دبي في11 فبراير/ وام / أكد مسؤولون بارزون في قطاع الطيران العالمي أهمية تسريع وتيرة الابتكار واعتماد التقنيات الحديثة لتطوير قطاع الطيران ومواكبة المتغيرات العالمية المتسارعة، وشددوا على ضرورة تعزيز الاستدامة وتحسين تجربة المسافرين من خلال الاعتماد على التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان " العصر الجديد لمستقبل الطيران " ضمن أعمال اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات 2025 وشارك فيها كل من سلفاتوري شاكيتانو رئيس منظمة الطيران المدني الدولي، وفريد لام رئيس مجلس الإدارة في سلطة مطار هونغ كونغ، وروبيرتو ألفو الرئيس التنفيذي لمجموعة خطوط لاتام الجوية، ولويس فيليبي دي أوليفيرا مدير عام المجلس الدولي للمطارات.
وقال لويس فيلبي دي أوليفيرا إن قطاع الطيران يشكل نحو 10% من الاقتصاد العالمي، ما يجعله عنصرا أساسيا للنمو المستدام.
وأضاف أن التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص ضروري لتحقيق التقدم، مشددا على أهمية تبني التكنولوجيا لدعم التنمية وخلق فرص عمل جديدة.
وأكد أن هناك حاجة ماسة إلى سياسات عامة واضحة تعزز استدامة الطيران، مشيراً إلى أن البيانات الكاملة لاتخاذ قرارات استراتيجية ما زالت غير متاحة بشكل كاف حتى الآن.
وأضاف أنه من الضروري تحسين البنية التحتية للطيران لتواكب الزيادة المتوقعة في حركة المسافرين والرحلات، مؤكداً أن الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة سيعمل على تحسين الكفاءة التشغيلية بشكل كبير، مما يدعم القدرة التنافسية للدول التي تدير هذا القطاع بشكل فعال.
وقال سلفاتوري شاكيتانو إن حركة المسافرين ستشهد ارتفاعا ملحوظا خلال العشرين عاما المقبلة، مشيرا إلى أن قطاع الطيران استعاد أرقامه قبل جائحة كوفيد-19، حيث بلغ عدد المسافرين 4.6 مليار شخص.
وأكد أن القطاع بحاجة إلى تعزيز المساواة بين الجنسين، حيث لا تزال نسبة النساء في صناعة الطيران تشكل 5% وهي نسبة منخفضة، مشددا على ضرورة الحفاظ على الكوادر البشرية المدربة لمواجهة تحديات المستقبل، مضيفاً أنه يجب خلق بيئة عمل تدعم التنوع والمساواة، لأن قطاع الطيران يملك إمكانيات كبيرة لتحقيق هذه الأهداف، إذا تم التركيز على التدريب والتطوير المهني.
وتناول أهمية التحولات التكنولوجية التي ستساهم في تحقيق أهداف الاستدامة في صناعة الطيران، موضحاً أن استخدام الوقود البديل سيلعب دوراً حاسماً في تقليل انبعاثات الكربون، مما يسهم في الحفاظ على البيئة.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أهمية بناء إطار عمل عالمي لتنظيم النمو في قطاع الطيران، يضمن التوازن بين احتياجات السوق والمصالح البيئية والاجتماعية.
وقال فريد لام إن هونغ كونغ نجحت في تطوير مشاريع البنية التحتية، مثل الممرات الثلاثة، ما يعزز مكانتها كمركز عالمي للنقل.
وأضاف أن المطار يتوقع استقبال 120 مليون مسافر سنويا، إلى جانب 10 ملايين حاوية، مما يجعله الأكثر استيعابا للشحن الجوي عالميا.
وأكد أن تسهيل الوصول إلى المطار عبر الحدود سيمكن المسافرين من استخدامه بسهولة، مشددا على أهمية تعزيز سياسة الأجواء المفتوحة لدعم الترابط العالمي.
وأوضح أن الاستثمار في مرونة المنشآت من خلال تطوير محطات جديدة وتحديث التقنيات سيساهم بشكل كبير في تحسين تجربة المسافرين وزيادة القدرة الاستيعابية للمطار.
وقال روبيرتو ألفو إن أمريكا اللاتينية تمتلك إمكانيات كبيرة لإنتاج الوقود المستدام، لكنها بحاجة إلى سياسات عامة تدعم تطوير القطاع.
وأضاف أن التنقل في المنطقة ما زال يواجه تحديات جغرافية كبيرة، وقد يستغرق السفر البري أو البحري وقتاً طويلاً مقارنة بالطيران، مشيراً إلى أن أمريكا اللاتينية تمثل فرصة حقيقية لتحقيق تقدم كبير في قطاع الطيران، إذا تم تطوير السياسات المناسبة لدعم الابتكار والتكنولوجيا.
وأوضح أن من أكبر التحديات التي تواجهها أمريكا اللاتينية في هذا السياق هي الحاجة إلى تحسين البنية التحتية للطيران، حيث لا تزال بعض الدول تواجه صعوبات في تحديث مطاراتها وتقنيات المراقبة الجوية، داعياً الحكومات إلى العمل بشكل مشترك لوضع سياسات شاملة تعزز من نمو قطاع الطيران وتدعم قدراته في مواجهة المستقبل.