دبي في 12 فبراير /وام/ ناقش قادة حكومات ونخبةٌ من الخبراء في مجاليْ التكنولوجيا الحيوية والاستثمار الصحي خلال محور الصحة، ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2025، أبرز التحولات المستقبلية في قطاع الصحة في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها هذا القطاع الحيوي وما يتطلبه من إجراءات حكومية على المستوى العالمي. وركز المشاركون على الاكتشافات المحورية في مجال التكنولوجيا الحيوية، والابتكارات الحديثة، مثل العلاجات الجينية، وسلطوا الضوء على الديناميكيات المتغيرة للاستثمارات في قطاع الصحة، مع التركيز على كيفية تشكيل الاتجاهات الناشئة في الابتكار الصحي لفرص استثمارية جديدة.
وألقى معالي تشيرينغ توبجاي، رئيس وزراء مملكة بوتان، كلمة ركز فيها على مستقبل الصحة العالمية من منظور شامل يتجاوز العلاجات الطبية التقليدية، وأشار إلى ما أسماه مفهوم "السعادة الوطنية الإجمالية" بوصفه إطارا تنمويا يضع رفاهية الإنسان في صميم السياسات وتساءل ما قيمة الحياة الطويلة إذا كانت تفتقر إلى السعادة والراحة النفسية؟". وطرح خلال كلمته مصطلح "مدينة اليقظة الذهنية" نموذجا مستقبليا يعزز الصحة والعافية في بيئة مستدامة.
من جانبها، أكدت معالي ميا أمور موتلي رئيسة وزراء جمهورية باربادوس، على الترابط بين الأزمة البيئية والصحية، وقالت إن أكثر من 40% من سكان العالم تأثروا بكوارث مرتبطة بالكوكب، ما يستدعي إصلاح الأنظمة الصحية عالمياً وتعزيز التعاون الدولي، مشددةً على ضرورة أن تكون هناك أنظمة إنذار مبكر وآليات فعالة لرصد الأوبئة قبل تفاقمها.
وفي جلسة حملتْ عنوان "إعادة تصميم مستقبل الاستثمارات الصحية" ناقش الدكتور لوك غيلبرت، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا، وتوماس كاهيل المؤسس والعضو المنتدب لشركة Newpath Partners، التحولات الكبرى في القطاع الطبي ودور التمويل في تسريع الابتكارات الطبية.

وأكّد غلبرت أن التقدم في التكنولوجيا الطبية، مثل تحرير الجينات والتطبيقات الجزيئية، يشهد تطوراً سريعاً، لكنه يواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتكلفة والوقت اللازم لاعتماد العلاجات الجديدة وقال إن الاستثمار في البحث الطبي يتطلب استراتيجيات تمويل مبتكرة تسرّع انتقال الاكتشافات العلمية من المختبر إلى المرضى.
من جانبه، تناول توماس كاهيل، التحديات التي تواجه تطوير العلاجات الجديدة، مشيراً إلى أن الوقت الذي يستغرقه أي اكتشاف علمي ليصبح علاجاً فعالاً قد يصل إلى 20 عاماً، مما يعوق استفادة المرضى من العلاج في الوقت المناسب. وأوضح أن اللوائح التنظيمية التقليدية تحتاج إلى إعادة نظر ولفت إلى أن الاستثمارات الذكية يجب أن تستهدف التكنولوجيا التي تقلل تكاليف البحث وتسرّع الاختبارات السريرية، مما يجعل العلاجات الحديثة في متناول الجميع في وقت أقل وتكلفة أقل.
وفي جلسة أخرى لاستشراف مستقبل الصحة العالمي، تم التطرق للحديث عن مجال التكنولوجيا الحيوية التي تعيد تشكيل أساليب الوقاية من الأمراض وعلاجها، وشارك فيها كل من دانييل جيتس الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Myeloid Therapeutics وجيف مارازو الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Spark Therapeutics .

وأكّد المتحدثان أنه في السنوات الأخيرة شهد العالم تقدماً كبيراً في مجالات علمية وتكنولوجية مثيرة تتعلق بعلاج الأمراض وتحسين صحة الإنسان، وإحدى الأدوات الجديدة التي تحظى باهتمام متزايد هي تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي المعروف بـRNA .

وقال جيف مازاروا إن من فوائد هذه التكنولوجيا إنها تتيح لنا إجراء تعديلات جينية قد تساعد في علاج العديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان والأمراض المناعية ومن خلال تطبيقات مبتكرة لهذه التكنولوجيا، يمكن الآن تصميم لقاحات وعلاجات قادرة على تعزيز قدرة الجهاز المناعي على التعرف على الأورام السرطانية وقتلها.
من جهته، أكد دانييل جيتس أن الابتكار لا يقتصر على اكتشاف أدوات جديدة، بل يتعلق أيضاً بكيفية تطبيق هذه الأدوات بطرق مبتكرة وغير تقليدية وقال إنه من خلال استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، يمكن تحسين عمليات تطوير الأدوية وتصنيعها، مما يفتح آفاقًا جديدة للصحة العامة.