أبوظبي في 21 مارس/وام/ بحضور سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وتحت إشراف ديوان الرئاسة، نظّمت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، بالتعاون مع مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، فعالية بمناسبة «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي يوافق 19 رمضان من كل عام.

أُقيمت الفعالية في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي تحت شعار «المجتمع في فكر زايد» بهدف تخليد القيم المجتمعية والإنسانية المستلهمة من مسيرة الوالد المؤسس الشيخ زايد، وتعزيزها في نفوس أفراد المجتمع وتجسيدها على امتداد الأجيال.
حضر الفعالية معالي الشيخ عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى أبوظبي للسلم، ومعالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، والدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية، ومعالي الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، إلى جانب عدد من أصحاب السعادة السفراء والمسؤولين في الهيئة، وجمهور كبير، والعلماء ضيوف صاحب السموّ رئيس الدولة في شهر رمضان المبارك.
أفتُتحت الفعالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ عبدالله البلوشي، تلتها كلمة معالي الشيخ عبدالله بن بيّه، الذي أكّد أن هذا اللقاء السنوي أصبح سُنّة حميدةً نستحضر فيها صفات الشيخ زايد والتذكير بها لتكون نموذجاً للأجيال الحالية والمقبلة، فخصاله تستحق الإشادة والبحث والدراسة، فقد انتهج نهجاً حكيماً يستند إلى سياسةٍ رشيدة وهمّةٍ عاليةٍ وعزيمةٍ راسخةٍ، مُنطلِقاً من محدّدات قيمية مجتمعية أصيلة نابعة من الكرم والعطاء والبذل والعفو والتسامح والانفتاح والتعايش والحكمة.
وأشار معاليه إلى أن هذه الخصال الحسنة لا يزال يتوارثها قادتنا الأماجد واليوم في عهد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تترسخ هذه القيم وتتعزز هذه الخصال لتصل إلى ذروة مداها، وما إطلاق «مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني» إلا تأكيد على استمرار إرث زايد في العمل الإنساني لتظل دولة الإمارات نموذجاً ريادياً في الإحسان وفعل الخير.
وألقى معالي زكي أنور نسيبة مداخلة بعنوان «المجتمع والتعليم في فكر الشيخ زايد» متحدثاً عن جهود الشيخ زايد ومبادراته الرائدة التي جعلت من التعليم و الثقافة أداة للتقارب بين الشعوب وتعزيز السلام الإنساني وقال : " إننا في رحاب جامع الشيخ زايد الكبير الذي يُجسّد حلم الشيخ زايد في إقامة صروح تحمل روح العلم والهداية والمعرفة داخل الدولة، وتنقل رسالتها إلى العالم، فالشيخ زايد كان يركّز على الإنسان كمنطلق يسهم في بناء المجتمع والدولة القوية، وكان يعتبر أن التعليم هو المفتاح الذي يُمكّن الإنسان من الوصول إلى الغايات والطموحات المرجوة، ويُمكّنه من مواجهة تحديات القرن المعاصر، وهو مفتاح السلم والتضامن بين الشعوب والأمم، وهذه كانت رسالة الوالد المؤسس، ورسالة قيادتنا الرشيدة، التي سارت على هذا النهج، ما أسهم في ترسيخ دور دولة الإمارات الثقافي والتعليمي مركزا حضاريا معرفيا لبناء السلم والأمن على مستوى الإنسانية، وهو ما انعكس على الجيل الصاعد الذي أصبح متمكّناً ومتحصّناً بما استطاع أن يحصل عليه من تعليم يُعدّ الأرقى بين مستويات التعليم.
وأكَّد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي في مداخلة عن «النموذج الإماراتي في تنمية المجتمع»، أن الاحتفاء بيوم زايد للعمل الإنساني يمثل مناسبة وطنية تجسد إرث زايد، وتعكس القيم التي غرسها في أبناء الوطن، مشيراً إلى أن هذا العام يحمل بُعداً إضافياً من خلال «عام المجتمع» الذي أعلن عنه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والذي يمثل امتداداً لإرث الوالد المؤسس الشيخ زايد في تنمية المجتمع.

ونوه إلى أن الشيخ زايد أولى أهميةً كبرى للنهوض بالمجتمع، بدايةً من تنمية الإنسان وعمل على توفير مختلف العوامل التي تسهم في بناء إنسان قادر على خدمة وطنه.
وقال معاليه إن دولتنا وقيادتنا الرشيدة تسير على هذا النهج عبر خططها ومشاريعها التي تضع تمكين الأسرة الإماراتية في صدارة الأولويات، مُثمّناً جهود سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك" أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسَّسة التنمية الأسرية ودعمها المتواصل لشؤون الأسرة لدورها الأكبر في المجتمع، فالمجتمع المتلاحم المتمسك بقيمه ومبادئه يبدأ من الأسرة المستقرة.
وتحدث الدكتور محمد حسين المحرصاوي في مداخلته عن منهج قيم المحبة والتسامح في المجتمع، موضحاً أن العمل الإنساني يترسخ عبر ثقافة الفكر والمحبة والتسامح، وهذا هو ما سعى إليه الوالد المؤسس الشيخ زايد من خلال حرصه على نشر القيم والمبادئ الأخلاقية التي أقرّها الإسلام بدعوته لقبول الآخر والتعايش من خلال حرية العقيدة، واحترام عقائد الآخرين، والاندماج الإيجابي موضحا أن هذا هو الفكر الذي أسسه الشيخ زايد اعتماداً على المبادئ الإسلامية، وهو ما تُوّج بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي برعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهذا إن دل، فإنّما يدل على أن هذا البلد الكريم هو بلد التسامح والتعايش والسلام.
تضمنت الفعالية فقرة أحفاد زايد، التي شهدت مجاراة شعرية، شارك فيها سلطان الشامسي وهيا المعمري من طلاب مراكز تحفيظ القرآن، ثم أختتمت بدعاء ختم القرآن الذي قدمه طلاب مراكز تحفيظ القرآن على روح الشيخ زايد، داعين له بالمغفرة وعالي الجنان وبالتوفيق لصاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله، والقيادة الرشيدة.