أبوظبي في 28 يناير/ وام / ناقش ملتقى "مفكرو الإمارات" الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، اليوم، دور محفزات استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 في تعزيز التنمية الشاملة من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مثل النقل والطاقة، ودور السياسات الحكومية في ضمان الاستخدام الأخلاقي والمستدام لهذه التكنولوجيا، وتمكين الكوادر الوطنية بتطوير المهارات اللازمة لمواكبة الثورة التقنية، بالإضافة إلى دور الشباب الإماراتي في بناء اقتصاد الذكاء الاصطناعي.

وقال معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الإمارات (وام) على هامش الملتقى إن التوجهات المستقبلية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال النقل تشهد نموًا ملحوظًا وستكون لها تأثيرات كبيرة على هذا القطاع وأوضح أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تستخدم حاليًا ما زالت في مراحل التطوير المستمر، مما يتيح فرصًا كبيرة للتطور والابتكار في المستقبل.

وأضاف أن السنوات الخمس القادمة ستشهد تطورًا هائلًا إذ من المتوقع أن تحقق الإمارات نقلة نوعية في السرعة وجودة آليات التحكم بفضل إنشاء مراكز بيانات ضخمة في مختلف أنحاء العالم وفي الإمارات بشكل خاص.

وأكد أنه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تقليل الازدحام المروري والتنبؤ بالزحام المستقبلي عبر مراكز التحكم والكاميرات المنتشرة في المواقع الحيوية، وهو ما يعزز القدرة على التنبؤ بسلوكيات المرور والعمل على الحد من الازدحام، مشيراً إلى أن الازدحامات المرورية ستزداد في المستقبل إذا لم يتم استخدام وسائل نقل مبتكرة وحلول تكنولوجية جديدة.

وتحدث معاليه عن الدور المستقبلي للذكاء الاصطناعي في مجالات النقل وأشار إلى أن الأنظمة الذكية ستتواكب مع الحلول المستقبلية مثل الطائرات ذاتية القيادة والسيارات ذاتية القيادة، بالإضافة إلى تحويل القطارات إلى قطارات ذكية تعمل دون سائق وأوضح أن هذه الابتكارات ستحدث تحولًا غير مسبوق في طرق التنقل بين البشر ما سيؤدي إلى ثورة في مجال النقل على مستوى العالم.

وأضاف أن وزارة الطاقة والبنية التحتية تعمل بشكل مستمر على وضع التشريعات والتنظيمات الخاصة بهذا القطاع، مع التركيز على دراسة أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، مشيراً إلى أن دولة الإمارات كانت من أوائل الدول التي وضعت أنظمة حوكمة للسيارات ذاتية القيادة التي لا تزال قيد التجربة ونوه إلى أن الإمارات على وشك البدء بالتجارب الفعلية لهذه السيارات.

وأكد أن دولة الإمارات أصبحت من بين الدول الرائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي وتحتل مرتبة متقدمة ضمن أفضل خمس دول أو ثلاث دول في العالم التي تستثمر في هذا المجال، مشيراً إلى الشراكات الاستراتيجية مع الشركات المتخصصة مثل "G42"، التي تعمل على تطوير مراكز بيانات ضخمة وتوقع أن يشهد قطاع النقل في الإمارات طفرة كبيرة فور اكتمال هذه المنظومة.

من جانبه، أشار سعادة الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، إلى أن الأخلاقيات في الذكاء الاصطناعي تعد من أولويات تطبيق خوارزميات هذه التقنية عالميًا، موضحاً أن حكومة الإمارات وضعت سياسات وأطرًا للحوكمة لضمان الاستخدام المسؤول والأخلاقي للذكاء الاصطناعي.

وأكد أن التحدي يكمن في كيفية الموازنة بين التطور السريع لهذه التقنية واستخدامها بمسؤولية وأخلاقية وأضاف أن من الضروري تطوير الذكاء الاصطناعي مع وضع أطر حوكمة تضمن استخدامه بشكل مسؤول.

تطرق سعادته إلى المناقشات التي جرت في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، مشيرًا إلى تصريحات معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء التي أكدت ضرورة تكاتف الجهود العالمية والمحلية لوضع قوانين وتشريعات تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي.

من جهته، أكد الدكتور فادي العلول، عميد كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية بالشارقة، أن هناك ثورة سريعة وكبيرة في تطور الصناعة والتكنولوجيا والبيانات المتوفرة مشيرًا إلى أن معايير أصحاب العمل تفرض على الطلاب اكتساب مهارات متنوعة لا تقتصر فقط على الجوانب التقنية، بل تشمل أيضًا المهارات الناعمة مثل المهارات القيادية والإبداعية، التي تعد مفتاح التفوق والنجاح في سوق العمل.

وأضاف أن دور الجامعات في المرحلة الحالية يتركز على تعليم الطلاب المهارات التقنية، مثل الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والأمن السيبراني، والخوارزميات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وكيفية تطبيقها في المجالات الهندسية وغير الهندسية.