أبوظبي في 28 يناير /وام/ ناقش اليوم الأول من الملتقى الدولي السابع للاستمطار الذي انطلقت أعماله في أبوظبي قضايا الأمن المائي على المستويين الإقليمي والعالمي وأحدث الأساليب والتطورات العلمية والتكنولوجية في مجالات تعديل الطقس وعلوم الاستمطار وأبحاث الأمن المائي.
واحتفت جلسات اليوم الأول بإنجازات برنامج الإمارات لبحوث الاستمطار خلال السنوات العشر الماضية بعدما أصبح مركزاً عالمياً للتميز في مجال البحث العلمي والابتكار.
وتصدرت حلول الذكاء الاصطناعي في مجال تحسين الطقس أجندة نقاشات اليوم الأول من الملتقى الذي شهد عقد سلسلة من الجلسات الحوارية رفيعة المستوى بمشاركة خبراء وصناع قرار بارزين من دولة الإمارات وخارجها.
يناقش الملتقى خلال دورته الحالية خمسة محاور رئيسية تشمل التعاون، الابتكار، بناء القدرات، الذكاء الاصطناعي، والأبحاث التطبيقية.
وانطلقت جلسات اليوم الأول بحوار ثنائي بين سعادة الدكتورة نوال الحوسني المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) وستيف جريفيث أستاذ ونائب رئيس الجامعة للأبحاث في الجامعة الأمريكية في الشارقة تحت عنوان "عقد من الابتكار: الريادة العالمية لبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار" وتحدثا عن تجربتهما في العمل عن قرب مع البرنامج وكيفية تحقيقه لهذا التوسع الكبير في أنشطته العلمية والأثر الذي تركه حتى الآن في هذا المجال الحيوي ضمن منظومة العمل المناخي محلياً وعالمياً.
وبدأت الجلسة رفيعة المستوى الأولى بعنوان "الأمن المائي من منظور إقليمي وعالمي" بكلمة افتتاحية لمعالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك وزيرة التغير المناخي والبيئة ، وشهدت مشاركة عدد من الخبراء الدوليين البارزين من بينهم لوك فوشون رئيس المجلس العالمي للمياه وعائشة العتيقي المديرة التنفيذية لمبادرة محمد بن زايد للماء.
وتناولت الجلسة قضية الأمن المائي في ظل التغير المناخي وتأثير التغير المناخي على توافر المياه وتوزيعها وجودتها على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وركزت الجلسة على تأثير ارتفاع درجات الحرارة وأنماط الطقس المتغيرة وزيادة وتيرة الظواهر المناخية المتطرفة على موارد المياه إضافة إلى استعراض الاستراتيجيات المبتكرة والجهود المشتركة لضمان الإدارة المستدامة للمياه وتعزيز المرونة في مواجهة المخاطر الناجمة عن التغير المناخي.
وتطرقت الجلسة أيضا إلى عدد من المواضيع الهامة من بينها آثار تغير المناخ على موارد المياه الإقليمية والتفاعلات والتأثيرات المتبادلة بين المياه والطاقة والغذاء والتكيف المناخي وتعزيز المرونة وممارسات مبتكرة لتعزيز موارد المياه وإدارتها إضافة إلى النظرة المستقبلية والتحديات الناشئة.
وشهدت الجلسة الثانية رفيعة المستوى بعنوان "الذكاء الاصطناعي لتعديل الطقس: المسارات المستقبلية" مشاركة سعادة محمد بن طليعة رئيس الخدمات الحكومية لحكومة دولة الإمارات وسعادة حسن الحوسني الرئيس التنفيذي لشركة بيانات للحلول الذكية التابعة لـ "جي 42" وكريستيان بوندر باحث رئيسي في مايكروسوفت للأبحاث قسم الذكاء الاصطناعي للعلوم إضافة إلى توم أوركهارت مذيع أخبار في إذاعة "دبي آي" التابعة لشبكة الإذاعة العربية الذي أدار الجلسة.
وتناول الخبراء المشاركون في الجلسة الإمكانات الكبيرة للذكاء الاصطناعي في إحداث نقلة نوعية في مجال التنبؤ بالمناخ والطقس والأنشطة الأخرى ذات الصلة بالتدخل المناخي والقدرات المتعددة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي ودورها في دعم استراتيجيات التكيف المناخي وجهود تعديل الطقس وناقشوا سبل تعزيز التعاون بين العلماء وصناع السياسات وقادة الصناعة لمعالجة التحديات الملحة لأمن المياه والمساهمة في تعزيز الجهود العالمية الهادفة إلى الحد من آثار التغير المناخي.
وتطرقت الجلسة أيضا إلى عدد من المحاور الرئيسية كالتنبؤ بالطقس والمناخ باستخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المبتكرة واستخدامها في النمذجة عالية الدقة والنمذجة السحابية وحالات استخدام محتملة لتقييم تأثير تعديل الطقس إضافة إلى الاعتبارات الأخلاقية والتنظيمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تطبيقات المناخ والطقس.
وحملت الجلسة الثالثة عنوان "نماذج هجينة قائمة على الذكاء الاصطناعي والفيزياء وعلوم البيانات لأبحاث المناخ والطقس: مسار جديد نحو تطوير تطبيقات تعديل الطقس" وألقى أندرو جاكسون الرئيس التنفيذي لمعهد "إنسبشن" للذكاء الاصطناعي التابع لـ "جي 42" كلمتها الافتتاحية.
وبحثت الجلسة التكامل بين الذكاء الاصطناعي والنماذج القائمة على الفيزياء وعلوم البيانات لأبحاث المناخ والطقس وناقش الخبراء فيها دور هذه الأساليب الهجينة في تعزيز دقة التنبؤ وتعزيز فهم ديناميكيات الغلاف الجوي مع تسليط الضوء على أحدث الابتكارات والتطورات في تقنيات التدخل المناخي وتعديل الطقس.
وتم خلال الجلسة تقديم عدد من العروض التقديمية من قبل الخبراء المشاركين تناول العرض الأول وهو من تقديم بيورن ستيفنز "تحدي التنبؤ بتغير أشكال الهطول الأمطار باستخدام محرك افتراضية الأرض فيما ناقش العرض الثاني وهو من تقديم مروان تميّمي "دمج البرامج العددية الفيزيائية والقائمة على الذكاء الاصطناعي مع تقنيات الاستشعار المتقدمة لدعم أبحاث الطقس" والعرض الثالث من تقديم لوكا ديلي موناكي "إطار عمل هجين للتعلم الآلي لتحسين التنبؤ الآني بهطول الأمطار".