حوار علي الزعابي
«بفضل دعم قيادتنا الرشيدة أصبحت الإمارات دولة رائدة في رياضة الدراجات الهوائية، على كافة الأصعدة، سواءً تبوؤ فريق الإمارات للمحترفين الصدارة العالمية، أو الدولة كوجهة من حيث المسارات والتجهيزات، وحجم الإقبال على ممارسة هذه الرياضة».. بهذه الكلمات فتح مطر سهيل اليبهوني رئيس مجلس إدارة فريق الإمارات للمحترفين، ونادي أبوظبي للدراجات الهوائية، قلبه لـ«الاتحاد»، في جلسة حوارية خاصة أطلعنا فيها على واقع مسيرة تدعو للفخر تطوف العالم وهي ترفع اسم «الإمارات»، وتجعلنا نترقب المزيد ونحن نستشرف المستقبل بتخطيط سليم وواضح.
واستهل اليبهوني، حديثه، بالعودة إلى البدايات التي انطلق معها حلم اسم فريق الإمارات للدراجات، ليتحول إلى واقع مبهر، ورقم صعب على الصعيد العالمي، وقال: «بدعم وتوجيهات قيادتنا، بدأنا منذ 8 سنوات وفق توجه واستراتيجية للوصول إلى العالمية، من خلال أن ننافس ببناء فريق يمثل الدولة بأفضل صورة، والدول العربية، ولكن يحمل الفريق اسم الإمارات، ويكون على قدر المسؤولية بتشريفها في المحافل الدولية، وأن يسهم في خلق قاعدة لنشر اللعبة في الدولة».
وأكد اليبهوني، أن تصدر الفريق التصنيف الدولي، يضعنا أمام مسؤولية كبيرة، وقال: «الوصول إلى القمة صعب، والأصعب الحفاظ عليها، وفي آخر ثلاث سنوات كان فريق الإمارات ضمن الأفضل في العالم، وعلى قدر المسؤولية، وهذا الأمر ليس وليد المصادفة أن تصل إلى تحقيقه، وإنما يتحقق بفضل نقاط بطولات ونتائج فريق بالكامل، تادي بوجاتشار هو أفضل دراج في الفريق، إلا أن الحصاد تحقق بفضل انتصارات بوساطة مختلف الدراجين وفي سباقات متعددة، فقد نجحنا في تحطيم الرقم القياسي بالوصول إلى 81 انتصاراً في العام الماضي، وبالعادة فإن 80% من يحقق الفوز هم الدراجون «السبرينترز»، إنما نحن حققنا فوزاً واحداً فقط بوساطة دراجة من هذه الخاصية، والبقية كلها حققها الفريق ككل، وعلى صعيد إجمالي النقاط، فإننا أيضاً في الصدارة حتى من دون احتساب انتصارات بوجاتشار، ومن أصل 29 لاعباً في الفريق، فإن 22 لاعباً حققوا انتصارات في العام الماضي».
وأضاف: «النجم الأول هو تادي بوجاتشار، لكن يوجد لاعبون يفوزون بالبطولات مثل جواو ألميدا، وأدم ييتس، وخوان أيوسو، وآخرون حيث عملنا على بناء قاعدة قوية، ونسعى دائماً لاستقطاب لاعبين ناشئين وصغار مواطنين أو عرب أو أجانب للانضمام إلى الفريق، وحالياً عندنا 3 لاعبين مواطنين موجودين في الفريق».
وحول القدرة على مواصلة حصد هذه الانتصارات القياسية في عام 2025، قال: «نسعى للحفاظ على ما حققناه خلال العام الماضي، وحتي مطلع شهر مارس الجاري، فإن حصادنا أفضل مقارنة بنفس هذا التوقيت من العام الماضي، ونتطلع لمواصلة الاستمرار في حصد هذه النتائج الإيجابية ونأمل تجنب الإصابات».
ووصف اليبهوني، الانتصارات في طواف فرنسا بأنها علامة فارقة في مسيرة الفريق، وقال: «منذ اليوم الأول في التخطيط أردنا أن نكون أفضل فريق في العالم، ولكي تحقق هذا الأمر يجب أن تفوز في طوف فرنسا، الذي يعتبر بمثابة كأس العالم في هذه الرياضة، ونجحنا من الفوز ثلاث مرات في آخر خمس سنوات، وهذا ثمرة جهد وتكاتف الجميع من دعم القيادة، والرعاة والفريق كله من كوادر فنية وأطقم إدارية مختلفة ودراجين، حيث إن الجميع داخل الفريق يرفع شعار نحن الإمارات، وهو السر في هذه الانتصارات».
أما بخصوص تادي بوجاتشار، الذي تحول إلى أفضل دراج في العالم مع فريق الإمارات، قال اليبهوني: «تابعنا تادي منذ كان عمره 16 عاماً، عندما بدأ يثبت وجودة والظهور على الساحة، وأعطى مؤشرات أنه لاعب مبشّر، والأهم من ذلك كله، أنه لاعب ذكي، ومواظب ومحترف منذ ذلك العمر، وبدأت نجوميته بالصعود في سن الـ18، وقمنا باستقطابه، ووقتها كنّا فريقاً ناشئاً من دون أبطال، وقررنا أن يكون تادي البطل الذي نبني الفريق حوله، وبالفعل نجح بعمر 20 سنة فقط من الفوز في طواف فرنسا، في إنجاز كبير للغاية بالنظر لأن الفريق كان يعتبر مبتدئاً وغير معروف، عندما قمنا بشرائه كان في المرتبة 16 من أصل 18 فريقاً عالمياً، ولكن بالتخطيط والتوجيه ودعم القيادة والرعاة والشركاء نجحنا في حصد النجاح».
وتابع: «يضم فريق الإمارات العديد من الدراجين الذين يسيرون على خطى تادي، مثل خوان يوزو النجم الصاعد، وأسماء أخرى جميعها قادرة على العطاء خلال السنوات المقبلة».
وبخصوص فوز بوجاتشار بطواف الإمارات هذا العام، قال: «تادي يعتبر نفسه من أبناء الإمارات، ودائماً ما يرفع علمي بلاده والإمارات على منصات التتويج، وهو من طلب المشاركة في طواف الإمارات هذا العام، رغم أنه يأتي في بداية الموسم، لأنه لم يشارك منذ فترة، وأراد أن يتوج في الإمارات، وحقق الفوز بالفعل».
وأضاف: «الفوز في طواف الإمارات يعني الكثير جداً، كون الطواف يقام في بلدك وأمام جمهورك وأهلك، ولذلك له طعم آخر، هناك فرحة كبيرة عند الفوز بطواف فرنسا، إلا أن الفوز في الإمارات يعني الكثير جداً».
واعتبر اليبهوني، أن فريق الإمارات أصبح له صدى وتأثير كبير سواءً من خلال الدعم الجماهيري الذي يناله من الجاليات الخليجية والعربية في مشاركاته الدولية، أو من خلال قدرته على زيادة رقعة ممارسي الدراجات في الإمارات التي أصبح فيها الكثير من المهتمين بتفاصيل هذه الرياضة بشكل معمّق فنياً أيضاً، إلى جانب الإقبال الكبير على المشاركة في المسابقات المجتمعية، ومنها الذي يقام عند نادي أبوظبي للدراجات في شهر أكتوبر من كل عام، حتى أصبح كامل العدد، وسط اهتمام وشغف كبيرين من مختلف أفراد المجتمع«.
وأضاف: «خطة نادي أبوظبي للدراجات الهوائية، أن ننشر الوعي بين المواطنين والمقيمين لممارسة ركوب الدراجات بشكل صحيح وصحة وعافية والتركيز على التغذية الصحيحة، ونعمل وفق خطة لجذب دراجين أولاد وبنات في مختلف الفئات العمرية، ولدينا 4 لاعبين تخرجوا من النادي وصلوا إلى الأكاديمية العالمية، نفتخر بمشاركات صفية الصايغ، وتألق لاعبين إماراتيين بالتأكيد سنراهم خلال العامين المقبلين يشاركون في البطولات العالمية الكبرى، وهم الذين تألقوا في طواف عمان وكانت مشاركتهم أحد أسباب تحقيق البطولة، إلى جانب مشاركات في رواندا وأوروبا، كما نفتخر بيوسف ميزرا الذي تحوّل من دراج محترف، إلى مدرب محترف على مستوى عالٍ، وقادر على تحقيق المزيد».
3 آلاف طالب
تحدث مطر اليبهوني حول نمو رياضة الدراجات حتى نالت الإمارات من الاتحاد الدولي على لقب مدينة الدراجات، فقال: «تحقق الأمر بفضل الرؤية من القيادة لدعم رياضة الدراجات والرعاة، الذين نعمل معهم، ونركّز على المدارس حيث وصلنا في المدارس الخاصة إلى أكثر من 3 آلاف طالب، مع المشاركات المجتمعية الواسعة، حيث ترى يومياً في جزيرة الحديريات عائلات وأطفالاً، وفي نادي أبوظبي للدراجات الهوائية لدينا مواهب مبشرة وصاعدة خلال السنتين المقبلتين».
الحديريات تستضيف أفضل «أوتودروم» في العالم
فيما يتعلق باستضافة أبوظبي بطولة العالم للدراجات الهوائية في موسم 2028-2029، قال: استضافة أبوظبي كأس العالم للدراجات الهوائية سيضم أربعة أنواع منافسات، وهي سباقا الطريق للرجال والسيدات، والسباق الجبلي، وسباقات ضد الساعة التي ستقام في «الأوتودرام» قيد الإنشاء هنا في جزيرة الحديريات، والذي سيكون جاهزاً في أقل من عام في 2026، وهو الذي اعتبره الاتحاد الدولي الأفضل في العالم، بالنظر لما سيقدمه من إضافة مهمة وإمكانيات هي الأحدث في هذا النوع من السباقات، ونتوقع أن تكون البطولة المقبلة ناجحة من خلال الدعم وتكاتف الفرق المسؤولة عن النجاح.
جزء من المجتمع
وجّه مطر اليبهوني رسالة لمن يريد ممارسة اللعبة فقال: «الدراجات الهوائية رياضة جميلة جداً ومجتمعية وصحية تقدر تمارسها في أي مكان خلال اليوم، ونتوجه بالشكر للقيادة على وجود مسارات تجعلك قادراً على الخروج من منزلك وقطع مسافات كبيرة بكل آمان، مع وجود العديد من الحلبات المخصصة التي تناسب العائلات، وهذه الرياضة جزء من المجتمع ويمكن حتى استخدامها للتنقل في الحياة اليومية والعمل عندما يكون الجو مناسباً، والإمارات أصبحت تستقطب الدراجين العالميين خلال أشهر الشتاء للقيام بتدريباتهم لما وجوده من بنية تحتية وأجواء وجميع المكونات التي تضمن لهم ممارسة هذه الرياضة والتدرب بشكل ممتاز للغاية».