دبي في 13 فبراير/وام/ شهد اليوم الأخير من القمة العالمية للحكومات 2025 التي استضافتها دبي تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل” جلسة حوارية بعنوان "الجاهزية في مقابل الاستجابة . . كيف يؤثر ذلك في استراتيجيات الحكومات؟" تحدث خلالها معالي الدكتور روزفلت سكريت رئيس وزراء دولة كومنولث دومينيكا، ومعالي جيريمايا مانيلي رئيس وزراء جزر سليمان.
وناقشت الجلسة كيف تعاني الدول الجزرية الصغيرة، أكثر من غيرها، من ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة بسبب التغيرات المناخية، ما ينبئ بالخطورة الشديدة، لا سيما مع تكرار الكوارث الطبيعية التي تسببها تأثيرات هذه التغيرات المناخية، وارتفاع منسوب مياه البحر وتآكل السواحل، وهو ما تعاني منه "دول جزرية" عديدة، ومنها كومنولث دومينيكا، وجزر سليمان. وكيف تؤثر الاستجابة الدولية غير الكافية للمساعدة في مواجهة تحديات المناخ على جاهزية هذه الدول، واستراتيجياتها للتعامل مع هذه الأزمات والتعافي منها؟.
في البداية تحدث معالي الدكتور روزفلت سكريت، رئيس وزراء دولة كومنولث دومينيكا، عن واقع الدول الجزرية الصغيرة في ظل حالة الطوارئ التي تفرضها التغيرات المناخية، وقال إن التغيرات المناخية تشكل تهديداً وجودياً لدولتنا، ففي العام 2017 تعرضنا إلى إعصار سبب خسائر بلغت نسبتها 226% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أن 85% من ميزانيتنا يتم تخصيصها لمواجهة تلك الكوارث الطبيعية والتعافي منها.
وأضاف : "نحن نشكل خط الدفاع الأول أمام هذه التأثيرات المناخية، و العالم المتقدم يعبر عن تعاطفه معنا، ولكن التعاطف وحده ليس كافياً، فما نحتاج إليه هو أفعال ملموسة، والتزام كامل من جانب هذه الدول بالتمويل لنحقق الجاهزية في التعامل مع الأزمات.
وأشار إلى أن دول جزر الكاريبي، ومنها بلاده، تقف وحدها من ناحية بناء القدرات لمواجهة هذه الكوارث الطبيعية، التي تتكرر كل عام، ما يعوقها عن بناء اقتصاد قوي مستدام، لأنها تستخدم مواردها لإعادة بناء ما تهدم، واستبدال البنية التحتية في كل مرة.
وتواجه جزر سليمان المشكلة نفسها والتي تتألف من 900 من أجمل جزر العالم، لكن 140 جزيرة منها غير مسكونة بسبب الكوارث الطبيعية الناشئة عن التغيرات المناخية.
وفي هذا الخصوص قال معالي جيريمايا مانيلي، رئيس وزراء جزر سليمان : " إننا نواجه تحدياً مماثلاً لما تواجهه كومنولث دومينيكا حيث إن تغير المناخ وارتفاع منسوب المياه أهم التحديات الوجودية التي تواجهها الدول الجزرية الواقعة في المحيط، ومنها دولتنا الواقعة في جنوب غرب المحيط الهادئ، فضلاً عن أن اقتصادنا صغير، ولا نملك القدرة على الاستجابة لهذه الكوارث..وسواء كانت هذه الكوارث من فعل الطبيعة، أو بسبب تدخل الإنسان، فإن المهم هو مدى الجاهزية والاستعداد للتعامل مع هذه الأزمات.
من جانبه أكد رئيس وزراء دولة كومنولث دومينيكا أن بلاده لديها استراتيجية وطنية لمواجهة الكوارث، ومشروعات للتمويل للتعامل مع الأزمات، لكن المشكلة عدم توفر الدعم المطلوب والاستثمارات اللازمة لتحقيق ذلك.
وأكد رئيس وزراء جزر سليمان أن الحل لمواجهة آثار التغيرات المناخية على الدول الجزرية النامية، ومنها بلاده تكثيف الشراكات ومستوى التعاون الدولي لمواجهة هذه الآثار، من خلال جهد دولي مشترك.
وهو ما أكده رئيس وزراء دولة كومنولث دومينيكا، الذي قال إن هذا التوجه يساعد بلاده على الخروج من فئة الدول المهددة بالاختفاء، من خلال السعي إلى التعاون مع عدد أكبر من الدول في مجالات التبادل التجاري والاستثمار.