دبي في 13 فبراير/وام/ استضافت القمة العالمية للحكومات 2025،جلسات ومنتديات نوعية شملت مختلف مجالات العمل الحكومي ومن ضمنها جلسة في اليوم الختامي بعنوان "كيف تحيي الثقافة المدن بعد الأزمات؟" تحدث فيها معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة، ومعالي أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”.

ناقشت الجلسة مشروع إحياء روح مدينة الموصل بعد الدمار الذي لحق بها سنة 2017 وجهود الإمارات مع مجموعة من الفاعلين الدوليين في ترميم وصون هذا التراث الثقافي والحفاظ على التعددية في هذه المدينة.
وتحدث معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، عن هذا المشروع الثقافي الدولي، والذي كانت دولة الإمارات الممول الأكبر له، من خلال تجربته الشخصية كمتابع لهذا الملف، حين كان يشغل منصب المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى اليونسكو بباريس، وكان ينسق هذه الجهود، مؤكداً أن مدينة الموصل لها تاريخ طويل وتضم آثاراً عديدة، وكانت دائماً نقطة الوصل والتبادل بين الثقافات والأديان، لذلك كان إسهام الإمارات حاضراً لصون هذا الثراء الثقافي، وهذه التعددية التاريخية العريقة، وهي ليست المرة الأولى التي تقوم بها الإمارات بجهود كهذه، خاصة فيما يتعلق بالآثار التاريخية، فقد قامت بأعمال ترميم في مدينة القدس بين سنتي 2002 و2004، وكذلك ترميم مجموعة من المساجد الأثرية في أفريقيا، وهذا مستمد من قيم الإمارات الراسخة وإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وأضاف معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي أن ترميم مدينة الموصل القديمة ومعالمها التاريخية المتنوعة والثرية أعاد روح المدينة السابقة ووهجها، لكن الأهم أيضا هو استثمارنا في سكان المدينة والعنصر البشري هناك، حيث تم تدريب آلاف الحرفيين والمهنيين في مجالات الترميم والبناء وصيانة المعالم التراثية، وهذا أمر مهم في عالم سريع الاستقطاب، نحتاج فيه إلى التعددية والانفتاح والثقافة وبناء المجتمعات وتمكين الشباب والحفاظ على التراث الثقافي.
من جهتها ثمنت معالي أودري أزولاي دور القمة العالمية للحكومات في طرح قضايا التعددية الثقافية وصيانة الإرث البشري والتاريخي، وأكدت أهمية الحديث عن مدينة الموصل العراقية ذات الرمزية التاريخية، والتي تعرضت لدمار شامل، شمل مساجدها وكنائسها بسبب هجمات "داعش"، و الحرب ضد الثقافة وضد المرأة وروح المدينة، التي كانت مثل اسمها موصلا وجسرا للتلاقح الحضاري والتعددية.
وأضافت أن هبة عالمية حدثت لإعادة إعمار المدينة القديمة، وكانت دولة الإمارات هي الداعم الأول لترميم كل هذه الآثار، وانضمت الإمارات سنة 2018 إلى مبادرة "اليونسكو" لـ "إحياء روح الموصل" والتي تهدف إلى إعادة بناء التراث الثقافي للمدينة بعد الدمار الذي طالها، وكانت أكبر شريك وداعم، يأتي بعدها الاتحاد الأوروبي، ومجموعة من الشركاء، قدموا نموذجاً على تعاضد الجهود الدولية في صون التراث الثقافي والإنساني، حيث تم تأهيل وإعادة إعمار معالم مدينة الموصل التاريخية مثل جامع النوري ومنارة الحدباء، وكنيستي الطاهرة والساعة" وغير ذلك من الآثار".