أبوظبي في 27 فبراير/وام/ أكدت مبادرة "100 شركة من المستقبل" التزامها بتسريع نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة ضمن قطاعات "اقتصاد المستقبل" في دولة الإمارات، ودعم بيئة استثمارية متكاملة تواكب التطورات التكنولوجية وتعزز من فرص النمو الاقتصادي، لتحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد الإماراتي وترسيخ مكانة الدولة مركزا عالميا للابتكار وريادة الأعمال.
جاء ذلك خلال الجلسات النقاشية التي نظمتها المبادرة على مدار يومين، بحضور معالي علياء بنت عبدالله المزروعي وزيرة دولة لريادة الأعمال، ومعالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، ومجموعة كبيرة من رواد الأعمال والشركات الناشئة وصناديق الاستثمار وحاضنات ومسرعات الأعمال والشركات العالمية العاملة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، وذلك ضمن فعاليات "إنفستوبيا 2025".
وتضمن برنامج المبادرة 15 جلسة بمشاركة 48 متحدثاً من أصحاب المعالي والسعادة والخبراء والمتخصصين رفيعي المستوى، وتمحورت النقاشات حول موضوعات مهمة مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة وريادة الأعمال القائمة على التكنولوجيا والابتكار، ومستقبل قطاع ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
و جاءت الجلسة الافتتاحية للفعالية بعنوان "مبادرة 100 شركة من المستقبل.. تشكيل الاقتصاد المستقبلي لدولة الإمارات"، بمشاركة معالي علياء المزروعي، وساره شو المدير التنفيذي للصندوق الوطني للمسؤولية المجتمعية "مجرى"، وسلطت الضوءَ على دور المبادرة في تمكين الشركات الواعدة في القطاعات الاقتصادية المستقبلية لا سيما الاقتصاد الجديد.

وناقش المتحدثون استراتيجيات دعم ريادة الأعمال وتعزيز استدامتها، إضافة إلى إبراز دور المبادرة في ترسيخ مكانة دولة الإمارات مركزا عالميا للأعمال.
وأوضحت معالي علياء المزروعي خلال الجلسة أن مبادرة "100 شركة من المستقبل" أصبحت واحدة من الأدوات المهمة والمُمكّنات المحفزة لنمو الاقتصاد الجديد لدولة الإمارات وتهدف إلى تسريع نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة ذات الإمكانات العالية في القطاعات الرئيسية لاقتصاد المستقبل؛ وتحفيزها على التوسع بالأسواق الخارجية إقليمياً وعالمياً.
وأكدت معاليها أن دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، نجحت في توفير مناخ تشريعي تنافسي لرواد الأعمال والشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم، وتوفير المبادرات والممكنات اللازمة لنجاح مشاريعهم، موضحة أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تستحوذ على 94% من إجمالي الشركات العاملة في الأسواق الإماراتية، كما أسس الشباب الإماراتي 25 ألف شركة صغيرة ومتوسطة خلال العام 2024، وتوجد أكثر من 50 حاضنة ومسرعة أعمال حكومية وخاصة في الدولة، وهو ما أسهم في حصول الإمارات على أفضل وجهة لممارسة الأنشطة الاقتصادية والتجارية على مستوى العالم في العام 2024، وفقاً لتقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال، كما احتلت الإمارات المركز الأول عالمياً في مؤشر ريادة الأعمال العالمي (GEM) لعام 2023-2024 للسنة الثالثة على التوالي، متفوقةً في مؤشرات رئيسية مثل التمويل وسهولة دخول السوق والدعم الحكومي.
واستعرضت معالي علياء المزروعي مبادرات المنظومة الجديدة لريادة الأعمال في الدولة، والتي تهدف إلى تعزيز تنافسية الإمارات وزيادة فرص نجاح رواد الأعمال من 30% إلى 50% بحلول العقد المقبل، ومن أبرز هذه المبادرات "صندوق ريادة" الذي يهدف إلى توفير مخصصات مالية بقيمة تبلغ 300 مليون درهم لدعم المشاريع الريادية، ومبادرة "مجلس الإمارات لريادة الأعمال" الرامية إلى توحيد التوجهات الوطنية لتعزيز نمو أعمال المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الدولة، ودعم التعاون بين الجهات المعنية.

وفي هذا الإطار، دعت معاليها رواد الأعمال والشركات الناشئة إلى الاستفادة من الممكنات والحوافز التي تمنحها هذه المنظومة ومبادرة 100 شركة من المستقبل.
من جانبها أوضحت سارة شو، أن شركات المبادرة كانت من أوائل الجهات التي حصلت على ختم "مشروع أثر مستدام" الخاص بمجرى، والذي يُكرّم المؤسسات لالتزامها بالاستدامة وتأثيرها الاجتماعي الإيجابي، مما يعكس التزام شركات المبادرة بمعايير الاستدامة، ودمج المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) ضمن عمليات أعمالها، ويعزز من قدارتها على مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
وسلطت جلسة بعنوان "جائزة برنامج سيسكو للابتكار الرقمي.. تكريم التميز في الابتكار"، الضوء على مختبر ابتكار المنتجات من سيسكو، الذي نُفذ بالتعاون مع وزارة الاقتصاد، لاستعراض دوره في تعزيز مهارات وقدرات الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال تقديم حلول مبتكرة.
وفي جلسة أخرى، بعنوان "تسريع المستقبل.. الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة كمحفز للنمو"، .. استعرض المشاركون دور المسرّعات والحاضنات في دعم الشركات الناشئة القائمة على الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، مسلطين الضوء على استراتيجيات التمويل وفرص التوسع وأبرز القطاعات الواعدة.
واستعرضت جلسة بعنوان "عرض تقديمي لمؤسسي (Crimson).. ابتكارات يقودها خريجو "MIT" وهارفارد "، مشاريع 6 شركات ناشئة رائدة أسسها خريجو معهد" MIT " وجامعة هارفارد، حيث قدّم المؤسسون حلولاً مبتكرة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والطاقة، والتكنولوجيا الحيوية، والتكنولوجيا المالية، والحكومة، والأمن.. وشارك في الجلسة نخبة من رواد الأعمال والمستثمرين.
ونظمت الفعالية جلسة مغلقة بعنوان "تحدي DHL Forward" تضمنت حواراً تفاعلياً للابتكارات والاستراتيجيات التي تعيد تشكيل مستقبل القطاع، مع التركيز على التحول الرقمي والكفاءة التشغيلية وحلول التكنولوجيا المتقدمة.
وتطرقت جلسة "تمويل المستقبل.. نماذج مبتكرة لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة"، إلى السُبل والآليات للشركات الصغيرة والمتوسطة لحصولها على التمويلات اللازمة للاستفادة من التقنيات المتقدمة.

وناقش المتحدثون أهمية التكنولوجيا في تبسيط العمليات التمويلية، وكيفية اندماج الشراكات الاستراتيجية لخلق منظومة تمويلية أكثر شمولية وديناميكية؛ وانعكاسات ذلك على دعم تمويل هذه الشركات.
ولأهمية دور المرأة المحوري في بناء مجتمع متوازن، ركزت جلسة بعنوان "تمكين المرأة.. رائدات الأعمال ودورهن في إحداث التأثير"، بمشاركة كل من مها القرقاوي، نائب رئيس قطاع دعم مصالح مجتمع الأعمال في غرف دبي وسعادة سلامة العميمي، المدير العام لهيئة الرعاية الأسرية في أبوظبي ودانا كمالي رئيس قطاع الأعمال في الصندوق الوطني للمسؤولية المجتمعية "مجرى"، وهي أول إماراتية تُصنف ضمن "أكثر قادة المسؤولية الاجتماعية للشركات تأثيراً" على مستوى العالم.
وبحثت الجلسة أهمية خلق بيئة داعمة لريادة الأعمال النسائية مع ضرورة إحداث التوازن بين الحياة المهنية والأسرية لرائدات الأعمال، بالإضافة إلى مناقشة العوامل الأساسية التي تُمكّن المرأة في مجال الأعمال .
وتخللت الفعالية، جلسة حوارية مع جايش باتيل، الرئيس التنفيذي لبنك "Wio"، حول الحلول التمويلية للشركات الصغيرة والمتوسطة المقدمة من بنك "Wio".
واستعرضت جلسة بعنوان "الاستثمار في المستقبل.. إطلاق العنان لإمكانات الاقتصاد الجديد في دولة الإمارات"، الاستراتيجيات الاستثمارية المبتكرة ودورها في توسع أعمال الشركات في القطاعات الاقتصادية المستقبلية، لا سيما القطاعات القائمة على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة والتكنولوجيا المالية.. بمشاركة عدد من المتحدثين.
واُختممت فعالية مبادرة "100 شركة من المستقبل" بالتوازي مع انتهاء النسخة الرابعة لـ"إنفستوبيا 2025"، بجلسة حوارية بعنوان "محفزات النجاح.. قصص استثمارية تشكل مستقبل الـ100" سلطت الضوء على قصص استثمارية ملهمة من شركات مبادرة "100 شركة من المستقبل".