أبوظبي في 15 نوفمبر/ وام/ احتفلت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الدولة بالذكرى السنوية العاشرة لافتتاح مقر بعثتها الدبلوماسية بأبوظبي، في حدث يمثل محطة بارزة في مسيرة الشراكة الإستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات.

وبهذه المناسبة، استضافت سعادة لوسي بيرجر، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، مساء أمس، مجلساً أوروبياً إماراتياً رحبت فيه بمعالي لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية والمبعوثة الخاصة لدولة الإمارات لدى الاتحاد الأوروبي، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، بالإضافة إلى معالي السيد لويجي دي مايو، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج الذي يزور الدولة حالياً، وذلك بحضور عدد من المسؤولين والشركاء الإماراتيين وسفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وتكتسب الاحتفالية أهمية خاصة في أعقاب القمة التاريخية الأولى بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي في أكتوبر الماضي، والتي جمعت قادة كلا المنطقتين لمناقشة التحديات الجيوسياسية المشتركة واستكشاف سبل التعاون المستقبلي.
وفي كلمتها الترحيبية، قالت سعادة السفيرة بيرجر:" لقد تعززت الشراكة الإستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة، مدعومة بمصالح وقيم مشتركة. وقد مثلت أول قمة تجمع الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي خطوة مهمة نحو الأمام، حيث عززت التزامنا المشترك بالسلام والأمن والنمو المستدام."
وأضافت السفيرة بيرجر: " تعدّ دولة الإمارات العربية المتحدة لاعباً رئيسياً في معالجة التحديات العالمية مثل تغير المناخ وتنويع التجارة والاستقرار الإقليمي. ونحن ملتزمون بتعميق التعاون عبر مختلف القطاعات، مع إدراكنا أن الشراكة القوية بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات العربية المتحدة تعود بالنفع على بلداننا وعلى المجتمع الدولي ككل."
من جهته، قال معالي لويجي دي مايو، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج: "تشهد العلاقات والتعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي والإمارات العربية المتحدة بالتحديد، تطوراً متسارعاً غير مسبوق. وقد تجسد هذا التعاون في عقد القمة التاريخية بين قادة الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي في بروكسل 16 أكتوبر الماضي، والتي شكلت نقطة تحول في العلاقات الثنائية والإقليمية. إن البيان الختامي للقمة يعكس الإرادة المشتركة والتزامنا بناء شراكة إستراتيجية متينة، تسعى إلى تعزيز طموحاتنا المشتركة من خلال خطوات ملموسة في مجالات رئيسية، مثل الأمن الإقليمي والعالمي والتجارة والطاقة والابتكار والتواصل بين شعوبنا".
واحتفى المجلس بالإنجازات التي حققها الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات العربية المتحدة على مدار العقد الماضي وتطلع إلى مستقبل هذه الشراكة الحيوية. وعلى الرغم من أن العلاقة الدبلوماسية الرسمية حديثة نسبياً، إلا أن دولة الإمارات ودول الاتحاد الأوروبي يتشاركان تاريخاً طويلاً وعميقاً من العلاقات مع بعضمها.
تتجاوز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات العربية المتحدة الإطار التقليدي، حيث تشمل مجالات واسعة من التعاون مثل التجارة والطاقة والتغير المناخي والتنويع الاقتصادي والتبادل الثقافي والتواصل بين الشعوب. وقد بلغ حجم التجارة الثنائية بين الطرفين في 2023 حوالي 75 مليار يورو، مما يجعل دولة الإمارات الوجهة الأولى للصادرات والاستثمارات الأوروبية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يتطلع الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة إلى مستقبل واعد من خلال استكشاف آفاق جديدة للتعاون في مجالات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة والأمن والدفاع، وذلك لمواكبة التطورات العالمية السريعة وتلبية تطلعات المستقبل.
وتعد بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الإمارات ثاني بعثة دبلوماسية للاتحاد الأوروبي تم افتتاحها في منطقة الخليج، مما يبرز أهمية دولة الإمارات بالنسبة للاتحاد الأوروبي من منظور سياسي واقتصادي، والتزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز هذا التعاون الثنائي. كما تستضيف الإمارات على أرضها بعثات دبلوماسية لـ 26 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي.