الصيرفي: البحرين أدركت منذ وقت مبكر أهمية السياحة في تنويع الاقتصاد في السنوات العشر المقبلة سيكون هناك ارتفاع كبير بإيرادات السياحة بالمملكة الريس: من المهم تنظيم “تقويم الخليج” للأحداث والمهرجانات والوجهات الطقس لم يعد عاملا صعبا للسياح في الخليج دلومان:  البحرين يمكن أن تستفيد من الذكاء الاصطناعي لجذب السياح تاريخ البحرين غني ويمكن سرد هذه القصة بالتقنيات المبتكرة   قالت وزيرة السياحة فاطمة الصيرفي، إن البحرين ستشهد إضافة 3 آلاف غرفة فندقية بين العامين 2024 و2026، مشيرة إلى أن هذه الزيادة تخلق مزيدا من العرض، وتلبي مطالب السياح. جاء ذلك بالجلسة الحوارية الأولى في اليوم الثاني لمنتدى بوابة الخليج للاستثمار بعنوان “السياحة كمحفز للنمو في دول مجلس التعاون الخليجي”، أمس، بمشاركة الرئيس التنفيذي لشركة عسير للاستثمار أسامة العثمان، والرئيس التنفيذي لمجموعة جي إف إتش المالية هشام الريس، والرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لشركة فيليبس للمزادات إد دولمان. وقالت الوزيرة إن البحرين أدركت منذ وقت مبكر أهمية السياحة في تنويع الاقتصاد، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل استراتيجية السياحة 2022 - 2026 جزءا من خطة التعافي الاقتصادي للمملكة. وأكدت أن البحرين استقطبت 16 من أبرز الفنادق العالمية، لافتتاح فروع لها في المملكة في 2024 وحتى 2026. وتابعت “شهد العام 2024 إضافة عدد من الفنادق من فئتي 4 و5 نجوم، ومن المتوقع أن تشهد البحرين افتتاح 12 فندقا جديدا من فئة 5 نجوم بحلول 2026”. وقالت الصيرفي “أخيرا في سبتمبر، أعلنت الأمم المتحدة أن البحرين كانت واحدة من أفضل 5 دول في العالم لجذب السياح الدوليين، إذ شهدت المملكة زيادة بنسبة 45 % في النصف الأول من 2024، مقارنة بالنصف الأول من 2019، وهذا دليل على نجاح البحرين في تحقيق استراتيجيتها الاستثمارية وأهدافها السياحية، والعمل مع القطاع الخاص لتحقيق مؤشرات الأداء الرئيسة”. وأضافت “كل دولة خليجية لديها ثقافة قيمة وفريدة من نوعها”، مشيرة إلى أنه من المهم التركيز على الثقافة في المنتجات السياحية. واستطردت “لكن ما هو بالقدر نفسه من الأهمية أيضا، هو كيف يمكنك تطوير هذه الثقافة إلى ما تطلبه حاليا الأسواق الدولية المختلفة، والسياح الإقليميون والدوليون المختلفون”. وقالت “رأينا اتجاها في مملكة البحرين مفاده أن الأمر يتطلب فقط أن يأتي السائح لزيارة البحرين مرة واحدة ليصبح سائحا متكررا، فهناك في المملكة طاقة جذب خاصة”. وتابعت “عندما عملنا من كثب مع أشقائنا في دول الخليج، تمكنا من الاحتفاظ بالسياح لفترة أطول، فعندما نستقبل زائرا في الرياض أو دبي، فهي أيضا فرصة للبحرين”. وأشارت الصيرفي إلى أننا مازلنا نسمع أن السياح الدوليين يتحدثون عن الذهاب إلى أوروبا أو آسيا، ويعدونها مجموعة من الدول، في حين مازالوا لا يذكرون أنهم سيذهبون إلى الخليج كوجهة سياحية واحدة، بل يتحدثون عن الذهاب إلى البحرين أو دبي أو غيرها بالتحديد. وتابعت “عندما نصل إلى النقطة التي يذكر فيها السياح أنهم سيذهبون إلى الخليج، فهذا يعني أننا حققنا النجاح فيما يتعلق بمحافظنا السياحية”. وشددت على أن حكومة المملكة تعمل على التأكد من أن القطاع الخاص لديه التشريعات المناسبة والسياسات الصحيحة والبنية الأساسية المناسبة، حتى يتمكن من العمل بشكل فعال على الاستفادة من السياحة. وتابعت “منذ إطلاقنا للاستراتيجية السياحية في 2022، شاهدنا كيف ملأ القطاع الخاص الفجوات الموجودة بالفعل”. وبيّنت أنه في كل مرة تزور البحرين، تجد أن هناك عرضا سياحيا جديدا مبنيا على عرض سياحي أقدم، مشددة على أن البحرين لديها قصة رائعة يمكن أن ترويها عبر السياحة. وأضافت “في السنوات العشر المقبلة، سيكون هناك ارتفاع كبير بإيرادات السياحة في المملكة“. تقويم الخليج  من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة GFH هشام الريس، إن منتجع “رافيلز” وبعد الحصول على جميع الموافقات اللازمة في غضون الشهر المقبل، سيُطلق كمنتجع طبي لإزالة السموم. وأشار إلى أن الفكرة هي عيش تجربة الحياة البرية، وقضاء أسبوع حيث الحصول على الفحوصات الطبية والفيتامينات والبرامج والطعام المناسب. كما أشار الريس إلى أنه من المهم تنظيم “تقويم الخليج” للأحداث والمهرجانات والوجهات، ليكون مزيجا من الثقافة والرياضة والتسوق، وهذا سيكون ترويجا رائعا لدول مجلس التعاون. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة عسير للاستثمار أسامة العثمان، إن إجمالي المسافرين الدوليين بلغ 1.5 مليار شخص، وهو رقم قياسي مرتفع، ومن المتوقع أن يصل إلى 1.8 مليار بحلول 2030. وشدد على أن دول الخليج لا تخالف التوجهات الدولية في السياحة، فهناك حاجة ملحة من السياح الدوليين إلى المنتجعات البيئية مع وسائل الراحة الحضرية، التي تعد تجربة مثيرة للاهتمام. وأشار إلى أن التوجه اليوم هو لتجربة الضيف في هذه الدولة، فالسائح يحتاج أن يزور البحرين مرة واحدة ليصبح سائحا منتظما، كونه حصل على تجربة جيدة في المملكة. وقال العثمان إن تجربة الضيف يمكن أن تكون ثقافية أو خدماتية أو غيرها، إلا أن هناك توجها آخر وهو الوعي العالمي بالاستدامة، فالسياح يفضلون اختيار الفنادق المستدامة على سبيل المثال. وشدد على أن عامل الطقس لم يعد يشكل تحديا، فالإمارات العربية المتحدة لديها في الصيف أعلى نسبة من الإشغال الفندقي، على الرغم من حرارة الطقس. وتابع “لا أحد يمكنه تجاهل قوة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وتطورها يوما بعد يوم، ويمكن لمشغلي الفنادق باستخدام الذكاء الاصطناعي التنبؤ بمتطلبات العميل”. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لشركة فيليبس للمزادات إد دولمان، إن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي، أنفقت مليارات الدولارات على تطوير المتاحف والمؤسسات الثقافية لأسباب عديدة، لكن أحد الأسباب الرئيسة هو دفع السياحة. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يشكل فرصة كبيرة للبحرين، نظرا لتاريخها الغني، إذ يمكن سرد هذه القصة عبر أحدث التقنيات المبتكرة. وتابع “كلما ازداد وعي الناس بالتراث الغني للبحرين، زادت احتمالية قدومهم وزيارة المملكة، ومن الممكن أن يكون محركا ضخما للنمو الاقتصادي هنا”. وتابع “أعتقد أنه من واجب مجتمع المستثمرين من القطاع الخاص في هذه المناطق أن ينظروا إلى الفرص التي تخلقها السياحة الثقافية”. وأشار إلى أن السياح يميلون بشكل أكبر إلى السياحة الثقافية، إذ يميل السياح الثقافيون إلى البقاء لفترة أطول عندما يزورون المدن، كما ينفقون مزيدا من الأموال. وأوضح  “أنا متحمس للفرصة التي تم إنشاؤها بالفعل الآن من قبل المملكة العربية السعودية، والاستثمار الضخم الذي يجري هناك من حيث المبادرات الثقافية، حيث أصبحت المنطقة بأكملها تنبض بالحياة عبر المشروعات التي ستجذب السائحين الثقافيين من جميع أنحاء العالم”. وقال “من الأفضل التركيز على الثقافة والتراث؛ لأن هذا المكون مهم للغاية، فعندما يزور الناس بلدا آخر فإنهم يريدون رؤية هذه الأمور الأصيلة”. وأضاف دولمان: كل دولة خليجية تقدم عرضا سياحيا مميزا، ما يفتح المجال أمام سياح دول مجلس التعاون بإمكان الانضمام إلى جولة رائعة في المنطقة ينتقلون فيها من مدينة لأخرى في 10 أيام.