دبي في 11 فبراير/ وام / شهد اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات 2025، التي انطلقت اليوم في دبي وتستمر حتى 13 فبراير الحالي تحت "شعار استشراف حكومات المستقبل"، جلسات عدة ضمن محور "الكفاءات الحكومية".
وفي مستهل الجلسات ألقى معالي فيليكس أولوا نائب رئيس جمهورية السلفادور، كلمة رئيسية، سلط فيها الضوء على التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها بلاده، بفضل إستراتيجيات الإصلاح التي قادت إلى تغيير وجه الدولة.
وتطرّق إلى جهود حكومة السلفادور في الحفاظ على الأمن، وتطوير الاقتصاد الرقمي والتعليم، وتحسين الكفاءة الحكومية والخدمات العامة مشيرا إلى أن بلاده تتحول نحو الاقتصاد الرقمي، وتهدف إلى تطويره، حيث إنها اعتمدت "البيتكوين" عملة قانونية في العام 2021.
ولفت إلى العديد من إستراتيجيات التغيير والإصلاح التي تتبناها بلاده، منذ عام 2019، مثل دعم الاستثمارات الأجنبية من خلال تعديل القوانين لتحقيق الاستقرار لهذه الاستثمارات، وجذب شركات التقنية، إضافة إلى تطوير الطاقة المتجددة لتوفير بيئة مستدامة، وتخصيص أكثر من 5% من الميزانية لتطوير التعليم، وتوفير الأجهزة الإلكترونية والبرامج التعليمية الحديثة لجميع الطلاب.
وأضاف أن الحكومة بدأت منذ العام 2019، في تنفيذ برنامج تحول حكومي يتكون من 6 مراحل لتعزيز الكفاءة الحكومية، ومن أبرزها مكافحة الفساد والعنف والجريمة، وإعادة إنعاش الاقتصاد المحلي، وتطوير الطاقة المتجددة، إضافة إلى تعزيز التحول الرقمي في الإدارة العامة".
وأكد أن جهود حكومة جمهورية السلفادور تهدف إلى القضاء على البيروقراطية، موضحا أن بلاده تطبق اليوم نهجاً مبتكراً في تقديم الخدمات الحكومية، بحيث تكون أكثر كفاءة وسهولة في الوصول إليها، إضافة إلى اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات لتحقيق الاستجابة السريعة والفعالة للتحديات.
وتناولت جلسة "كيف يمكن للحكومات تصفير البيروقراطية؟"، التي شارك فيها معالي سيغموند فرويند، وزير الإدارة العامة في جمهورية الدومينيكان، التحديات والفرص المرتبطة بتحويل المؤسسات الحكومية البيروقراطية إلى أنظمة أكثر مرونة واستجابة، لتعزيز الابتكار والرشاقة الحكومية، والتحول نحو الخدمات الرقمية، وتحقيق الشفافية، وتقليل إجراءات الخدمات العامة.
وقال إن حكومة بلاده تهدف إلى أن تكون من أول عشر حكومات في سرعة استجابتها لمطالب المواطنين بحلول 2028، من خلال جعل جميع المعاملات رقمية بالكامل.
من جانبها، أكدت سعادة هدى الهاشمي مساعدة وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الإستراتيجية، أن الإمارات تتبنى نهجاً قائماً على الابتكار والرشاقة الحكومية، مع الانتقال إلى الخدمات الرقمية، وتقليل الإجراءات، وتحقيق الشفافية.
ولفتت إلى مبادرات حكومة دولة الإمارات ضمن "برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية"، وهي إلغاء 2000 إجراء حكومي غير ضروري، وتخفيض مدة المعاملات الحكومية بنسبة 50%، والقضاء على أي تكرار في العمليات والإجراءات.
وأكدت الهاشمي أن الإمارات كانت من أوائل الدول التي انطلقت بقوة في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال إطلاق أول إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي عام 2017، والتي تهدف إلى جعل الدولة مركزاً عالمياً لهذه التقنية بحلول عام 2031.
وركزت جلسة بعنوان: "من البيانات إلى القرارات.. الكفاءة الحكومية في وقت الأزمات"، والتي شارك فيها قادة عدد من المؤسسات الدولية المتخصصة في السياسات الإستراتيجية على دور القيادة في تمكين المواهب، من خلال إنشاء بيئة داعمة لدفع النمو والابتكار مع تعزيز الحوكمة المسؤولة.
وناقش جون كليفتون، الرئيس التنفيذي، لشركة "جالوب"، كيف يمكن للحكومات استخدام البيانات المتقدمة والتحليل التنبؤي لتعزيز الكفاءة والمرونة في العمل، مشيراً إلى نتائج "تقرير جالوب"، الذي يركز على أسباب اتباع الناس للقادة، حيث أظهر التقرير أن السبب الرئيسي هو الأمل، ثم التعاطف، والاستقرار، والثقة، وهو ما يجب أن تعمل عليه الحكومات.
وأشارت ليسا وتر الشريك المؤسس لمنصة "أبوليتيكال"، والتي تعمل على تعزيز الابتكار في الحوكمة والسياسات العامة على مستوى العالم، إلى أهمية تلبية احتياجات موظفي الخدمة العامة، إذ إن 95% من الموظفين الحكوميين يرون أن التعلم، خصوصاً تعلم التكنولوجيا وكيفية التعامل مع البيانات والذكاء الاصطناعي، يساعدهم من حيث الكفاءة والابتكار في وظائفهم.
في حين، لفت جيف ديجاردان رئيس تحرير "فيجوال كابيتاليست"، إلى تحديات البيانات الضخمة التي تعاني منها بعض الدول، وتؤثر على الشفافية والثقة بين الحكومات والمواطنين، مشيراً إلى أن حجم البيانات في العالم يتضاعف كل ثلاث سنوات، ما يجعل من الضروري تبسيط البيانات، والاعتماد على الخدمات الرقمية لإيصالها بطريقة فعالة، وجعلها أكثر قابلية للفهم.
فيما ركزت جلسة بعنوان "قيادات المستقبل.. إعادة تشكيل كفاءة الحكومة وسياساتها"، والتي شارك فيها كل من بوب ويلين، الشريك الإداري ورئيس مجلس إدارة شركة “كيرني”، ولاي ساندالز، الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة “ديلفري أسوسييتس” على دور القادة كونهم محركاً أساسياً للابتكار وصياغة السياسات الحكومية القادرة على التكيف مع التحديات المستقبلية.
وأشار بوب ويلين إلى أن الابتكار في الخدمات الحكومية يعتمد على خلق بيئة تنظيمية تدعم القيم والقيادة الفعالة، مؤكداً أن هذه المبادئ تنطبق على القطاعين العام والخاص.
من جانبه، تحدث لاي ساندالز عن الفرصة التي سمحت له بالعمل مع مؤسسة "بلومبيرغ الخيرية" في تجربة الابتكار البيئي، من خلال برنامج "تحدي المناخ للمدن الأمريكية"، الذي ركّز على خفض انبعاثات الكربون، وشمل 25 مدينة أمريكية، حيث التزمت قياداتها بتحقيق الأهداف البيئية.
وأضاف ساندالز أن البرنامج أدى إلى خفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 74 مليون طن متري، متجاوزاً أهداف اتفاقية باريس.