دبي في 13 فبراير /وام/ شهدت القمة العالمية للحكومات 2025 في دبي في يومها الختامي مناقشات معمّقة ضمن جلسات محور "الحوكمة والأمن الرقمي"، شارك فيها عدد من القادة الحكوميين والخبراء العالميين، الذين ناقشوا التحولات القادمة في الحوسبة، وتأثير الذكاء الاصطناعي على الابتكار المالي، والتحديات المتزايدة في الحوكمة الرقمية والأمن السيبراني، إضافة إلى قضية السيادة الرقمية وكيفية استفادة الحكومات والشركات من التكنولوجيا الحديثة لمواكبة التطورات وتحقيق الاستدامة والازدهار.
وخلال جلسة "كيف يشكل الذكاء الاصطناعي مستقبل التمويل والابتكار؟" أكد شون إدواردز، المدير التنفيذي للتكنولوجيا في بلومبيرغ، أن الفجوات في البيانات ستتقلص خلال السنوات المقبلة، لكنها ستظل محدودة ضمن قطاعات معينة، مستبعدًا إتاحتها للجميع.

وأشار إلى أن تنظيم البيانات وتحليلها بدقة يمثلان تحديًا رئيسيًا، محذرًا من مخاطر المعلومات غير المحدثة أو الغامضة.
وفيما يتعلق بمستقبل الذكاء الاصطناعي، أوضح إدواردز أن التطور الحالي يركز على تحسين تفاعل المستخدمين مع الأنظمة، بينما ستشهد المراحل المقبلة تقدمًا في الاستدلال والتخطيط، وصولًا إلى أتمتة متقدمة قادرة على تحليل البيانات واكتشاف أفكار جديدة، مما سيعزز من دقة وكفاءة النماذج الذكية.
وخلال جلسة حملت عنوان "ما هي القفزة القادمة في الحوسبة؟" أكد كارل بي، الرئيس التنفيذي لشركة Nothing على دور التكنولوجيا في تعزيز المجتمعات البشرية، مشيراً إلى أن الإنترنت أتاح الوصول إلى المعرفة عالميًا، مما ساهم في اكتشاف مواهب جديدة في أماكن غير متوقعة وشدد على أهمية إشراك المستخدمين في صنع القرار لتوجيه الابتكار نحو احتياجاتهم الفعلية.
وفي جلسة "الذكاء الاصطناعي من منظور أوروبي"، تحدث سعادة روبرتو فيولا، المدير العام للاتصالات والشبكات والمحتوى والتكنولوجيا في المفوضية الأوروبية عن التقدم الكبير الذي تحققه أوروبا في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أهمية قانون الذكاء الاصطناعي الذي يسعى إلى تنظيم هذا المجال لضمان السلامة والتطور المستدام.
وتحدث عن استثمار 200 مليار يورو في إنشاء "مصانع الذكاء الاصطناعي"، التي تهدف إلى جمع الباحثين والشركات لتعزيز الابتكار والتعاون في هذا المجال.
وأوضح أن تنظيم الذكاء الاصطناعي ضروري للحفاظ على السلامة البشرية، مع ضرورة تحقيق توازن بين التنظيم والابتكار.
وفي جلسة حملت عنوان "التحديات الجديدة للحوكمة بين الذكاء الاصطناعي والتهديد السيبراني"، ناقش نخبة من القادة والخبراء التداخل المتزايد بين التكنولوجيا الحديثة والأمن الرقمي.

شارك في الجلسة سعادة روبرتو فيولا، المدير العام للاتصالات والشبكات والمحتوى والتكنولوجيا في المفوضية الأوروبية، وفيل جويدو نائب الرئيس التنفيذي والمدير التجاري لشركة AMD، وسمير تشوهان مدير المركز الدولي للحوسبة التابع للأمم المتحدة، وخالد مرشد الرئيس التنفيذي e& enterprise.
وتحدث خالد مرشد عن أهمية حماية البنية التحتية من الهجمات السيبرانية، وناقش كيف يمكن دمج الأمن السيبراني مع الذكاء الاصطناعي في تصميم الأنظمة لضمان أمن البيانات مع التقليل من المخاطر.
من جانبه، أشار تشوهان إلى التهديدات المتزايدة، خاصة من حيث الهجمات السياسية والمالية، داعياً إلى إبداع أكبر في التعامل مع هذه المخاطر باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وتطرق فيل جويدو إلى أهمية الشراكة بين الأكاديميات والحكومات والأعمال في تطوير حلول لحماية البيانات، مؤكدًا ضرورة أن يشعر الناس بالثقة في التكنولوجيا التي يستخدمونها.
وفي الجلسة الأخيرة التي حملت عنوان "السيادة الرقمية في عالم بلا حدود" تطرق كل من معالي البروفيسور بلايد نزيماندي، وزير العلوم والتكنولوجيا بجمهورية جنوب أفريقيا، وغيوم فيردون، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة Extropic، إلى التحديات التي تواجهها الحكومات في إدارة البيانات والسيطرة على تدفق المعلومات في عالم مترابط رقمياً.
وأكّد معالي نزيماندي على مسألة السيادة الرقمية كأحد التحديات الأساسية للدول الساعية إلى تحقيق استقلالها في المجال الرقمي.

ونوه إلى أهمية الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وبناء المهارات، مشيراً إلى أن جنوب أفريقيا يجب أن تعتمد على نفسها في تطوير قدراتها الرقمية، بدلاً من انتظار الدعم الخارجي، مؤكدا أن الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية ليس رفاهية، بل ضرورة لضمان مستقبل مستدام ومستقل.
من جانبه، أشار غيوم فيردون إلى أن الذكاء الاصطناعي يمنح الدول "رافعة فكرية وتشغيلية"، لكنه حذّر من تركز قوته في أيدي قلة من الشركات الكبرى وقال : "إذا كنت لا تتحكم في العتاد الذي يُشغّل الذكاء الاصطناعي، فأنت لا تتحكم في نواتج هذه النماذج.