دبي في 13 فبراير/وام/ قال معالي البروفيسور محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام وأستاذ الاقتصاد وكبير المستشارين في حكومة جمهورية بنغلاديش الشعبية، إن الاقتصاد التقليدي القائم على تعظيم الأرباح لم يعد كافيا لمعالجة التحديات العالمية، مشيرا إلى ضرورة تبني نموذج اقتصادي يعتمد على الأعمال الاجتماعية، التي تسعى لحل المشكلات الإنسانية من خلال مشاريع مستدامة لا تهدف إلى تحقيق أرباح مالية، بل تكرّس مواردها لخدمة المجتمع.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية، ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2025، التي عقدت في دبي على مدار 3 أيام واختتمت أعمالها اليوم، حاورته فيها الإعلامية بيكي أندرسون، مذيعة ومديرة التحرير في CNN وتناولت التحولات السياسية والاقتصادية في بنغلاديش ودور البروفيسور محمد يونس في قيادة الإصلاحات، إضافة إلى رؤيته لمستقبل الاقتصاد العالمي القائم على الأعمال الاجتماعية.
واستعرض الحوار التحولات الجوهرية التي مرت بها بنغلاديش خلال الفترة الأخيرة وسلط معالي البروفيسور محمد يونس، الضوء على دوره في مواجهة الاضطرابات السياسية وإيجاد حلول للأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
وأوضح معاليه أنه بعد عودته لبنغلاديش وسط الاحتجاجات الطلابية التي أدت لاستقالة رئيسة الوزراء السابقة، لم تكن المهمة الملقاة على عاتقه سياسية بقدر ما كانت اقتصادية واجتماعية وركز على دعم الإقراض الصغير وتعزيز المشاريع الاجتماعية كآليات لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
وفي حديثه عن أبرز التحديات، أوضح معاليه أن استعادة النظام العام كانت الأولوية الأولى حيث تم تشكيل 15 لجنة إصلاح لمعالجة مختلف القضايا، من الإدارة الأمنية إلى إصلاح الشرطة والإجراءات الانتخابية.

وأشار إلى وجود لجنة خاصة تهدف إلى بناء توافق سياسي بين الأحزاب بما يضمن تحقيق الإصلاحات المطلوبة وإجراء انتخابات ديمقراطية بحلول نهاية العام.
وأكد البروفيسور محمد يونس أنه لا يطمح إلى دور سياسي دائم، بل ينوي العودة إلى عمله الأساسي في دعم المشاريع الاجتماعية والتمويل متناهي الصغر بمجرد انتهاء مهمته في الحكومة المؤقتة.
وعند الحديث عن التحديات الاقتصادية، سلط البروفيسور محمد يونس الضوء على انهيار النظام المصرفي في بنغلاديش، واعتبر أن إعادة بناء النظام المصرفي يمثل ضرورة ملحة لضمان الاستقرار الاقتصادي وحماية أموال المواطنين.

وأشار إلى أن الإصلاحات الاقتصادية يجب أن تسير بالتوازي مع الإصلاحات السياسية، وذلك لضمان بيئة استثمارية آمنة وقادرة على جذب رؤوس الأموال، بما يسهم في تحقيق نهضة اقتصادية مستدامة.
وفي ختام الجلسة، تطرقت المحاورة بيكي أندرسون إلى كتاب معالي البروفيسور محمد يونس، "عالم الأصفار الثلاثة"، الذي يقترح نموذجا اقتصاديا جديدا يهدف إلى تحقيق عالم خالٍ من الفقر والبطالة والانبعاثات الكربونية.