الشارقة في 8 نوفمبر/ وام / نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب ضمن فعاليات احتفاء دورته الـ 43 بالمغرب ضيف شرف ..جلسة بعنوان "الشخصية المغربية في التاريخ والحضارة والتراث" استضافت الباحثة رحمة بورقية أستاذة علم الاجتماع في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء والمؤرخ جامع بيضا والروائي عبدالإله بن عرفة.
وتناولت رحمة بورقية في مداخلتها تشكّل الشخصية المغربية كهوية جماعية راسخة تستمد عمقها من تنوع المجتمع وتعدد روافده الثقافية موضحة أن الهوية المغربية تُعبّر عن تفاعل مكونات البلاد عبر التاريخ مؤكدةً دور الدستور المغربي في ترسيخ هذا الانصهار الثقافي.
وأشارت إلى أن الثقافة المغربية تتضمن أبعاداً إسلامية متجذرة مع انفتاح على التنوع الثقافي وقبول الاختلاف وأن الهوية الوطنية تستمد عناصرها من التاريخ المشترك الذي يعكسه المجتمع المغربي في طقوسه وتقاليده ومعماره وأزيائه ومأكولاته.
وتحدث جامع بيضا عن البُعد التاريخي للشخصية المغربية موضحاً أن تاريخ المغرب يحتضن العديد من الآثار التي تبرز الأصول العريقة لهذه الهوية بدءاً من الرسومات الصخرية إلى الحروف الأمازيغية القديمة "تيفيناغ " مشيرا إلى أن تفاعل الحضارات مثل الفينيقية والرومانية والإسلامية ترك بصماته على الشخصية المغربية التي صيغت عبر قرون من التفاعل بين الجغرافيا والتاريخ ما أوجد هوية وطنية وروحاً مشتركة تجمع المغاربة.
وتطرق عبدالإله بن عرفة إلى مفهوم الشخصية في الأدب وعلم النفس موضحاً أن الشخصية المغربية تتجاوز الأبعاد المحلية إلى الكونية خاصةً في علاقتها بالآخر وعبر تاريخها الثقافي العريق وأن التاريخ الأدبي العربي يزخر بأعمال وثقت هذه العلاقة مستشهداً بمخطوط "رسالة انتصار لأهل المغرب" كمثال على أقدم الوثائق التي تُظهر ملامح الشخصية المغربية.