أبوظبي في 24 فبراير / وام/ عقدت لجنة التكامل الاقتصادي اجتماعها الثاني لعام 2025 برئاسة معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد وحضور معالي علياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، وأصحاب السعادة مدراء عموم دوائر التنمية الاقتصادية المحلية في إمارات الدولة.
استعرضت اللجنة خلال الاجتماع تقرير متابعة توصيات اجتماعها الأول لعام 2025 وناقشت عدداً من الموضوعات ذات الأولوية في تعزيز التكامل الاقتصادي على مستوى الدولة، ودعم استدامة بيئة الأعمال الوطنية، وفق رؤية قائمة على التنافسية والانفتاح الاقتصادي.
وقال معالي عبدالله بن طوق المري إن دولة الإمارات، بفضل رؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة، تواصل تطوير سياساتها التشريعية والتنفيذية، وإطلاق العديد من المبادرات والبرامج التنموية الهادفة إلى تحقيق نمو وتنويع مستمر في الاقتصاد الوطني.. مشيراً إلى دور لجنة التكامل الاقتصادي في ضمان التكامل في السياسات والتشريعات على المستويين الاتحادي والمحلي، ومتابعة التعاون والتنسيق لتحقيق المبادرات والمستهدفات الوطنية، مما يعزز النموذج الاقتصادي التنافسي للإمارات والقائم على الابتكار والانفتاح والاستدامة،ويصب بالتالي في تعزيز مكانتها مركزا اقتصاديا عالميا في ضوء رؤية "نحن الإمارات 2031".
وأضاف معاليه أن الموضوعات التي ناقشها اجتماع اللجنة اليوم من شأنها الإسهام في بناء مسارات عمل جديدة لتطوير التكامل وتعزيز تنافسية السياسات الاقتصادية في الدولة مشيرا إلى استعراض اللجنة عدداً من الموضوعات ذات الأولوية الوطنية من ضمنها متابعة مستجدات تطوير منظومة حماية المستهلك، وتعزيز شفافية وتنافسية الأسواق المحلية والخطوات القادمة لتوفير وإتاحة قاعدة بيانات ومعلومات موحدة وموثوقة لجميع الرخص التجارية للمنشآت والشركات على مستوى الإمارات السبع عن طريق السجل الاقتصادي الوطني، مما يسهم في توحيد إجراءات ومتطلبات تأسيس الأعمال وممارسة الأنشطة الاقتصادية في الدولة عبر بوابة وطنية واحدة.
واستعرضت اللجنة آخر المستجدات والجهود الوطنية لضمان توافر السلع والرقابة على الأسواق، والمشاريع المنجزة لتعزيز سياسات حماية المستهلك واستقرار الأسواق، لاسيما مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك.
وأكدت اللجنة في هذا الشأن أهمية ضمان توفر السلع الأساسية بأسعار عادلة، وتشديد الرقابة على الأسواق، بما يعزز من استقرار الاقتصاد المحلي ويحمي حقوق المستهلكين ومتابعة جهود تنفيذ سياسة التسعير الجديدة المعتمدة في الدولة وآليات الرقابة لضمان امتثال السوق لمخرجات هذه السياسة.
وناقشت اللجنة أيضا عدداً من الآليات والأدوات الجديدة المتعلقة بضمان أمن وخصوصية البيانات وعدم استخدامها لأغراض الترويج والتسويق دون موافقة صريحة من المستهلك، خاصة في ظل تزايد أنشطة التسويق عبر الهاتف والمنصات الرقمية.
كما أكدت اللجنة دعمها لعام 2025 عام المجتمع الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" من خلال تعزيز السياسات الداعمة لاقتصاد أكثر استدامة وتنوعاً بما يخدم جميع فئات المجتمع ويوسع نطاق مساهمة المجتمع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة، ويعزز العائد الاجتماعي والتنموي للعمل الاقتصادي، فضلاً عن تشجيع الاقتصاد الأخضر وأنشطة الابتكار، وتمكين الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة للاستفادة من الفرص الاقتصادية المتنوعة.
وبحثت اللجنة تطورات اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعتها الإمارات مع عدد من الدول، ومنها الهند وتركيا وإندونيسيا والأردن وجورجيا وكولومبيا، وناقشت آثارها على توسيع الفرص أمام الشركات الإماراتية، وتعزيز انسيابية التجارة الخارجية، وتمكين القطاعات الإنتاجية والخدمية الوطنية من الوصول إلى أسواق جديدة.
وشددت اللجنة على ضرورة مواصلة العمل على زيادة عدد اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة لدولة الإمارات خلال العام 2025، لتشمل مزيداً من الدول والاقتصادات بما يتماشى مع رؤية "نحن الإمارات 2031" الهادفة إلى الوصول بقيمة التجارة الخارجية غير النفطية من السلع للدولة إلى 4 تريليونات درهم.
وفي سياق آخر، استعرضت اللجنة خلال الاجتماع نتائج فريق القوائم المالية للشركات وربطها بالسجل الاقتصادي الوطني، حيث تم تحليل البيانات المالية القابلة للجمع، ومراجعة التشريعات الداعمة لجمع هذه البيانات، وتقييم آليات العمل الحالية لضمان التكامل المالي والاقتصادي في الدولة.
وبحثت اللجنة إمكانية تنظيم ورشة عمل متخصصة خلال المرحلة المقبلة لمناقشة تفاصيل تنفيذ مراحل جمع البيانات بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وأكدت اللجنة مواصلة جهودها لتطوير بيئة الأعمال بالدولة عبر تحديث الأطر التشريعية والتنظيمية، وتبني سياسات تدعم ريادة الإمارات في تطوير التشريعات الاستباقية للقطاعات الاقتصادية الجديدة، وصولاً إلى تحقيق المستهدف الوطني بأن تكون الدولة في صدارة الدول عالمياً في هذا المجال بحلول العقد المقبل، وفق رؤية "نحن الإمارات 2031". وفي ختام الاجتماع، تطرقت اللجنة إلى تفاصيل النسخة الرابعة لـ "إنفستوبيا 2025" والمقرر انعقادها في أبوظبي على مدار يومي 26 و27 فبراير الجاري، بما في ذلك الجلسات النقاشية والملتقيات العالمية التي سوف تستضيفها هذه النسخة وأهميتها الحيوية في تعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني، ودعم مكانة الإمارات بيئة حاضنة للأعمال والمشاريع الاستثمارية في قطاعات الاقتصاد الجديد.