دبي في 5 نوفمبر / وام / اختتم المركز العالمي للموهوبين، التابع لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية، ورشة "إرشادات تطوير المناهج التعليمية للطلاب الموهوبين"، بمجموعة من التوصيات التي تضمن تطوير مناهج تعليمية تراعي احتياجات الطلاب الموهوبين وتدعم تطورهم الأكاديمي والعاطفي.
وأكدت الورشة، التي أقيمت عبر الانترنت وشهدت مشاركة أكثر من 200 من التربويين والخبراء في مجال تربية الموهوبين من مختلف أنحاء العالم، في توصياتها على أهمية التقييم المستمر وتحديث المناهج بانتظام لتلائم الاحتياجات المتغيرة للطلاب، وتشجيع المرونة في الاختيار داخل الأنشطة والمشاريع لتعزيز اهتمامهم وإشراكهم.
كما شددت التوصيات على أهمية دمج التعلم الاجتماعي والعاطفي كعنصر أساسي لتحقيق التوازن بين التحديات الأكاديمية والدعم العاطفي، مما يسهم في تنمية شخصية شاملة للطلاب، مشيرا إلى دور التكنولوجيا وأدوات الإبداع في توفير بيئة تعليمية مشجعة على الاستكشاف والتعبير بطرق مبتكرة، مما يعمّق استيعاب الطلاب ويثري تجاربهم التعليمية.
وقالت الدكتورة مريم الغاوي مدير مركز حمدان للموهبة والابتكار، إن تنظيم هذه الورش المتخصصة يأتي ضمن رؤية المركز العالمي للموهوبين، الذي أنشأته مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتعليمية بهدف تمكين الموهوبين من خلال أساليب تعليمية متقدمة تتوافق مع احتياجاتهم الفردية وتدعم التميز العلمي في تعليم الموهوبين عالميا.
وأكدت أن مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتعليمية تؤمن بأن تبني إستراتيجيات إبداعية وتكنولوجية في المناهج التعليمية يسهم بشكل مباشر في تحقيق نمو أكاديمي وشخصي مستدام للطلاب الموهوبين، مبدية تطلعها لمواصلة العمل على هذه المبادرات بالتعاون مع أفضل الخبراء الدوليين، لنشر ثقافة التميّز وتطوير شبكة عالمية تدعم تعليم الموهوبين في مختلف أنحاء العالم.
واستعرضت الورشة، التي قدّمتها الدكتورة كيمبرلي تشاندلر مديرة المناهج في مركز الشباب الموهوبين (CTY) بجامعة "جونز هوبكنز"، والتي تعدّ من أبرز الخبراء العالميين في مجال تصميم المناهج التعليمية للطلاب الموهوبين، عدة تحديات تواجه الطلاب الموهوبين في المناهج التقليدية، أبرزها الشعور بالملل نتيجة نقص التحديات الفكرية المناسبة، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف الدافعية وتزايد العزلة، كما ناقشت قضايا اجتماعية وعاطفية أخرى، مثل السعي نحو الكمال والانفصال عن أقرانهم، مما يبرز أهمية تبني استراتيجيات تعليمية متخصصة لدعم تطورهم المتكامل.
وقدمت الدكتورة تشاندلر رؤيتها حول تصميم مناهج مخصصة تلائم احتياجات الطلاب الموهوبين، تشمل إتاحة الفرصة لهم للتعمق في مواضيع متقدمة ومجالات اهتمام فردية، وأكدت أهمية التسريع الأكاديمي كأداة فاعلة لمساعدة الطلاب على التقدم وفق قدراتهم، إلى جانب تكثيف المناهج الذي يعتمد على استبدال المحتويات التقليدية بأنشطة متقدمة تناسب مستوى الطلاب.
وأكّدت الورشة على ضرورة دمج التعلم الاجتماعي والعاطفي (SEL) في تعليم الموهوبين، حيث يساهم هذا النوع من التعلم في تطوير مهارات الوعي الذاتي والتنظيم العاطفي، مما يساعد الطلاب في مواجهة التحديات الشخصية وتطوير علاقات اجتماعية صحية.
وقدمت الدكتورة تشاندلر إستراتيجيات تتضمن التعلم التعاوني، الذي يشجع الطلاب على التعاون وحل النزاعات، وتحديد الأهداف الشخصية، مما يعزز مهارات التنظيم الذاتي لديهم ويزيد من دافعيتهم الداخلية.
وتطّرقت الورشة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مبتكرة لتقديم تجارب تعليمية متقدمة، حيث عرضت نموذجًا عن مختبرات التشخيص ودراسات الحالات الطبية، وهي أنشطة تساعد الطلاب على تطبيق التفكير النقدي والتحليل من خلال تشخيص حالات طبية افتراضية تحت إشراف نظام ذكاء اصطناعي؛ ومن خلال هذه التجارب، يتمكّن الطلاب من تطوير مهارات تحليلية متقدمة تؤهلهم لمواجهة التحديات العلمية الواقعية، وقد أظهرت الدراسات أن دمج الذكاء الاصطناعي يعزز من رضا الطلاب ويرفع من مستوى أدائهم الأكاديمي.