أبوظبي في 5 فبراير/ وام / أطلقت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، كتاباً بمناسبة مرور خمس سنوات على تأسيسها تحت عنوان "سنواتنا الخمس الأولى".
ونظمت الهيئة فعالية عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد بحضور ومشاركة معالي سناء بنت محمد سهيل وزيرة الأسرة المديرة العامة للهيئة، وفريق عمل قيادة الهيئة.
وأكدت معالي سناء سهيل، أن عمل الهيئة ليس مجرد تنفيذ الأنشطة والمبادرات؛ بل كانت تسعى دائماً إلى تحقيق تأثير مستدام وملموس من خلال التعاون مع ما يقرب من 50 شريكاً، مشيرة إلى أنه من أبرز نتائج هذا التعاون كان تطوير إستراتيجية أبوظبي لتنمية الطفولة المبكرة 2035، التي تسعى لجعل أبوظبي واحدة من أبرز المدن في العالم التي تولي أهمية قصوى لمستقبل الأطفال.
وأوضحت معاليها أن للكشف المبكر والتدخل السريع للأطفال من ذوي تأخر النمو أمرين حيويين وضروريين لتحسين فرص العلاج وتحقيق نتائج أفضل للأطفال، وقد أطلقت الهيئة دليل التدخل المبكر عام 2022 ووزعت 10 آلاف نسخة منه لتعرف الأسر ومقدمي الرعاية بخدمات التدخل المبكر المتاحة لأطفالهم الذين يعانون من تأخر في النمو.
ونجحت الهيئة في تحقيق تقدم ملموس في مجال الفحص والكشف المبكر، حيث تم إجراء أكثر من 5000 فحص لنمو الأطفال، مما أسفر عن تحديد 700 حالة تستدعي التدخل المبكر.
وأضافت معاليها أنه في عام 2021، بدأت الهيئة بالتعاون مع مركز أبوظبي للصحة العامة استكشاف العوامل المؤثرة في صحة ورفاهية الأم والطفل قبل الحمل وخلاله وبعد الولادة وطورت نظام الرفاهية وتنمية الأم والطفل في أبوظبي “WAMDA-AD”، والذي نقوم من خلاله بجمع البيانات حول صحة الأم والرضيع لدعم عملية تطوير السياسات وتنفيذ التدخلات.
وأشارت إلى أنه تم وضع إستراتيجية شاملة تتكون من 36 مبادرة موزعة على ست مبادرات رئيسية، تهدف إلى تقديم تجربة تعليمية وتربوية عالية الجودة، بحيث يمكن لجميع الأطفال في أبوظبي الاستفادة من بيئات داعمة تعزز تنمية القيم والمهارات، وتؤسس أسساً قوية للتعلم مدى الحياة.
وذكرت معاليها أن البيانات الدقيقة تمثل أساس وضع السياسات القائمة على الأدلة، حيث عملت الهيئة على توحيد البيانات المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة من مصادر متعددة، وأثمر ذلك بتطوير 21 رؤية تحليلية تخدم سبعة محاور رئيسية هي حماية الطفل، ومعدل وفيات الرضع، وصحة الطفل، وصحة الأم، والأطفال أصحاب الهمم، والتعليم المبكر، إلى جانب التنوع الأسري، وفي عام 2023، أطلقت الهيئة "مختبر بيانات الطفولة" والذي يقوم بدوره بتحليل البيانات عبر القطاعات وتقديمها بطريقة تسهل اتخاذ القرارات.
وتتبع الهيئة إستراتيجية بحث تقوم على ثلاث ركائز، وأكدت معالي سناء بنت محمد سهيل أن الهيئة حرصت منذ إنشائها، على تمويل 19 منحة بحثية و5 منح للقضايا الشائكة، بقيمة بلغت 25 مليون درهم مع ثماني ورقات بحثية منشورة حتى الآن.
وأشارت إلى مواصلة الهيئة جهودها في تشجيع مشاركة الباحثين الإماراتيين، حيث يشارك الآن 85 باحثاً في مشاريع بحثية جارية، كما اطلقت حملة توعية لدعم الأبحاث المحلية، وتعمل مع شركائها لتأسيس مجلس استعراض مؤسسي للأبحاث الاجتماعية.
ويعد برنامج "أنجال ز" أحد الركائز الأساسية لجهود هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة لتشجيع الابتكار، وحتى الآن، دعم برنامج "أنجال ز" أكثر من 30 شركة ناشئة عالمية في مجال تنمية الطفولة المبكرة.
وقالت معالي سناء بنت محمد سهيل إن الهيئة أطلقت مبادرة "مسارات التحول" بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة، بهدف تسهيل انتقال الأطفال بين المراحل المختلفة، بدءاً من المنزل إلى مؤسسات التعليم مثل الحضانات ورياض الأطفال وحتى المدرسة الابتدائية، بناءً على أفضل الممارسات المحلية والعالمية.
وأكدت سعي البرنامج إلى تعزيز شعور الأطفال بالثقة والانتماء أثناء هذا الانتقال، ودعم نموهم الشامل الذي يشمل الجوانب الجسدية والعاطفية والمعرفية والاجتماعية.
وقالت معاليها إن حماية الطفل تُعد أولوية وطنية، إذ طُور نظام متكامل يشمل الوقاية والتدخل المبكر والإبلاغ وإعادة التأهيل، ويشمل هذا النظام دمج الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، لضمان تقديمها بطريقة متناسقة ومتكاملة.
وأوضحت معاليها أن التقديرات تشير إلى أن القطاع سيحتاج إلى حوالي 48500 مهني بحلول عام 2030، بزيادة قدرها 20000 عن الوضع الحالي، مشيرة إلى أن الهيئة ركزت على زيادة القوى العاملة في قطاع الطفولة المبكرة، وذلك من خلال وضع خطة لتطوير القوى العاملة تتضمن تحديد المعايير والكفاءات المهنية لقطاع تنمية الطفولة المبكرة، وفي عام 2023، أنشأت الهيئة الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة بهدف توفير برامج التعليم والتدريب لمقدمي الرعاية فيما يتعلق بتنمية الطفل ورعايته.
وأكدت معاليها على الدور المهم الذي تقوم به الأكاديمية في رعاية أطفالنا من خلال إعداد مقدمي رعاية يتمتعون بالمهارات والكفاءات والمرونة اللازمة للتعامل مع الأطفال.
وتهدف هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة من خلال برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين، إلى تمكين الآباء والأمهات العاملين من تحقيق التوازن بين العمل والأسرة، وضمان حصول أطفالهم على أفضل سبل الرعاية والاهتمام ومنذ إطلاقه عام 2021، تم تكريم نحو 17 مؤسسة حصلت على علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين في جميع أنحاء الدولة.
وتمكن البرنامج من إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 163 ألف موظف، و60180 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 5-8 سنوات، و2250 طفلاً من أصحاب الهمم، ونحو 105190 والد ووالدة يعملون في 25 قطاعاً مختلفاً.
وقالت معالي سناء بنت محمد سهيل إنه مع الاحتفال بمرور خمس سنوات على تأسيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، يبقى تركيزنا على الأطفال والأسر مسترشدين برؤية إستراتيجية أبوظبي لتنمية الطفولة المبكرة 2035، وملتزمين بضمان ازدهار كل طفل وتحقيق قدراته في بيئة آمنة وداعمة للأسرة.