دبي في 13 فبراير /وام/ ألهم نيك سانتوناستاسو، مؤسس "فيكتوريوس إنترناشونال" المتخصصة في التدريب وتطوير الذات، حضور القمة العالمية للحكومات بروحه المفعمة بالحماس والتحفيز، مجسداً نموذجاً في الإرادة الواعية والقوة الداخلية للتغلب على التحديات بعدما روى قصته الملهمة والتي أعطت دروساً في الإرادة والعزيمة لتجاوز الصعاب مهما كان حجمها.
وأكد نيك سانتوناستاسو، المؤثر العالمي الذي ينتمي لمجتمع أصحاب الهمم، أن تقدير دولة الإمارات لأصحاب الهمم وثقافتها الداعمة للتمكين، كان الدافع الرئيسي لقراره ترك الولايات المتحدة والاستقرار في إمارة دبي، حيث وجد بيئة تحتفي بالإرادة والطموح، وتوفر الفرص للجميع دون استثناء.
جاء ذلك خلال جلسة رئيسية ملهمة بعنوان "عشرون دقيقة للعشرين عاماً القادمة" ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2025 بدبي.
وفي البداية استعرض نيك، رحلة حياته التي بدأت بحالة نادرة تُسمى متلازمة اليد والقلب، التي تركته بلا ساقين وبذراع واحدة وإصبع واحد فقط وهي حالة نادرة أصابت 12 طفلاً عبر مختلف دول العالم حيث فقد ثمانية منهم حياتهم.
وتناول نيك الدور الكبير لوالديه في تحفيزه وخلق بيئة صحية ومناسبة له، حيث ركزا على احتمالية بقائه على قيد الحياة بنسبة 30% بدلاً من التركيز على احتمالية عدم نجاته بنسبة 70%، مما غرس في ذهنه عقلية إيجابية حثته على التركيز على ما يمكنه تحقيقه بدلًا من التشاؤم تجاه ما لا يستطيع فعله.
وقال نيك : “لقد شجعني والداي على ممارسة حياتي بشكل طبيعي مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام بنفسي، وهذه الطريقة غرست في ذهني عقلية البحث عن الحلول وعدم الخوف من الفشل مع المرونة في مواجهة التحديات”.
وأضاف نيك : "حظيت بدعم هائل من والداي، ووفرا لي بيئة محفزة وداعمة على مواجهة التحديات، ولولا هذه البيئة لم أكن بينكم اليوم، حيث قالا لي يجب أن تتكيف مع العالم وهو ما قمت به عبر مسيرتي".
وقدم نيك، عاملين يمكنهما تغيير حياة الكثير من الناس، يتمثل العامل الأول في البيئة المناسبة للعمل والنجاح والتجريب وعدم الخوف من الفشل .
وذكر أن العامل الثاني هو التركيز على الحل وليس على المشكلة، حيث أن تركيز الطاقة على المشكلة الصغيرة يؤدي بها إلى أن تصبح كبيرة، لذلك من المهم جداً عدم تضخيم الأمور والبحث عن الحلول، وهو ما حدث معي من خلال البيئة المناسبة التي وفرتها لي العائلة حيث ركزت جهدي في البحث عن الحلول.
وقال نيك إنه يجب تحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية.. يجب أن نغير معنى الحياة لكي نغير حياة شعوبنا، داعياً الجميع إلى تبني الفكر الإيجابي ركيزة أساسية لتحقيق التغيير والتقدم.
وحول اختياره مدينة دبي للإقامة فيها، قال نيك إن القرار جاء قبل نحو أربعة أشهر، خلال زيارة قصيرة لأحد شواطئ المدينة، وأثناء تجوله، لفت انتباهه وجود مرافق صحية منفصلة للرجال والنساء، إلى جانب مرفق ثالث لم يتمكن من فهم العبارة المكتوبة فوق بابه، ودفعه الفضول إلى سؤال أحد الموجودين هناك عن معناها، فجاءه الرد بأن هذا المرفق مخصص لأصحاب الهمم.

وأضاف أن دولة الإمارات لا تستخدم مصطلح "معاق"، بل مصطلح "أصحاب الهمم" ما يعكس تقديرهم وإمكاناتهم.. في تلك اللحظة، شعرت بأنني مرئي، ومقدَّر، ومحظوظ، إذ لمست مدى احترام الإمارات للأفراد وتمكينهم، وعندها، اتخذت قراري ببيع كل شيء في أمريكا والاستقرار في دبي.
وأكد نيك أن دبي تقود الناس نحو الريادة والتغيير الإيجابي، وهو ما يتجلى بوضوح في العقول المبتكرة التي تجتمع في القمة العالمية للحكومات، مشيراً إلى أن البيئة الملهمة التي توفرها دبي تعزز الإبداع وتمكن الأفراد من تحقيق إمكاناتهم الكاملة، ما يجعلها نموذجاً عالمياً للابتكار والتميّز.