كالي - كولومبيا في 31 أكتوبر/ وام/ أكدت سعادة رزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر الأطراف COP28، رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، أهمية التركيز على الدور الهام والحيوي للطبيعة في الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز المرونة والاستقرار الاقتصادي عالمياً، وذلك خلال مشاركتها في فعاليات مؤتمر COP16 للتنوع البيولوجي، المقام في مدينة كالي في كولومبيا.
وشددت سعادتها على ضرورة زيادة الجهود الرامية لتبني حلول مناخية قائمة على الطبيعة، مضيفة أن توحيد الجهود العالمية في هذا المجال، يمكن أن يحقق الاستفادة القصوى من قدرات الطبيعة لحماية التنوع البيولوجي والحد من الانبعاثات ودعم التقدم الاقتصادي والاجتماعي.

وأضافت :" أن المؤتمر يقوم بدور هام كمنصة لتوضيح مدى أهمية الإستراتيجيات القائمة على الطبيعة في تحقيق مستقبل مستدام، ويمكننا معاً، أن نضع مساراً محدداً يعزز التنسيق والتعاون ويعظم الفوائد المرجوة من أجنداتنا المتعلقة بالتنمية البيئية والبشرية".
ويستقطب المؤتمر، الذي يمتد حتى الأول من نوفمبر، نحو 14 ألف مشارك ويعد التجمع الأول منذ انعقاد مؤتمر الأطراف للتنوع البيولوجي COP15 في كندا في ديسمبر 2022، والذي شهد اعتماد إطار كونمينغ - مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي، مع أهداف طموحة تهدف إلى "إيقاف فقدان الطبيعة وعكس المسار المؤدي إلى ذلك" بجانب حماية 30% من المناطق البرية والبحرية.
وسلطت سعادتها، خلال المؤتمر، الضوء على أهمية الطبيعة كجزء أساسي من استراتيجية المناخ، مؤكدة ضرورة التنسيق بين اتفاقيات الأمم المتحدة "اتفاقيات ريو" الثلاث بشأن التنوع البيولوجي، والتغير المناخي، ومكافحة التصحر، وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق التوافق بين هذه الأطر، بما يدعم جهود حماية الطبيعة، ويعزز التخفيف من آثار التغير المناخي، ويسهم في تنفيذ مبادرات التكيف البيئي.

كما أكدت ضرورة دمج الشعوب الأصلية والنساء في هذه الجهود، مشيرة إلى إسهاماتهم الكبيرة في صياغة حلول فعّالة، ودعت إلى إعادة هيكلة التدفقات المالية لدعم الطبيعة، والتركيز على الحلول التي تعزز من المرونة والتكيف، خاصةً في الجنوب العالمي.
وخلال كلمتها الرئيسية في الجلسة الافتتاحية رفيعة المستوى ليوم المحيطات، أكدت سعادتها أن الإطار العالمي للتنوع البيولوجي و"اتفاق الإمارات" التاريخي الذي صدر في COP28 يعتبران المحيطات عنصراً محورياً في تحقيق أهداف التنوع البيولوجي والمناخ على المستوى العالمي.

وأضافت أن الطبيعة تشكل الأساس لاتفاقية باريس، وأن المحيطات هي محور هذه الجهود، موضحة أن أكثر من 70% من آخر الإسهامات المحددة وطنياً تتضمن على الأقل إجراءً واحداً يعتمد على المحيطات.
وشددت سعادتها، خلال جلسة رفيعة المستوى بشأن التغير المناخي والتنوع البيولوجي أقيمت على هامش فعاليات المؤتمر، على الحاجة لتكامل الإستراتيجيات عبر "اتفاقيات ريو" الثلاث لتعزيز الحوكمة البيئية العالمية، قائلةً: "إن تكامل إستراتيجياتنا يعزز من أثر جهودنا الفردية، ويدفعنا لتحقيق حوكمة بيئية عالمية أكثر شمولاً وفاعلية."
وفي كلمتها خلال جلسة "الحلول القائمة على الطبيعة في أفريقيا: إطلاق العنان لإمكانات تمويل الطبيعة"، دعت المبارك إلى زيادة الاستثمارات في الطبيعة لتعزيز المرونة الاجتماعية والاقتصادية في أفريقيا.

كما شددت خلال فعالية "المساواة بين الجنسين من أجل حلول المناخ والحفاظ على الطبيعة" على أهمية الإستراتيجيات الشاملة، مؤكدة أن تمكين النساء وإشراك الشعوب الأصلية لا يقتصر على تحقيق المساواة فحسب، بل يلعب دوراً محورياً في صياغة حلول فاعلة ومستدامة عالمياً.
وأكدت سعادة رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ضمن فعالية "إطلاق حملة القائمة الحمراء"، في جناح الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، أن حماية جميع الأنواع، بصرف النظر عن فائدتها الاقتصادية، تمثل ضرورة أخلاقية، إذ أن كل نبات وحيوان وكائن دقيق له قيمة خاصة في منظومة الحياة، ويستحق الاحترام والحماية.
واستعرضت أيضاً المبادرات التي يقودها رواد العمل المناخي، مثل "تنمية المحيطات" المدعومة من شراكة مراكش ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، وأعلنت عن تمويل إضافي لمبادرة تنمية الحيد المرجاني، بهدف تأمين مستقبل 125 ألف كيلومتر مربع على الأقل من الشعاب المرجانية الاستوائية في المياه الضحلة، مع استثمارات تتجاوز 12 مليار دولار.
وقالت سعادتها خلال مشاركتها في حوار وزاري رفيع المستوى بشأن "التكامل بين التنوع البيولوجي والتغير المناخي: من العلم إلى التنفيذ"، إن التحديات المرتبطة بفقدان التنوع البيولوجي والتغير المناخي مترابطة، ومع ارتفاع درجات الحرارة، تؤدي إلى زيادة المخاطر على الأنواع والنظم البيئية، بينما تسهم حماية النظم البيئية الهامة واستعادتها بشكل كبير في تقليل تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

وقد مثل هذا الحوار استكمالاً للبيان المشترك لمؤتمر COP28 حول المناخ والطبيعة والبشر، وبهدف تحديد التحديات في تنفيذ الإجراءات العلمية المتكاملة التي تعود بالنفع على التنوع البيولوجي والمناخ.

واختتمت سعادتها كلمتها بالقول: "هذه الأسباب تؤكد أهمية تعزيز التعاون الدولي وتقوية التعاون في مختلف الأجندات ضمن أجندات اتفاقيات ريو الثلاث: اتفاقية التنوع البيولوجي، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، واتفاقية مكافحة التصحر".
وتقوم سعادة رزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر الأطراف COP28، رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، بدور محوري في تعزيز التنسيق بين حماية التنوع البيولوجي والأهداف البيئية والمناخية الأوسع، حيث تستعرض من خلال دورها القيادي الترابط الوثيق بين الحفاظ على الطبيعة وإستراتيجية المناخ، وتدعو لتبني استراتيجيات متكاملة تجمع بين حماية البيئة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.