفعله مع المنتخب».

تشجيع الزمالك وبداية كرة السلة
قال عبد العزيز العنبري، إنه عاشق ومشجع لنادي الزمالك المصري، وأكد أن نجم الزمالك السابق حسن شحاته سبق وأن لعب في الكويت مع القادسية لسنوات، وكان لاعباً رائعاً ومهارياً بدرجة كبيرة، وقال: «نحن في الكويت نحب الزمالك كثيراً».
وبعيداً عن ذكرياته مع الكرة، عاد يعقوب إلى بدايته مع الساحرة المستديرة، حيث قال: «لقد بدأت الرياضة لاعباً لكرة السلة ثم اليد، مشيراً إلى أنه جرب العديد من الألعاب إلا أن وجد ضالته في كرة القدم ،عندما تنبأ له مدرس تربية رياضية مصري اسمه فتحي من مدينة بورسعيد بمستقبل باهر، وهو في سن صغيرة، وقال: لقد تحدث معي المدرس، وطلب مني الاهتمام بنفسي، وقال لي: ستكون لاعباً كبيراً ونجماً في عالم كرة القدم الكويتية، ومن يومها بدأت الاهتمام والانتباه، وبدأت خطواتي العملية بالانتقال لأشبال نادي الكويت الكويتي».
وتابع: «حتى بعد ما لعبت في نادي الكويت الكويتي، كنت ألعب الكرة لحبها، ولكن عندما لعبت في مراحل الشباب ووصلت إلى سن السابعة عشرة، لعبت لأول مرة مع الفريق الأول، هنا كانت اللحظة الفارقة عندما كتبت جريدة الأنباء عنواناً تقول فيه: «العنبري مستقبل الكرة الكويتية»، ومن ذلك اليوم قلت لنفسي، من هنا بدأ المشوار».

كميل و«عشق البر»
أكد نجم الكرة الكويتية السابق أن لاعب منتخب الكويت السابق فتحي كميل هو صديقه المقرب للغاية، مؤكداً أن جميع لاعبي جيله أصدقاء، ويجتمعون كثيراً، ولهم جلسة أسبوعية محددة مثل جاسم يعقوب، وفيصل الدخيل وغيرهما من هذا الجيل، وأن فتحي كميل يبقى أقرب أصدقائه، كما أكد أنه يقضي أوقاتاً كثيرة في البر، حيث يعشقه، كما يعشق السفر كثيراً.

كرة هدف الدخيل المونديالي
احتفظ عبد العزيز العنبري بالكرة التي سجل بها فيصل الدخيل هدف منتخب الكويت في مرمى تشيكوسلوفاكيا في كأس العالم 1982، والتي انتهت بالتعادل 1-1، وسجل يومها الدخيل الهدف من تسديدة صاروخية، وأكد العنبري أنه وجد الكرة أمامه بعد المباراة، وقام بتفريغ الهواء منها، ووضعها تحت قميصه حتى لا يراه أحد.

ميسي الحلم الوحيد
قال عبد العزيز العنبري: إن الأرجنتيني ليونيل ميسي هو اللاعب الوحيد في العالم الذي تمنى أن يلعب بجواره، مؤكداً أنه لاعب من طراز فريد، ولم يأت مثله في عالم كرة القدم، كما أكد أنه طوال مشواره لم يخف من أي حارس، سواء على المستوى الخليجي، أو المستوى الآسيوي.

الوالدة والشارقة
قال عبد العزيز العنبري: إن والده لم يكن يحب الكرة كثيراً بسبب الخسائر التي سببتها له في البيت، من تكسير للنوافد، وغيرها من الأشياء الثمينة داخل البيت، وأكد أن والده بدأ ينتبه لنجوميته عندما كان يسير معه بالشارع، وبعد الفوز بكأس الخليج الرابعة تحديداً، أما عن والدته فقال: «كانت والدتي هي من تشجعني، وتطلب مني الاهتمام بالكرة، والمضي قدماً في مشواري مع الساحرة المستديرة».
وأكد أن والدته كانت تشجع نادي الشارقة بالإمارات بعد اعتزاله هو كرة القدم، بسبب وجود اللاعب عبد العزيز العنبري، حيث قالوا لها: إن هذا اللاعب تم تسميته على اسمي، وكنت أراها، وهي تتابع الشارقة، وتشجعه بكل قوة من أجل العنبري الصغير.