دبي في 12 نوفمبر /وام/أكد سعادة عبد الله أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد أن دولة الإمارات تتصدر المشهد العالمي في دعم الابتكار واعتماد أحدث التقنيات لتعزيز مرونة الأنظمة المالية والرقمية.
وأوضح سعادة آل صالح خلال افتتاحه المؤتمر العالمي الأول للتدقيق ومكافحة الاحتيال وتقنية المعلومات الذي يعقد تحت شعار "تأمين المستقبل: استراتيجيات موحدة في التدقيق والاحتيال وتقنية المعلومات" الذي انطلقت فعالياته اليوم في فندق جراند حياة دبي أن الإمارات استثمرت بشكل كبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين لتحليل البيانات واكتشاف الاحتيال ونعمل على تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال شراكات دولية تهدف إلى تبادل المعرفة والخبرات في مواجهة التحديات الرقمية والمالية."
وأضاف أن دولة الإمارات كانت دائما في طليعة الدول التي تدعم الابتكار وتعزز مرونة أنظمتها في مجالات التدقيق ومكافحة الاحتيال والتكنولوجيا إدراكا منا لأهمية هذه المجالات حيث طورت الدولة أطرًا تنظيمية قوية واستثمرت في أحدث التقنيات لحماية بنيتها التحتية المالية والرقمية كما تؤكد التزامها بالتعاون الدولي وتبادل المعرفة من خلال مبادرات تهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة في جميع القطاعات."
وأشار آل صالح إلى أن تبني تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين لا يهدف فقط إلى تحسين إجراءات مكافحة الاحتيال بل أيضا إلى وضع معايير جديدة للتميز التشغيلي والحوكمة في المنطقة كما تعكس هذه الجهود رؤية الإمارات في أن تكون رائدة عالميا في تأمين مستقبل مستدام ومزدهر."
ولفت إلى أن المؤتمر سيناقش موضوعات حيوية منها التحقيقات عبر الحدود ودور التكنولوجيا في منع الاحتيال وأهمية تعزيز ثقافة النزاهة والممارسات الأخلاقية داخل المؤسسات.
كما شدد آل صالح على الدور المحوري لرؤساء التدقيق الداخلي في حوكمة المؤسسات ...مضيفا أن قادة التدقيق الداخلي هم العمود الفقري لضمان الشفافية وإدارة المخاطر مع دعم الابتكار داخل المؤسسات."
وأكد التزام وزارة الاقتصاد بالتعاون مع القطاعين العام والخاص لتطوير قطاع التدقيق ومكافحة الاحتيال ..مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يمثل منصة مثالية لتبادل الخبرات وتعزيز الجهود المشتركة لمواجهة التحديات المستقبلية.
ومن جهته أكد سعادة عبد القادر عبيد علي رئيس مجلس إدارة جمعية المدققين الداخليين في دولة الإمارات في تصريح له ل"وام" أن التعاون مع منظمتين عالميتين مرموقتين هما جمعية محققي الاحتيال المعتمدين وجمعية تدقيق ومراقبة نظم المعلومات لإطلاق أول مؤتمر عالمي للتدقيق ومكافحة الاحتيال يعكس التزام الإمارات بالابتكار وتبني أفضل الممارسات الدولية.
ولفت عبد القادر إلى أن الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها كواحدة من الدول الرائدة عالميا في مجالات التدقيق الداخلي ومكافحة الاحتيال ...موضحا أن الدولة هي الأولى عالميا في استخدام تقنية البلوك تشين لتوثيق شهادات المدققين ما يضعها في طليعة الابتكار في هذا المجال الحيوي ..مضيفا أن كشفت تقييمات الجودة التي أجريناها في ثماني دول عن ضعف التعاون بين الأقسام المختلفة. من هنا جاءت الحاجة إلى توحيد الجهود في مجال الأمن الداخلي ومكافحة الاحتيال."
وشدد على أن مكافحة الاحتيال تُعد أولوية قصوى مشبهاً الاحتيال بالسرطان الذي يجب القضاء عليه لضمان استدامة الاستثمار والنمو. وأضاف: "سنناقش خلال المؤتمر طرق التعامل مع المخاطر وتطوير أنظمة فعالة لتجنب التهديدات المستقبلية مع التركيز على تعزيز مؤشر الشفافية الإقليمي وخلق بيئة استثمارية أكثر قوة."
وأكد عبد القادر أن المؤتمر يمثل خطوة حاسمة لتوحيد الجهود في حماية أصول المؤسسات وضمان أمان العملاء.. منوها بإن النجاح يتطلب تعاونا وثيقا بين المدققين محققي الاحتيال وخبراء تكنولوجيا المعلومات لمواجهة التهديدات الحديثة بشكل فعال.
وأشاد الخبراء الدوليون المشاركون في أول مؤتمر عالمي للتدقيق ومكافحة الاحتيال وتكنولوجيا المعلومات بالدور الريادي الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز الابتكار الرقمي وتطوير منظومة الأمن السيبراني. وأكدوا أن الإمارات باتت نموذجاً يُحتذى به عالميا في مواجهة التحديات الرقمية بفضل استراتيجياتها المتقدمة في مكافحة الاحتيال وحماية البيانات.
وأشار الخبراء إلى أن هذه الجهود عززت مكانة الإمارات كمركز عالمي للأعمال والتكنولوجيا حيث تمثل مبادراتها في هذا المجال مثالا يحتذى به في دعم الاستقرار الاقتصادي والابتكار التقني على المستويين الإقليمي والدولي.
ومن جهته أكد إيان جونستون الرئيس التنفيذي لسلطة دبي للخدمات المالية /DFSA/ خلال كلمته في مؤتمر التدقيق ومكافحة الاحتيال أن دبي تواصل تعزيز دورها كمركز مالي عالمي مستعرضا التطورات التنظيمية التي تسهم في تعزيز النزاهة والاستقرار في مركز دبي المالي العالمي /DIFC/
سلط جونستون الضوء على منصة لتبادل المعلومات المتعلقة بالتهديدات السيبرانية التي أطلقتها سلطة دبي للخدمات المالية بهدف تعزيز المرونة السيبرانية في القطاع المالي في دبي حيث انضمت إليها أكثر من 320 شركة حتى الآن.
من جانبها أوضحت هند الكتبي الرئيس التنفيذي لإدارة التدقيق الداخلي في مجلس التوازن أن المؤتمر يساهم بشكل فعال في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز رائد لمكافحة الفساد والاحتيال ودعم بيئة عمل تلتزم بالقيم المؤسسية التي يعتمدها مجلس التوازن والمتمثلة في الكفاءة والأمانة والالتزام.
ومن جهته أشاد رامسيس جاليغو العضو في جمعية تدقيق ومراقبة نظم المعلومات/ ISACA /خلال كلمته في مؤتمر التدقيق ومكافحة الاحتيال بدور الإمارات ودبي كمركز عالمي للابتكار في الأمن السيبراني ..مؤكدا أن المؤتمر يمثل "بداية جديدة" لتعزيز التكامل والابتكار في مواجهة التحديات الرقمية.
تناول جاليغو أهمية الانتقال من مفهوم الأمن السيبراني إلى المرونة السيبرانية مشيراً إلى أن العالم اليوم يواجه تطورات سريعة في التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة وتقنيات البلوك تشين. وأكد أن التحديات تشمل جرائم الاحتيال الرقمي والهجمات الإلكترونية والابتزاز التي قد تصل تكلفتها إلى مليارات الدولارات.
أوضح جاليغو أن المؤتمر يعد منصة حيوية لتبادل الأفكار حول كيفية تعزيز الأمن والمرونة في المؤسسات ..مؤكدا أهمية طرح الأسئلة الصحيحة على الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب لمواجهة التحديات الرقمية المتزايدة ...لافتا إلى أن "ثلاثية التغيير" التي تواجهها المجتمعات والمؤسسات وهي سرعة التغيير تنوعه وحجمه هذه التغيرات تتطلب تضافر الجهود لتطوير حلول شاملة ومتكاملة لمواجهة الجرائم الإلكترونية.
قال فادي صيداني الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي في مجموعة بيئة إن "هذا المؤتمر كان فرصة فريدة لتبادل المعرفة والتواصل مع قادة الفكر من مختلف أنحاء العالم ركزنا على تمكين المؤسسات من تبني استراتيجيات/ GRC/ مستدامة وقادرة على التكيف مع التغيرات السريعة في السوق."
ومن جانبها أكدت ديما شطارة الشريك في برايس ووترهاوس كوبرز الشرق الأوسط بإن "الذكاء الاصطناعي يوفر أدوات قوية لتحليل البيانات واكتشاف الأنماط المشبوهة مما يحدث تحولا جذريا في أساليب التدقيق ومكافحة الاحتيال."
وأوضحت ديما فقيه الشريك في خدمات استشارات المخاطر في Deloitte أن "الضمان المتكامل هو عنصر أساسي لضمان استدامة المؤسسات و يمكننا من تقديم تقارير شاملة للمخاطر مما يعزز من اتخاذ القرارات المبنية على بيانات دقيقة."
تنظم المؤتمر تحت رعاية وزارة الاقتصاد ..جمعية المدققين الداخليين في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع جمعية محققي الاحتيال المعتمدين التي تعتبر أكبر منظمة عالمية لمكافحة الاحتيال وجمعية تدقيق ومراقبة نظم المعلومات والتي تعتبر بدورها جمعية مهنية دولية متخصصة في حوكمة تكنولوجيا المعلومات.