دبي في 11 فبراير / وام / قال معالي الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والممثل الإقليمي لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، إن الشراكة بين الفاو ودولة الإمارات تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، وشهدت تنفيذ العديد من المبادرات التي أسهمت في تحقيق الأهداف المتعلقة بتحول النظم الغذائية والزراعية، كان آخرها إطلاق الخطة الرئيسية لهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية. ووأوضح معاليه في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” على هامش اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات أن الفاو وقّعت اليوم اتفاقية تعاون مع حكومة دبي لتعزيز السلامة الغذائية والحد من الهدر والفاقد من الغذاء، من خلال تبني سياسات فعالة وآليات متطورة لضمان استدامة الموارد الغذائية وتحسين كفاءة سلاسل التوريد.
وأشار إلى أن الاتفاقية تتضمن عدة محاور رئيسية، من بينها تعزيز أنظمة الرقابة الغذائية من خلال تطوير آليات متقدمة لمراقبة جودة الأغذية وسلامتها على امتداد سلاسل الإمداد. وإطلاق برامج للحد من هدر الغذاء عبر تعزيز الوعي المجتمعي وتبني حلول تقنية مبتكرة لإدارة فائض الغذاء. ودعم البحث والتطوير في القطاع الزراعي بهدف تحسين جودة الغذاء وتعزيز الإنتاج المستدام من خلال الابتكار وتوظيف التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في إدارة الموارد الزراعية والمائية لضمان تحقيق الأمن الغذائي.
وأكد معاليه أن هذه الاتفاقية تأتي ضمن الجهود المستمرة لدعم الأمن الغذائي في المنطقة، مشددًا على أهمية التعاون بين المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية لمواجهة التحديات المرتبطة بإنتاج الغذاء واستهلاكه، خاصة في ظل التغيرات المناخية وشح الموارد المائية.
وأضاف أن المنطقة العربية تواجه تحديات كبيرة في تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة، والمتمثل في القضاء على الجوع، مشيرًا إلى أن التقارير الأخيرة أظهرت أن 186 مليون شخص في المنطقة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، فيما يواجه أكثر من 66 مليون شخص خطر الجوع، غالبيتهم في مناطق النزاعات. ودعا معاليه الدول العربية إلى تعزيز التعاون الإقليمي والاستثمار في الموارد الطبيعية المتاحة، مشيرًا إلى أن دولًا مثل العراق وسوريا ومصر والسودان تمتلك إمكانيات كبيرة لدعم الأمن الغذائي في العالم العربي. كما شدد على أهمية الاستثمار في التقنيات الزراعية الحديثة والبنية التحتية المستدامة لضمان وفرة الغذاء واستدامته، وتقليل الاعتماد على سلاسل الإمداد الخارجية التي تعرضت للاضطرابات خلال جائحة كوفيد-19 وأزمة البحر الأسود نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية. وأكد أن الحل الأمثل يتمثل في تعزيز الاستثمارات في الأمن الغذائي والزراعي، بما يسهم في تحقيق تكامل إقليمي يضمن استقرار الإمدادات الغذائية وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.