أبوظبي في 5 فبراير / وام / شهد اليوم الأول من أعمال الدورة الخامسة للمؤتمر العالمي للتسامح والأخوة الإنسانية الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين وجائزة زايد للأخوة الإنسانية جلستين نقاشيتين شارك فيهما قيادات فكرية ودينية وأممية عالمية.
وركزت الجلستان على دعوة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش حول ضرورة طرح المبادرات والأفكار الفعالة لإيجاد أرضيات مشتركة للعمل وتعزيز النوايا الصادقة من أجل الإنسانية في جميع أنحاء العالم.
وتناولت الجلسة الأولى أهمية الحوار العالمي حول السلام والكرامة الإنسانية والتعايش السلمي واستعرض المتحدثون الروابط الرئيسية بين السلام والحفاظ على الكرامة الإنسانية وتعزيز التعايش السلمي في المجتمعات المتنوعة كما تمت مناقشة الاستراتيجيات العملية والإطارات الأخلاقية التي يمكن اعتمادها لمواجهة التحديات الحديثة التي تهدد هذه المبادئ.
وتحدث في هذه الجلسة كل من الدكتور فراس حبال نائب رئيس مركز الإمارات للباحثين والدراسات ومتر بارن مؤسس وعضو مجلس إدارة المجلس الروحاني الدولي لتحويل الإنسانية وسعادة مقصود كروز رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان وفاتياه توراي المديرة التنفيذية للإدماج والمساواة في جامعة نيويورك أبوظبي والسيدة فالنتينا بيرناسكوني رئيسة الوفد في الإمارات للجنة الدولية للصليب الأحمر.
أما الجلسة الثانية فركزت على أهمية الحوار بين الأديان في تعزيز التفاهم والتماسك الاجتماعي وتناول المتحدثون الدور الحيوي الذي يلعبه الحوار بين الأديان في تعزيز التفاهم المتبادل وبناء مجتمعات أكثر شمولاً وتسامحًا كما سلطت الجلسة الضوء على الاستراتيجيات العملية التي يمكن أن تساهم في خلق واقع يعزز التعاون بدلاً من التنافس واستعرضت قصص النجاح والتحديات في خلق مساحات آمنة للمشاركة الهادفة عبر مجتمعات العالم ومن بين المتحدثين في الجلسة الأسقف باولو مارتينيلي نائب الرسولي لجنوب شبه الجزيرة العربية وسعادة هند العويس مديرة اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان في الإمارات والحاخام ديفيد روزن المستشار الخاص للشؤون بين الأديان في بيت العائلة الإبراهيمية والدكتور عبد الرزاق قرنة أستاذ الآداب والفنون في جامعة نيويورك أبوظبي، بالإضافة إلى الأب بيشوي فخري راعي كنيسة كاتدرائية القديس أنطونيوس القبطية في أبوظبي والقس جيل نيسبيت كاهن وقسيس كنيسة القديس أندرو الأنجليكانية في أبوظبي.
وأكد سعادة المستشار محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين أن المؤتمر يمثل دعوة عالمية لاستمرار الجهود من أجل تفعيل المبادئ والقيم الإنسانية التي نصت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية والتي أُطلقت من دولة الإمارات في عام 2019 مشيدًا بجهود وزارة التسامح والتعايش بقيادة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في نشر وتعزيز قيم الحوار والتسامح على المستويين المحلي والعالمي.
من جهته قال المستشار راشد إبراهيم النعيمي مستشار التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء المؤسسي في مكتب وزير التسامح والتعايش في تصريح لوكالة أنباء الامارات " وام " إن هذه النسخة من المؤتمر تحت شعار "التسامح والأخوة الإنسانية" تهدف إلى تعزيز مبدأ الأخوة الإنسانية على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات تبنت هذا الفكر منذ توقيع الوثيقة في 4 فبراير 2019.
وقال بيشوي فخري راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس الأقباط المصريين في أبوظبي في تصريح خاص لوكالة أنباء الإمارات "وام" إننا في يوم التسامح العالمي نعيش روح التسامح على أرض دولة الإمارات التي أرسلت قواعد التسامح إلى العالم، هذه الروح تسير بنا وتساعد الأجيال القادمة على الاندماج والتسامح.
أما القس مينا حنا راعي كنيسة مارمينا في جبل علي بدبي، فقد أعرب عن شكره لدولة الإمارات على إرسائها قيم التسامح، مؤكدًا أن الإمارات كانت أول من بدأ موضوع التسامح لتعزيز الأخوة بين مختلف الشعوب والثقافات.
ويستمر المؤتمر في تقديم منصة عالمية لتعزيز مفاهيم التسامح والأخوة الإنسانية مستقطبًا مشاركين من مختلف الأديان والخلفيات الثقافية من جميع أنحاء العالم.