النقلة الرياضية النوعية التي نراها الآن في السعودية مهمة قضيت مع شاندونغ تايشان الصيني أفضل سنوات مسيرتي الكروية يزخر الدوري البلجيكي لكرة القدم بعدد كبير من اللاعبين من أصول مغربية، من الذين رأوا النور ببلجكيا وتعلموا أبجديات كرة القدم هناك، ليتسلقوا الدرجات بثبات معانقين التألق، ومنهم اللاعب البلجيكي مروان فيلايني، صاحب الأصول المغربية، الذي يعد من أبرز الأسماء التي دافعت عن قميص “الشياطين الحمر” بالسنوات الأخيرة، إضافة إلى تمثيله أندية أوروبية كبيرة عدة، ليستقر به المطاف بتجربة احترافية في الصين لمدة 5 سنوات مع نادي “شاندونغ تايشان”، انتهت قبل أيام. فلايني لاعب خط الوسط الدولي بـ 87 مباراة دولية، حل ضيفا على “البلاد سبورت” في هذا الحوار القصير، بشأن رحلته في عالم كرة القدم وأبرز عناوينها.. فإلى التفاصيل: بين لحظة البداية في نادي صغير ببلجيكا “ستاندار دو لياج” وهذه اللحظة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومن بعده الدوري الصيني، ثمة عناوين في رحلة مروان فلايني الرياضية.. هلّا اطلعنا على أهمها؟ أول عامين لي في ”ستاندار دو لياج” كانا جيدين، إذ فزنا ببطولة الدوري والكأس، ولعبنا مباراة في ملحق دوري أبطال أوروبا ضد فريق ليفربول في ملعبه، وخسرنا بهدف، وكان فريقنا يضم لاعبين كبار مثل جيرارد وألونزو ورينا في حراسة المرمى، ولعبت مع لاعبين كبار في هذه الفترة، وبعد عامين في بلجيكا انتقلت لايفرتون الإنجليزي، ولعبت هناك 5 مواسم، ويوم انتقال المدرب ديفيد مويز من ايفرتون إلى مان يونايتد ذهبت معه، وبقيت 5 سنوات هناك. تجربة لعب كرة القدم أحيانا تكون سعيدا فيها وأحيانا أخرى تكون صعبة. تدربت على يد مدربين كبار مثل بنغال ومورينيو وغيرهم ممن غيروا فكرة كرة القدم بالنسبة لي، وبعد 5 سنوات مع مان يونايتد حصلت على فرصة الذهاب إلى الصين، وهذا الموسم كان الأخير بالنسبة لي هناك، ولا أشعر بالندم على أي ناد وقعت معه، جميعها كانت تجارب حلوة كونت في علاقات وصداقات سأبقى أحتفظ فيها بذكرياتي طوال العمر. ولماذا قررت هجرة الملاعب الصينية؟ وماذا عن تجربتك مع فريق “شاندونغ تايشان”؟ السنوات الخمس التي قضيتها في صفوف شاندونغ تايشان هي أفضل السنوات في مسيرتي الكروية، وهذه لحظة عاطفية بالنسبة لي؛ لأنه حان الوقت لأقول وداعا، سعيد للغاية ويشرفني اكتشاف الصين وثقافتها المذهلة، أخبرت عائلتي وأصدقائي مرات عديدة أن السنوات التي أمضيتها في الصين، بالطبع باستثناء فترة فيروس كورونا التي كانت صعبة على الجميع، كانت من بين أفضل السنوات التي قضيتها في مسيرتي، توجت فيها بلقب الدوري الصيني مع شاندونغ في العام 2021، كما توجت بالكأس المحلية 3 مرات. لعبت في أندية بلجيكية عدة منذ صغرك على غرار “أندرلخت”، “سبورتينغ شارل لو روا”، “ستاندار دو لياج”، ما الذي اكتسبته من كل هذه التنقلات في الدوري البلجيكي؟ كما ذكرت عندما كنت صغيرا لعبت في كل هذه الأندية، وتعلمت منها العقلية التي يحتاجها الواحد منا كي يكون لاعبا محترفا، وهذه العقلية تطبق على باقي الألعاب عموما. يجب أن تكون لدينا العقلية الصحيحة ونقوم بتنميتها منذ الصغر، وهذه الأمور تساعد في أن تكون ناجحا في عملك مهما كان هذا العمل، إضافة إلى أنه يجب على كل واحد منا أن يكون لديه الشغف في المجال الذي يعمل فيه. كيف كان انتقالك للدوري الإنجليزي، هل كان حلما منذ الصغر بالنسبة لك أن تلعب مع ناديي “إيفرتون” و “مانشستر يونايتد”؟ قضيت 6 سنوات في مانشستر يونايتد بين العامين 2013 و2019، وعشت تجربة احترافية في هذين الناديين، الدوري الإنجليزي عموما أكثر الدوريات التي تجمع لاعبين من شتى أنحاء العالم، لذلك نراه يجمع بين القوة البدنية لإفريقيا والمهارات الفردية للقارة اللاتينية والانضباط التكتيكي للأوروبيين، إضافة إلى اللعب الجماعي لآسيا، وقد اكتسب الدوري من كل هذا الخليط تطورا وتحسنا هائلا، إذ بات يجمع أنواعا عدة من طرق اللعب، الفردي منها والجماعي، السريع منها والصلب، كما أن العامل البدني أكثر مميزات هذا الدوري، فيعتمد كثيرا على القوة البدنية وقوة التحمل والصبر والانضباط، حيث نرى أن كل الأندية تشارك في بطولات عدة، وكل أسبوع نرى مباراتين وأحيانا تصل لـ 3 مباريات، كل هذا الضغط الكبير جعل الاعتناء بالعامل البدني كبيرا لدى كل الأندية التي تبحث دائما عن سبل لتجهيز وتحضير لاعبيها بدنيا. رغم اختيارك حمل قميص المنتخب البلجيكي، لكنك تبقى من أبرز اللاعبين المغاربة على الصعيد الأوربي وأغناهم، وكل الملاعب ووسائل الإعلام الأوروبية تشهد بذلك.. ما رأيك؟ كان عندي الخيار بين المغرب وبلجيكا، والاتحاد البلجيكي لكرة القدم سعى كثيرا لإقناعي بتمثيل المنتخب البلجيكي، وكنت صغيرا لم أفكر كثيرا بالقرار، وأثناء مشاركتي مع المنتخب البلجيكي استطعت اللعب في بطولات كبيرة مثل كأس العالم وبطولات أوروبا واكتسبت خبرة كبيرة، لكن تبقى المغرب في دمي، وأمي وأبي مغاربة، وأفتخر كثيرا بأصولي المغربية، وفرحت كثيرا لأداء منتخب المغرب في كأس العالم الأخيرة، وأتمنى له التوفيق دائما. ما إيجابيات خطوة ضم الدوري السعودي لأهم نجوم الكرة في العالم؟ وهل ستوافق في حال عرض عليك الانتقال إليها؟ النقلة النوعية التي نراها الآن في السعودية رائعة لهم خصوصا ولعالم كرة القدم عموما، وهذه التنمية تظهر مدى الاهتمام الكبير بالرياضة، وبالنسبة لي أنتظر بعد انتهاء عقدي مع الفريق الصيني، والإجازة لنيل قسط من الراحة ما الذي سأفعله مستقبلا، لكن ما يجري ونتابعه الآن في السعودية شيء رائع ومهم. - ما الفريق المغربي الذي تشجعه؟ نادي مدينتي.. اتحاد طنجة. ماذا عن ذكرياتك وأبرز المواقف التي عشتها مع المنتخب البلجيكي؟ في كأس العالم 2014 لعبنا مع الأرجنتين في ربع النهائي، وهذه كانت أول مشاركة لي في هذا البطولة الكبيرة التي وصلنا فيها لمراحل متقدمة وتجربة لن أنساها، وفي كأس العالم 2018 لعبنا مع فرنسا وكانت مباراة قوية لم يحالفنا الحظ فيها، ففازت فرنسا بهدف.