أطلقت جائزة الشيخ زايد للكتاب في مركز أبوظبي للغة العربية، برنامجاً ثقافياً غنياً، تضمن عدداً من الأنشطة، واللقاءات، والاجتماعات والجلسات الحوارية في اليابان، كجزء من البرنامج الثقافي الدولي للترويج للجائزة، وتعزيز التبادل الثقافي والأدبي مع الشركاء اليابانيين، ودعم البحوث والدراسات عن الثقافة العربية في اللغات الأخرى. جاء ذلك بعد اختتام النسخة الثانية من المؤتمر الذي يحمل عنوان "ألف ليلة وليلة: رحلة عبر الزمان والمكان من أبوظبي إلى مدريد مروراً بطوكيو ولندن"، الذي نظمّ في 4 سبتمبر 2024 في جامعة كيئو في طوكيو، بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات في طوكيو. وترأس اجتماعات البرنامج الثقافي سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، بحضور سعادة شهاب أحمد الفهيم، سفير دولة الإمارات لدى اليابان، وسعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، والأستاذ عبدالرحمن محمد النقبي، مدير إدارة الجوائز الأدبية في مركز أبوظبي للغة العربية. وتضمن برنامجاً ثقافياً متنوعاً، وسلسلة من اللقاءات مع شخصيات ثقافية بارزة بهدف تعزيز الحوار والتعاون بين المؤسسات الثقافية في أبوظبي واليابان. وقال سعادة شهاب أحمد الفهيم، سفير دولة الإمارات لدى اليابان: "يعكس تنظيم هذا المؤتمر، والبرنامج الثقافي المصاحب له التزام إمارة أبوظبي الراسخ ببناء منصات ثقافية تجمع مجتمعات ثقافية متنوعة من جميع أنحاء العالم. وتهدف سلسلة المؤتمرات هذه إلى مدّ جسور الحوار المبني على التسامح، والتفاهم، والاحترام، كما تعدّ هذه الأحداث منصة للتعريف باللغة العربية وتسليط الضوء على آدابها، وإرثها الثقافي الغني". من جانبه، قال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب: "تسعى جائزة الشيخ زايد للكتاب إلى إثراء المشهد الثقافي وتعزيز الحوار والتعاون بين ثقافات وشعوب العالم. ويمثّل تنظيم النسخة الثانية من مؤتمر ’ألف ليلة وليلة’ في اليابان، إلى جانب سلسلة اللقاءات رفيعة المستوى التي أعقبتها، مصدر إلهام لمزيد من المؤلفين والمفكرين والباحثين والمترجمين والطلبة لاستكشاف الثقافة العربية. كما يمهد الطريق لتعزيز التبادل الثقافي مع اليابان، ومدّ جسور التفاهم والتواصل بين شعبينا". وأشار سعادته إلى أن اليابان بتراثها العريق وثقافتها المميزة تربطها مع دولة الإمارات علاقات تاريخية تصل إلى نصف قرن من الزمن في مختلف المجالات لا سيما الثقافية منها، إذ مهدت هذه العلاقات المتينة لأن يعيش أكثر من 4 آلاف مواطن ياباني على أرض الإمارات، الأمر الذي نتج عنه الكثير من الشراكات المثمرة. وجمعت لقاءات البرنامج مؤلفين وشخصيات ثقافية يابانية بارزة، إلى جانب تنظيم مجموعة من الزيارات التي تركزت في تنظيم زيارة لمشاهدة المخطوطات العربية لمجموعة دايبر في جامعة طوكيو؛ وزيارة إلى المكتبة اليابانية الوطنية في طوكيو،  وجولة في جامعة كيئو، كما تم عقد اجتماعات مع نادي القلم الياباني، وجمعية ناشري الكتب اليابانية وجمعية اليابان لدراسات الشرق الأوسط ومؤسسة اليابان، والتي تم خلالها بحث سبل تعزيز التبادل والتعاون الثقافي.  واشتمل البرنامج كذلك على عروض تقديمية أكاديمية تناولت مختلف حكايات "ألف ليلة وليلة"، وانتقالها إلى الآداب العالمية. كما تم تنظيم جلسة بعنوان "ألف ليلة وليلة وإمكاناتها كأدب عالمي"، وجلسة أخرى حول  "تطوير قصص الاستكشاف وتجسيد شخصية السندباد في الأدب غير العربي"، إضافة إلى استضافة محاضرة ركّزت على ترجمات جوزيف تشارل ماردروس لكتاب "ألف ليلة وليلة"، والتي لاقت نجاحاً أدبياً عالمياً. وبحثت  جلسة خاصة "الأعمال التصويرية اليابانية لألف ليلة وليلة" ، فيما تناولت جلسة أخرى "تجميع مخطوطات ألف ليلة وليلة في أوروبا"، وتم أيضاً تسليط الضوء على " تأثير الأعمال الأدبية والدرامية للكاتب والشاعر الياباني الشهير يوكيو ميشيما،  و"صراع العقل والعاطفة في السرديات ودور النوع الاجتماعي في قصة ابن الملك والجارية والوزراء السبعة"، هذا بالإضافة إلى تقديم عرض  تناول تعقيدات التواصل بين الثقافات في سياق الترجمة بين اللغتين اليابانية والعربية. وتعد نسخة طوكيو من مؤتمر "ألف ليلة وليلة" الثانية من نوعها ضمن سلسلة "رحلة عبر الزمان والمكان من أبوظبي إلى مدريد، مروراً بطوكيو ولندن"، وسبقها تنظيم النسخة الأولى في مؤسسة "البيت العربي" بمدريد في يونيو 2024، ويتبعها نسخة ثالثة في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن في أكتوبر 2024.