باكو في 15 نوفمبر / وام / شهد جناح الأديان في مؤتمر الأطراف "COP29" اليوم سلسلة من الجلسات الحوارية والنقاشية التي جمعت قادة دينيين وخبراء علميين وصناع سياسات وركزت على التحديات التي يفرضها تغير المناخ وسبل تعزيز التعاون لمواجهتها وتناولت دور المجتمعات الدينية في دعم جهود التكيف المناخي، وأهمية تحقيق العدالة المناخية.

وقال سعادة السفير ماجد السويدي، المدير العام والممثل الخاص لرئاسة مؤتمر COP28 في كلمته بالجلسة الافتتاحية اليومية للجناح إن قادة الأديان يقدمون نموذجا يحتذى لاسيما في وقت تزداد فيه أهميَّة قيم التسامح والاحترام المتبادل لحماية الأرض بيت الإنسانية المشترك.

وأوضح أن إتاحة الفرصة للقادة والمؤسسات الدينية في " COP28"، من خلال إنشاء أول جناح للأديان في تاريخ مؤتمرات الأطراف، كانت خطوة استثنائية وفريدة من نوعها واصفا الجناح بأنه منصة عالمية للحوار بين قادة الأديان والعلماء وصنَّاع السياسات والشباب وممثلي الشعوب الأصلية.

من جانبه، أكد اللورد ألوك شارما، رئيس مؤتمر" COP26"، في كلمته بالجلسة الافتتاحية الدور المحوري لقادة الأديان في العمل المناخي العالمي، منوها إلى أن التعاون بين العلم والدين لتحقيق الحياد المناخ والحد من تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية يمثل ضرورة ملحة، وهناك العديد من الجهود التي بُذلت في مؤتمرات COP26 وCOP27 وCOP28 لتحقيق هذا الهدف.

وأكد المشاركون في الجلسة النقاشية الأولى التي عقدت بعنوان: "العدالة المناخية الشاملة من أجل الجميع" أهمية تبني نهج شامل في تحقيق العدالة المناخية لتحسين حياة المجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.

وأشاروا إلى ضرورة تخصيص التمويل اللازم للمشروعات المناخية بما يضمن أن تصل الموارد إلى مَن هم في أمس الحاجة إليها، واستعرض المشاركون بعض المبادرات العالمية الرامية إلى تحقيق العدالة المناخية، والأثر الإيجابي لهذه الجهود في تمكين المجتمعات الضَّعيفة من التكيف مع التغيرات المناخية والتعافي من آثارها.

فيما أشار المتحدثون في الجلسة النقاشية الثانية بالجناح التي عُقِدَت بعنوان"كسر الحواجز: تجاوز حدود التكيف، كيفية معالجة الخسائر والأضرار من خلال العمل المناخي الشامل والمبتكر"، إلى أهمية تطوير نظام فعال لرصد وتقييم الخسائر والأضرار بهدف استخلاص أفضل الممارسات ووضع معايير لتقديم استجابة مستقبلية فعالة للتداعيات المناخية.

وفي الجلسة النقاشيَّة الثالثة التي جاءت بعنوان"العمل المناخي أداة لحل النزاعات داخل المجتمعات المتعددة الأديان"، أكد المتحدثون أن تغير المناخ يمكن أن يتسبب في حدوث أزمات وصراعات، مشيرين إلى أن المجتمعات الرعوية التي كانت تنتقل موسميًا بين الشمال والجنوب لرعي الماشية وزراعة المحاصيل أصبحت تواجه صعوبات نتيجة عدم استقرار الفصول المناخية، مما يؤدِّي إلى نشوب نزاعات بين المزارعين والرعاة على الموارد الزراعية ما يتطلَّب دمج المساعدات الإنسانية مع العدالة المناخية لدعم المجتمعات المتضررة، وضمان استدامة الحياة الزراعية التي فقدت بسبب الحروب.

وفي حوار شهدته الجلسة النقاشية الرابعة التي عُقدت بعنوان "دور الأديان والعلم في مفاوضات المناخ"، أكد المشاركون أهمية تضافر الجهود بين الإيمان والعلم في مفاوضات المناخ مع تعزيز دور المجتمعات الدينية في توجيه السلوكيات نحو التعامل المسؤول مع تغير المناخ.

وفي الجلسة الأخيرة لليوم الثالث التي جاءت تحت عنوان "التكيف والتماسك الاجتماعي: كيفية استعادة الطَّبيعة والإيمان من أجل التحول المناخي الناجح"، أكد المشاركون الأهمية البالغة للتكيف مع آثار تغير المناخ، خاصة في البلدان التي تعيش في مواجهة مباشرة مع مخاطر المناخ وتواجه تحدياتٍ كبيرة.