أبوظبي في 29 يناير / وام / ناقش الخبراء والمسؤولون في النسخة الثانية من ملتقى "مفكرو الإمارات" الذي عقد أمس، أهمية تعزيز الهوية الوطنية الإماراتية وسبل التعامل مع التحديات المستقبلية.

وتناول المشاركون دور الشباب في تحقيق رؤية الإمارات 2071، مؤكدين ضرورة دمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في مجالات التنمية المستدامة.

وشددوا على أهمية التعليم المستمر وتطوير المهارات لتلبية احتياجات سوق العمل مع الدعوة إلى تكاتف الجهود الوطنية لتحقيق أهداف مئوية الإمارات.

وأكد معالي سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، خلال مشاركته في الجلسة الأولى بعنوان “إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031”، أن دولة الإمارات أصبحت وجهة رئيسية للشركات العالمية في مجال الطاقة المتجددة.

ولفت معاليه إلى أن الدولة تسعى إلى الاستثمار في مراكز بيانات ضخمة لدعم تطوير حلول نقل مستدامة، مشيرا إلى أن وزارة الطاقة والبنية التحتية تركز على تقليل استهلاك الطاقة المفرط وخفض الانبعاثات الكربونية باستخدام سيارات كهربائية، بهدف بناء مدن المستقبل النظيفة والمستدامة.

وأوضح أن الوزارة تستهدف أن تكون 50% من وسائل التنقل بحلول عام 2050 عديمة الانبعاثات.

وفي جلسة بعنوان "الهوية الإماراتية: التوازن الوطني والعالمي"، أدارها سعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، شدد معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والخارجية والداخلية في المجلس الوطني الاتحادي، على ضرورة تعزيز القيم المشتركة التي توحد المجتمعات، مثل العدالة والدين والتراث، مؤكدًا أنها الأساس في بناء مجتمع متماسك.

وأوضح معاليه أن بعض التحديات التي تواجه المجتمعات قد تكون نتيجة لأجندات خارجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار.. وقال :"إن هناك حاجة إلى تعزيز دور القدوات الوطنية في تشكيل الهوية الإماراتية".

وفي الجلسة نفسها، أكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، أن الهوية الوطنية الإماراتية هي بصمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيرا إلى ضرورة تركيز المناهج الدراسية على الهوية الوطنية، والثقافة المحلية، وتاريخ الدولة، لتطوير مهارات التفكير النقدي لدى الشباب، مما يعزز المساهمة في رفعة الوطن.

وأضاف معاليه أن الخدمة الوطنية أسهمت في إعداد جيل يتحلى بالمسؤولية تجاه وطنه، وقادر على مواجهة التحديات بروح وطنية صادقة.

وفي جلسة بعنوان "الشباب: التعليم المستمر وسوق العمل"، التي أدارها سعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي، أكد معالي عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين ووزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، أن المسؤولية الأساسية للتعلم المستمر تقع على عاتق الفرد نفسه، وهو أمر يجب ترسيخه منذ المراحل المبكرة عبر جهود الأسرة والمدرسة.

وأوضح معاليه أن مؤسسات التعليم العالي يجب أن تتبنى نهجا مرنا لمواكبة التغيرات، مشيرا إلى أن سوق العمل في دولة الإمارات شهد نموًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة بفضل السياسات الحكومية الداعمة لبيئة الأعمال.

كما تحدث معالي الدكتور سلطان النيادي، وزير الدولة لشؤون الشباب، في الجلسة نفسها عن أهمية امتلاك الشباب ثلاث صفات رئيسية: المهارات الرقمية، والقدرات التحليلية والتفكير النقدي، بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية مثل الذكاء العاطفي.

وأكد معاليه أن من أبرز التحديات التي تواجه الخريجين الجدد هي توافر الخبرة، مشيرًا إلى ضرورة أن تركز جهات التوظيف على المهارات الشخصية بدلاً من عدد سنوات الخبرة.

وفي جلسة بعنوان "شيخوخة المجتمع: أين نحن الآن؟"، تحدث معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، عن اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” بقضايا المجتمع، مشيرًا إلى مشكلة انخفاض معدل الخصوبة التي تؤدي إلى شيخوخة المجتمع.

وأضاف أن دولة الإمارات طبقت العديد من المبادرات لمواجهة هذه الظاهرة، مثل "نافس"، "مديم"، و"عُونية العرس"، التي تهدف إلى تشجيع الشباب على الزواج.

من جهته، أكد سعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن الحظ حالف الملتقى بأن يتزامن مع تغريدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بإعلان سموه عام 2025 "عام المجتمع".

وأشار إلى أن الملتقى يهدف إلى الخروج بأفكار وطنية خلاقة تساهم في إحداث أثر حقيقي في مجتمع الإمارات، وأضاف أن الملتقى يسعى إلى تسليط الضوء على الفكر الإماراتي عالميًا، وإبراز جهود الدولة في دعم الكفاءات الوطنية، مما يرسخ موقعها كمنارة فكرية إقليمية ودولية.

كما أكد على أهمية دور الشباب في تحقيق رؤية الإمارات المستقبلية من خلال إشراكهم في حوارات استراتيجية تساهم في صياغة حلول مبتكرة.

جدير بالذكر أن المحاور الأساسية للنسخة الثانية من الملتقى تركزت حول ثلاث قضايا رئيسية: الهوية الوطنية والشخصية الإماراتية، والتعليم وتنمية المجتمع، والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل.

وشهد الملتقى حضور أكثر من 650 مشاركًا من المسؤولين والخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات، وتم استضافة 45 متحدثًا إماراتيًا من الأكاديميين والخبراء والمتخصصين.

وتضمنت الجلسات العديد من المواضيع مثل الأسرة الإماراتية والتحولات الاجتماعية، ودور الشباب في بناء اقتصاد الذكاء الاصطناعي، والتعليم المستدام في المستقبل، كما تم طرح مجموعة من التوصيات لمواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص لدعم التنمية المستدامة في الدولة.