سلطان آل علي (دبي)


يعيش الشارقة واحدة من أكثر الفترات تميزاً من الناحية الدفاعية في عام 2025، حيث أصبح الفريق بقيادة كوزمين أولاريو حصناً منيعاً يصعب اختراقه.
ومع ذلك، فإن الجانب الهجومي يبدو وكأنه يعتمد بشكل مفرط على لاعب واحد فقط، وهو كايو لوكاس، مما يثير التساؤلات حول مدى قدرة الفريق على الصمود في المنافسات الحاسمة.
الرقم الأبرز الذي يعكس تفوق الشارقة الدفاعي هذا العام، هو أن الفريق خاض 7 مباريات رسمية، ولم يستقبل سوى هدفين فقط في مباراة واحدة أمام اتحاد كلباء، والتي انتهت بالخسارة 1-2.
في بقية المواجهات، تمكن الفريق من الحفاظ على نظافة شباكه في 6 مباريات متتالية أمام أندية قوية مثل العين، الوصل، بني ياس، دبا الحصن، خورفكان، والحسين إربد الأردني.
يُحسب النجاح الدفاعي أولاً للمدرب كوزمين أولاريو، الذي أثبت قدرته على بناء منظومة دفاعية متماسكة، تعتمد على التنظيم العالي والانضباط التكتيكي.
وأسهمت تحركات الفريق من دون كرة، التمركز الصحيح للمدافعين، والضغط الجماعي في جعل الشارقة واحداً من أصعب الفرق التي يمكن هز شباكها في الإمارات هذا الموسم.
وعلى الجانب الآخر، فإن الهجوم لا يقدم المستوى نفسه من الصلابة والتنوع، ومن أصل 6 أهداف فقط سجلها الفريق عام 2025، كان كايو لوكاس مسؤولاً عن 4 أهداف، بينما سجل تيريون كونراد هدفين حاسمين.
ويثير الاعتماد الكبير على كايو لوكاس في الحسم الهجومي القلق، خاصة في ظل غياب الدعم الكافي من بقية العناصر الهجومية، وعندما يغيب كايو عن التسجيل، أو يواجه رقابة مشددة، يبدو الشارقة عاجزاً عن إيجاد حلول أخرى، مما يضع الفريق في مواقف صعبة ربما تكلفه الكثير في المباريات الحاسمة.
لا يزال الشارقة منافساً قوياً على جميع البطولات، فهو وصيف «دوري أدنوك للمحترفين»، وتأهل إلى نصف نهائي كأس رئيس الدولة، وأيضاً نصف نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي، ودور الـ16 من دوري أبطال آسيا للنخبة، ولكن رغم هذه الأرقام المتميزة، إلا أن الفريق بحاجة ماسة إلى تطوير منظومته الهجومية، إذا أراد المضي قدماً في المنافسات وتحقيق الألقاب.
تُظهر الكرة الحديثة أن الدفاع القوي يمكن أن يكون أساساً للنجاح، لكن بدون حلول هجومية متنوعة، سيواجه الفريق صعوبة في المباريات الكبرى.
كوزمين مطالب الآن بإيجاد بدائل هجومية تدعم كايو من الفريق نفسه، في ظل عدم وجود تعاقدات إضافية، وإلا فإن الشارقة قد يجد نفسه يعاني في اللحظات الحاسمة من الموسم.