دبي في 17 أكتوبر/ وام / شاركت وزارة الصحة ووقاية المجتمع في المؤتمر العالمي لزراعة الأعضاء "TTS 2024" الذي عقد في إسطنبول بتركيا كراع رسمي رئيسي من خلال البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية "حياة".

تأتي هذه المشاركة في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز مكانة الدولة الريادية في مجال التبرع وزراعة الأعضاء على المستوى العالمي.

واستعرضت الوزارة في المؤتمر تجربتها المتميزة في مجال زراعة الأعضاء التي تحققت نتيجة تكامل الجهود الاتحادية والمحلية والقطاعات الصحية والأكاديمية وتبني أفضل الممارسات العالمية وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الدولي والاطلاع على أحدث التطورات والتقنيات في مجال زراعة الأعضاء.

وأتيحت للوزارة فرصة حصرية لاستعراض البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء "حياة" خلال ندوة خاصة سبقت حفل افتتاح المؤتمر العالمي لزراعة الأعضاء ما يمثل إنجازاً بارزاً يعكس ريادة الإمارات في تطوير البرامج الصحية المتقدمة ويؤكد التزامها بتعزيز جهود التبرع وزراعة الأعضاء على المستويات المحلية والدولية.

وتميزت مشاركة الوزارة في المؤتمر بمساهمات علمية شملت تقديم أوراق بحثية متميزة تناولت إنجازات الدولة في توظيف أحدث التطورات في تقنيات زراعة الأعضاء وإدارة ما بعد الزراعة.

كما شارك وفد الوزارة وشركاؤها الإستراتيجيين من الجهات الصحية الحكومية والخاصة في جلسات النقاش العلمي وورش العمل حيث قدموا رؤى قيمة حول تحديات وفرص تطوير برامج زراعة الأعضاء على المستوى الوطني والإقليمي.

وفي حين تم إجراء ألف عملية زراعة أعضاء في دولة الإمارات منذ بدء برنامج "حياة" في عام 2017، تؤكد الجمعية العالمية للتبرع بالأعضاء أن الإمارات هي الدولة الأسرع نموا في مجال التبرع بالأعضاء على مستوى العالم في الوقت الذي تتصدر دولة الإمارات ترتيب دول مجلس التعاون الخليجي في مجال التبرع بالأعضاء بـ 9.1 متبرع لكل مليون من السكان في ظل كفاءة المنظومة الصحية والإمكانات المتطورة في الدولة من الناحية البشرية والتكنولوجية.

وأكد الدكتور علي العبيدلي رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية أن مشاركة الوزارة وشركائها الإستراتيجيين من الجهات الصحية الحكومية والخاصة في هذا المؤتمر الدولي المرموق تعكس التزام الدولة بتحقيق الريادة العالمية في مجال زراعة الأعضاء، مشيراً إلى أن ذلك يأتي بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الحكيمة ووفق خطط واستراتيجيات تتماشى مع "رؤية نحن الإمارات 2031".

وقال : حصلنا على فرصة حصرية لتقديم البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية "حياة" في هذا المؤتمر الدولي البارز، مما أتاح لنا عرض إنجازات الإمارات في مجال زراعة الأعضاء أمام جمهور عالمي، مشيرا إلى أن دولة الإمارات تولي اهتماماً كبيراً لتشجيع ثقافة التبرع بالأعضاء فيما يمثل العطاء في الإمارات قيمة مجتمعية راسخة أرستها القيادة الحكيمة في التشريعات والتوجيهات.

وأضاف أن مؤتمر زراعة الأعضاء في تركيا تميز بأهمية خاصة نظراً لتزامنه مع إقرار جمعية الصحة العالمية السابعة والسبعين بشأن النقص العالمي في الأعضاء والأنسجة والذي سلط الضوء على خارطة طريق للتعاون والتكامل بين الدول والتغطية الصحية الشاملة والتركيز بشكل أكبر على استراتيجيات الوقاية من فشل الأعضاء.

وأوضح أن برنامج "حياة" وما وفره التشريع المتعلق بزراعة الأعضاء في الدولة شكل نموذجاً ملهماً حيث جمع أفضل الممارسات وقدم أمثلة واضحة على تكامل الخدمات مع الدول الأخرى خاصة مع قرب تطبيق التغطية الإلزامية للتأمين الصحي لخدمات التبرع بالأعضاء والأنسجة وزراعتها في الفترة المقبلة.

وأشار الدكتور العبيدلي إلى أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع والجهات الصحية في الدولة تسعى من خلال المشاركات الدولية إلى مواكبة أحدث الابتكارات العالمية لتعزيز الرعاية الصحية المستدامة والارتقاء بجودة حياة المرضى وذلك عبر التركيز على الحلول المبتكرة لتحسين معدلات نجاح عمليات الزراعة وتعزيز نتائجها بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية.

وأعرب الدكتور عصام الزرعوني المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية بالإنابة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية عن فخره بمشاركة دولة الإمارات كجهة راعية رسمية للمؤتمر العالمي لزراعة الأعضاء" TTS 2024"، مؤكداً أن هذه الخطوة تعزز من مكانتها كدولة رائدة عالمياً في مجال الرعاية الصحية المتقدمة وتعكس حرص القيادة الرشيدة على تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من الفشل العضوي على مستوى المنطقة والعالم.

ولفت إلى أن البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية "حياة" بات نموذجاً يُحتذى به على الصعيدين الإقليمي والدولي حيث أسهم في وضع معايير متقدمة تُعدّ مرجعاً معتمداً في هذا المجال الحيوي.

وأضاف أن مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية تسعى إلى دفع عجلة الابتكار في مجال زراعة الأعضاء من خلال تطوير البنية التحتية الطبية وبناء منظومة صحية متكاملة ومستدامة تواكب احتياجات المستقبل مع التركيز على تعزيز قدرات الكادر الطبي الوطني وتأهيله وفق أعلى المعايير العالمية ما يسهم في تقديم خدمات صحية متميزة ومتقدمة لمرضى الفشل العضوي تضمن تحسين جودة حياتهم وتعزيز رفاههم.

وقال الدكتور راشد السويدي المدير التنفيذي لقطاع القوى العاملة الصحية في دائرة الصحة - أبوظبي، إن أبوظبي برهنت على إمكاناتها في مجال زراعة الأعضاء بفضل ما تتمتع به من منظومة صحية رائدة وبنية تحتية متطورة بالإضافة إلى الكوادر الصحية التي تتحلى بالخبرة والمعرفة وتوظيف الابتكارات وأحدث التقنيات في هذا المجال.

وأضاف أن المشاركة في المؤتمر العالمي لزراعة الأعضاء "TTS 2024" فرصة مهمة لمشاركة تجربة أبوظبي المتميزة في مجال زراعة الأعضاء ولتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الدولي في مجال زراعة الأعضاء مما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى وتعزيز فعالية عمليات الزراعة بالاستفادة من أحدث الحلول المبتكرة.

وقالت الدكتورة منى تهلك المديرة التنفيذية للشؤون الطبية في "دبي الصحية"، إن المشاركة في المؤتمر تأتي كجزء من التزامنا المستمر بتبادل الخبرات والمعارف مع المجتمع الطبي الدولي واستعراض جهودنا الرائدة في مجال زراعة الأعضاء على مستوى "دبي الصحية" حيث تم إجراء أكثر من 130 عملية زراعة كلى ناجحة في الإمارة منذ إجراء أول عملية زراعة كلى في دبي عام 2016 إذ يلعب كل من "مستشفى دبي" و"مستشفى الجليلة للأطفال" ضمن "دبي الصحية" دوراً جوهرياً في مثل هذه الجهود الرامية إلى إنقاذ الأرواح من خلال خدمات زراعة وغسيل الكلى في مرافقنا الصحية.

وأضافت أن "دبي الصحية" تهدف من خلال هذا المؤتمر المتخصص إلى تعزيز سمعة دولة الإمارات في مجال التبرع وزراعة الأعضاء وفتح آفاق جديدة للتعاون الدولي الذي يعود بالنفع على المرضى وعلى جودة الخدمات الصحية المقدمة.

ونوهت الدكتورة حنان علي عبيد مديرة إدارة السياسات والمعايير الصحية بهيئة الصحة بدبي بأن الإنجازات التي حققتها الدولة في مجال زراعة الأعضاء من خلال البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية "حياة"، تعكس تكامل الجهود بين مختلف الجهات الصحية في الدولة والتزامها بتوفير الرعاية الصحية المتقدمة لمحتاجيها من المرضى وحرصها على إنقاذ حياتهم وتعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء بين أفراد المجتمع، مشيرة إلى الجهود التي تقوم بها هيئة الصحة بدبي لتطوير المعايير الصحية لتنظيم خدمات التبرع وزراعة الأعضاء في الإمارة وتمكين المنشآت الصحية من تقديم الخدمة وفق أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.