دبي في 13 فبراير / وام / أكد معالي الدكتور روزفلت سكيريت، رئيس وزراء كومنولث الدومينيكا، أن العلاقات الثنائية التي تجمع بلاده بدولة الإمارات شهدت نمواً ملحوظاً في مجالات عدة، مشيداً بدور الإمارات الريادي على الساحة الدولية، لا سيما في دعم الجهود العالمية لمكافحة التحديات المناخية وتعزيز التنمية المستدامة.

وأعرب في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام” على هامش القمة العالمية للحكومات في دبي، عن امتنانه لحكومة دولة الإمارات لدعوة بلاده إلى هذا الحدث العالمي، مشيراً إلى أن القمة توفر منصة فريدة تجمع القادة وصناع القرار بشرائح المجتمع المختلفة لمناقشة القضايا العالمية الملحّة.

وأضاف: “العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين شهدت تطورًا كبيراً على مر السنين موضحاً أن جوانب التعاون تشمل الطاقة المتجددة، والرعاية الصحية، والتعليم والتدريب معربا عن تطلعه إلى تعزيز هذه الشراكة وتوسيعها نحو آفاق جديدة.

وأوضح معاليه أن العلاقات بين البلدين تمتد إلى التعاون الدولي في الأمم المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بالقضايا العالمية مثل تغير المناخ، حيث لعبت الإمارات دوراً بارزاً في المحافل الدولية لدعم الدول الجزرية الصغيرة، ومن بينها بلاده.

وفيما يتعلق بخطط التنمية الوطنية، أشار معاليه إلى أن حكومته تواصل الاستثمار في تطوير البنية التحتية القادرة على مواجهة التغيرات المناخية، إلى جانب التركيز على التحول الرقمي، مستلهمةً تجربة دولة الإمارات في استخدام التكنولوجيا والابتكار لتحقيق تحول رقمي شامل.

وأضاف: “نتابع عن كثب التجربة الإماراتية في التحول الرقمي، ونسعى إلى تطبيق مشاريع مماثلة بدعم من الإمارات في مجالات بناء القدرات والتطوير معتبرا أن قطاع الزراعة يظل عنصراً رئيسياً في اقتصادنا.

وأكد معاليه أن الاستثمار في الرعاية الصحية والتعليم يمثل أولوية لحكومته، حيث يتم العمل على تحسين جودة الرعاية الصحية للمواطنين والزوار، وتوفير بيئة تعليمية حديثة تمكّن الطلاب من الاستفادة من الابتكار والتكنولوجيا، مشيراً إلى الجهود المستمرة في تطوير قطاع السياحة، من خلال الاستثمار في الفنادق والموانئ والمطارات لتعزيز القدرة التنافسية للدومينيكا في هذا المجال.

وفي حديثه عن جهود بلاده لجذب الاستثمارات الأجنبية، أوضح معاليه أن الدومينيكا تقدم مجموعة واسعة من الحوافز المالية، تشمل إعفاءات ضريبية وعدم فرض قيود على تحويل الأرباح للخارج، إلى جانب بيئة استثمارية مستقرة تحكمها سيادة القانون ودستور يحمي حقوق المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.

وقال “تتميز الدومينيكا بكونها دولة آمنة، ذات معدل تعليم مرتفع يصل إلى 98%، ما يوفر قوة عاملة مؤهلة، كما أن الدولة مستقرة سياسيًا، مما يجعلها وجهة مثالية للاستثمارات ومنفتحة بشفافية على جميع المستثمرين، وتتيح فرصاً متنوعة في قطاعات الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والزراعة، والخدمات المالية، وغيرها”.

وشدد معاليه على أن دولة الإمارات شريك استثماري مهم للدومينيكا، حيث توفر الاتفاقيات الثنائية بين البلدين ضمانات لحماية الاستثمارات المتبادلة وتعزيز التعاون الاقتصادي المستدام.

وحول جهود الدومينيكا في مواجهة التغير المناخي، أشار معاليه إلى أن بلاده تعرضت لأعاصير مدمرة كان لها أثر كبير على الاقتصاد والبنية التحتية، حيث تسبب إعصار عام 2017 في أضرار تعادل 226% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وأدى إلى تدمير 90% من المنازل، فضلًا عن تداعياته السلبية على قطاعي الزراعة والسياحة حيث تم الاعلان عن رؤية طموحة لنكون أول دولة في العالم تحقق التكيف المناخي الشامل، وقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا في هذا المجال، من خلال بناء منازل مقاومة للأعاصير من الفئة الخامسة، وتعزيز مرونة النظام الصحي، وضمان استدامة البنية التحتية التعليمية والتكنولوجية في أوقات الأزمات.

وأوضح أن الحكومة تعمل على تعزيز استخدام مصادر الطاقة النظيفة، مثل الطاقة الحرارية الجوفية والطاقة الكهرومائية، بالإضافة إلى تنفيذ سياسات مالية مرنة قادرة على استيعاب الصدمات الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية مشيراً إلى أن العالم يواجه تحديات بيئية متزايدة، مثل ارتفاع درجات الحرارة والكوارث الطبيعية المتكررة، مما يستلزم التخطيط المسبق واتخاذ إجراءات استباقية لضمان الاستدامة.

وأعرب معاليه عن سعادته بالمشاركة في القمة العالمية للحكومات وقال: “أود أن أشكر وأهنئ حكومة الإمارات على نجاح هذه النسخة، وأتمنى استمرار هذا الحدث المهم في تحقيق أهدافه وتعزيز التعاون الدولي لما فيه خير الإنسانية".