دبي في 13 يناير/ وام / شهد عالم الإعلان والتسويق تحولاً جذرياً في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وصناعة المحتوى المحرك الرئيسي للترويج وبناء العلامات التجارية، ولم يكن هذا التحول مجرد تطور طبيعي بل ثورة شاملة قلبت موازين الإعلان والتسويق التقليدي وأعادت صياغة العلاقة بين الشركات والمستهلكين.
وأكد مديرو شركات وصناع محتوى في حديثهم لوكالة أنباء الإمارات "وام" خلال فعاليات النسخة الثالثة من قمة المليار متابع، أن صعود المنصات الرقمية جعل الشركات تعتمد بشكل كبير على المؤثرين وصناع المحتوى لإيصال رسائلها بطرق أكثر فعالية وشفافية، مما يخلق تفاعلاً مباشراً ومستداماً مع الجمهور.
وأشاروا إلى أن هذه النقلة النوعية في أدوات التسويق والإعلان فرضت تحديات كبيرة على وسائل الإعلام التقليدية، التي تجد نفسها أمام واقع جديد يتطلب التكيف أو مواجهة التراجع.
وتحدث توفيق كريديه، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي والمؤسس المشارك لمجموعة "براندز فور ليس"، عن التحولات الجذرية التي طرأت على عالم الدعاية والإعلان، مشيراً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الأداة الأبرز في الترويج للأعمال التجارية والأفكار الجديدة.
واعتبر أن هذه المنصات لا تقتصر على كونها وسيلة للترويج، بل تمثل مساحة تحليلية تساعد الشركات على قياس تفاعل الجمهور مع المحتوى المنشور، مما يتيح الفرصة لتعميق العلاقة مع المستهلكين وتعزيز الشفافية والثقة.
وفيما يتعلق بعلاقة العلامات التجارية بالمؤثرين، شدد كريديه على أهمية بناء علاقة قائمة على المصداقية بين الطرفين. وقال: اليوم، أهم شيء هو الصدق في صناعة المحتوى، فالمؤثر يجب أن يكون مصدر ثقة، ليس فقط للوصول السريع ولكن للوصول الدائم والمستدام.
من جانبه أكد صانع المحتوى حسن الأمير، أن صناعة المحتوى أصبحت اليوم واحدة من أكثر الصناعات تأثيراً على مستوى العالم، مشيراً إلى قيمتها السوقية التي تقدر بنحو 150 مليار دولار حالياً، مع توقعات بوصولها إلى 500 مليار دولار بحلول عام 2030.
وأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة رئيسية للشركات والمؤسسات لإبراز علاماتها التجارية والتواصل مع جمهورها بطرق أكثر فعالية مقارنة بالإعلام التقليدي.
وأشار إلى أن العديد من الشركات قد بدأت في التعاون مع المؤثرين وصناع المحتوى للترويج لخدماتها ومنتجاتها، وحققت نجاحات تفوقت بكثير على الوسائل التقليدية.
وقال فيصل الحقباني، المدير المباشر لدى شركة "أن أو بي" لحلول التسويق مع المؤثرين ووسائل التواصل الاجتماعي، إن وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الأفراد في كل مكان، مما يجعلها أداة قوية تصل إلى الجمهور المستهدف بشكل أسرع وأكثر تأثيراً مقارنة بالإعلانات التقليدية عبر الصحف أو القنوات التقليدية الأخرى.
وأكد أن الشركات والمؤسسات التي لا تستطيع مواكبة هذه التطورات السريعة ستجد نفسها خارج المنافسة.
وأضاف أن الإعلانات اليوم تصل إلى المستهلكين مباشرة من خلال أجهزتهم المحمولة، ما يجعلها أكثر فاعلية وتأثيرًا مقارنة بالإعلانات التقليدية، وعلى الجميع أن يدرك أن التطور الرقمي ليس خياراً بل ضرورة للحفاظ على البقاء والتقدم في السوق.
ولفت إلى أن المؤسسات العاملة في مجال التسويق التقليدي تواجه خطر التراجع إذا لم تطور أدواتها لتواكب هذا العصر الرقمي المتسارع.