أصدر الناقد البحريني القدير حسن حداد كتابه الالكتروني الجديد بعنوان "سعيد مرزوق.. الكتابة بالصورة"، وكتبت الناقدة المصرية القديرة ماجدة موريس المقدمة بعنوان سعيد مرزوق.. بين السينما والحياة: "كلما رأيت ما يكتبه ويقدمه عن السينما المصرية والعربية اشعر بسعادة كبيرة.. ومنذ شهر ونصف تقريبا سعدت كثيرا بالكتابة عن (عماد حمدي) كما طلب مني عاشق السينما وناقدها القدير الاستاذ حسن حداد.. واليوم اكتب مقدمة لكتابه الجديد عن (سعيد مرزوق) المخرج الكبير.. والمختلف فكريا وسينمائيا.. واتذكر أن حسن حداد يقوم بما تفعله كتيبة او فرقة تعيد اكتشاف المبدعين وتبحر داخل عقولهم وابداعاتهم لتضيف لنا الكثير من المعرفة حولهم وحول استحقاقهم لمحبتنا وتقديرنا.. من صلاح ابو سيف الي محمد خان، ومن عاطف الطيب الي حسين كمال ومن فاتن حمامة الي سعاد حسني وحتى شادي عبد السلام صاحب المومياء.. واخيرا سعيد مرزوق.. مبدعون لم يجتمعون معا الا عنده. فكل الشكر والتقدير لمحب السينما الكبير.   لعل علاقة المخرج الكبير سعيد مرزوق بالسينما من اهم العلاقات الدالة على تدخل القدر وظروف المرء نفسه في صناعة مستقبله، فقد بدأ مخرجنا مسيرته محملا بعبء اعالة أسرته ولكن قدره أن تصل السينما اليه في بيت الاسرة الذي يواجه (أستديو مصر) الكبير فيراقب من نافذته انشطته والاستعدادات لتصوير الافلام. ويكتشف دور المخرج واهميته من خلال المخرج الامريكي الكبير (سيسيل دي ميل) الذي رآه يجلس على كرسيه العالي يحرك الجميع وهو يصور فيلم (الوصايا العشرة) في مصر.. بعدها ذهب لرؤية الفيلم، وخرج منه مدركا أن هذا هو هدفه في الحياة. ان يكون مخرجا.... كان مولعا بالقراءة منذ الطفولة ويحب الرسم.. لكن هذه الواقعة ذهبت به الي السينما.. والاخراج.. ولم يكن امامه الا الالتحاق بجهة عمل تنتج افلاما بصفة دائمة. ولم يكن امامه الا المركز القومي للسينما والتليفزيون المصري الذي بدأ به حين عمل مساعدا لمخرج صديق هو ابراهيم الشقنقيري، قبل ان تأتيه الفرصة ليقوم بالإخراج في بداية السبعينات (كانت اغلب افلام التليفزيون وقتها تسجيلية قصيرة وتعبر عن الاحداث الكبري) ومن هنا اخرج فيلم بعنوان (أنشودة السلام) عن مصر بعد العدوان الثلاثي واختير كأفضل فيلم وقتها، وبعد عام ١٩٦٧، اخرج فيلما بعنوان (أعداء الحرية) عن احداث العدوان الإسرائيلي علي مصر او النكسة وحصل به علي الجائزة الثانية لمهرجان (ليبزج) الالماني، اهم مهرجان دولي للفيلم القصير وقتها، وبعده قدم فيلمان مهمان ايضا (طبول)  الذي حصد به جوائز عديدة، ثم (دموع السلام) عن رحيل الرئيس جمال عبد الناصر عام ١٩٧٠.. وبعده توقف سعيد مرزوق عن تقديم الافلام التسجيلية الوطنية والقصيرة وقرر ان يستكمل مشروعه السينمائي كما تصوره، وهو الذهاب الي السينما الروائية. وقصص الحياة العادية كما يعيشها الناس.. ومن خلال رؤيته.. ولم يكن هذا سهلا منذ نصف قرن، وحتى الان.. لكنه وجد الدعم الانتاجي من مدير التصوير الكبير عبد العزيز فهمي (كانت المؤسسة العامة للسينما تساهم في الانتاج ايضا) ليخرج من داخله مشروعه في عالم هذه السينما الكبير والمتخم بالصور والاحداث والحكايات.. اختار حكاية متفردة منها، حتى اسمها (زوجتي والكلب) ليقدم لنا حياة موجودة، لكنها مخفية لندرتها لرجل يعمل في فنار بعيد في مكان منعزل لا يشاركه المكان الا مساعد شاب، وفي عزلته هذه لا تفارقه صورة زوجته الجميلة التي تقبع وحدها في البيت في انتظار طويل له.. ويتحول الانتظار الي تقليب للذاكرة، وما فيها من خيانات لها ثم يمتد الخيط الي الخوف من خيانتها ايضا مع مساعده الشاب الذي ارسله لها مرة برسالة ليحضر بعض الاشياء له.. وبرغم كل هذه القصص والذكريات والمشاعر طوال الفيلم الا اننا لا نسمعها من خلال حوارات طويلة متصلة. وانما نراها من خلال ملامح وتعبيرات وجوه محمود مرسي ونور الشريف وسعاد حسني. المتفرقون في الاماكن، والقريبون في الذاكرة. بينما تقوم الصور والظلال وسحر المكان وتفرده وحتى الكلب الذي يحتفظ به مرسي ويعامله بقسوة جزء من البطولة الموازية للفيلم الذي أثار ضجة عند عرضه عام ١٩٧١ لأنه بدا مختلفا في لغته السينمائية وفي اعتماده الاول علي الصورة وليس الحوار.. وفي جرأته أيضا وهو ما أضاف قلقا لمخرجه الذي اعتقد انه استطاع تحقيق ذاته كمخرج وتحقيق النجاح الجماهيري في اول اعماله الروائية. الرحلة الي الفيلم الطويل أوحى انجاز فيلمه الطويل الاول ونجاحه الي سعيد مرزوق بقدرته على تقديم كل افكاره بعدها.. خاصة انه كان الكاتب ايضا. فسارع لتقديم فيلمه الثاني (الخوف) الذي دار حول فتاة تركت مدينتها السويس بعد العدوان الإسرائيلي وجاءت للقاهرة هربا من الغارات.. لم ينجح الفيلم جماهيريا برغم وجود سعاد حسني ونور الشريف.. وبعد ثلاث سنوات عاد مرزوق بفيلم مختلف عن قضايا المرأة هو (اريد حلا) للكاتبة حُسن شاه تحمست له فاتن حمامة (وكان سببا في اقرار قانون الخلع بعدها).. وشعر مخرجنا بأهمية هذا فقرر استكمال هذا الطريق.. والدفاع عن حقوق الناس في مواجهة الفاسدين ليقدم بعده فيلم (المذنبون ١٩٧٦) وليواجه أزمة كبري من بعض الفئات ذات النفوذ ومن الرقابة التي طالبت بمنعه وهو ما اغضبه وأثار حزنه لاكتشافه ان عليه ان يتوقف وان يراجع القضايا التي يقدمها لتوعية مجتمعه وناسه.. وتوقف قليلا. في اجازة قصيرة من السينما ذهب فيها الي التليفزيون ليقدم رباعية سينمائية انتجتها افلام التليفزيون بعنوان (حكاية وراء كل باب).. وبعدها ظل لسنوات صامتا.. قبل ان يعود عام ١٩٨٥ بفيلم استفز الهجوم عليه من جديد وهو (انقاذ ما يمكن انقاذه) ليدرك مخرجنا صعوبة الاستمرار في تقديم الافكار المختلفة والمعارضة والرافضة للكثير من مظاهر الحياة فيقدم اعمال اخري ويحاول الاقتراب من السينما التجارية التي يطلبها المنتجون حتى تأتيه فرص جديدة لسينما مختلفة.. وبرغم السنوات الطويلة التي توقف فيها عن الاخراج حتى رحيله عام ٢٠١٤.. الا ان ما انجزه من اعمال قدمها بمحبة واتقان وبراعة تزداد قيمته برغم مرور الزمن. كما تزداد معرفتنا بسعيد مرزوق كأحد مبدعي السينما المرموقين". وأهدى الحداد الإصدار الجديد الى زوجته، وكتب: "اهداء إلى ليالي.. حبيبتي يا من أهديتني حلاوة الدنيا كلها... وجعلت من مصاعب الدرب فرص استثنائية للدهشة.. للمكتشفات، نقفز برشاقة معا على ماء الحياة. تؤججين طاقة الحب وتبتكرين موسيقانا الخاصة وتضعينها في حقيبة الرحلة.. فاحسب طريقنا هو الجنة.. الجنة يا ليالي.. إن أجمل هداياك بالطبع هم أحبائنا هديل/ علا/ دنيا/ علي... وهديتي إليك الآن كتابي هذا.. هل تذكرين المخرج سعيد مرزوق وفيلمه الأهم زوجتي والكلب كان موضوع تعارفنا على بعض في يناير 1991.. كلما صادفني اسم الفيلم... تذكرت بداية علاقتنا دمت لي حبيبة وصديقة مدى العمر". محتويات الكتاب: •     إهداء إلى ليالي حبيبتي •     تقديم بقلم: ماجدة موريس •     سعيد مرزوق.. الكتابة بالصورة •     أفلام المخرج: •     زوجتي والكلب (1971) •     الخوف (1971) •     أريد حلاً (1971) •     المذنبون (1971) •     مشاريع أخرى لم تنفذ •     سعيد مرزوق والرقابة •     إنقاذ ما يمكن إنقاذه (1985) •     أيام الرعب (1988) •     هدى ومعالي الوزير (1994) •     المخرج في سطور •     فيلموغرافيا •     مهرجانات وجوائز •     مراجع •     صور •     حسن حداد في سطور •     صدر للمؤلف