بعدما نفى العراق سابقا استعمال أراضيه لتنفيذ هجمات إيرانية ضد إسرائيل، في إطار التوتر الإقليمي المستعر بين طهران وتل أبيب، جدد تأكيده على النأي بالنفس. فقد شدد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، اليوم السبت، على موقف بلاده الرافض وبشدة لاستخدام الأجواء العراقية للتجاوز على الجارة إيران أو أي دولة من دول المنطقة. وذكر مكتبه الإعلامي في بيان أن الأعرجي استقبل الملحق العسكري الإيراني في بغداد، اللواء مجيد قلى بور وبحثا سبل تعزيز أمن واستقرار البلدين، وتفعيل مذكرات التفاهم لضبط الحدود. كما ناقشا استمرار التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتهريب. "هجمات أو ردود" وكانت الحكومة العراقية أكدت في بيان، الخميس الماضي، أن أراضيها لن تُستخدم "لتنفيذ هجمات أو ردود". كما نفت ما تم تداوله من أخبار تتحدث عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقا لتنفيذ هجمات إيرانية ضد إسرائيل، واعتبرت أنها "ذرائع كاذبة ومسوغات يراد لها أن تكون مبررا للاعتداء على العراق وسيادته وحرمة أراضيه". أتت تلك المواقف بعدما أفاد مصدر استخباراتي إسرائيلي بوقت سابق، أن إيران قد ترد على تل أبيب انطلاقا من الأراضي العراقية، وفق ما نقل موقع "أكسيوس". كما جاءت بعدما أشار مسؤولان أميركيان إلى أن واشنطن حذرت العراق من أنه قد يتعرض لـ"هجوم إسرائيلي" إذا لم يمنع إيران من الرد على إسرائيل عبر أراضيه. يذكر أنه في خضم التوتر الذي تشهده المنطقة حيث تهدد إيران بالرد على الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفتها أواخر أكتوبر الماضي، تسعى حكومة بغداد التي وصلت إلى السلطة بدعم أحزاب موالية لإيران إلى تحقيق توازن دقيق بهدف إبعاد البلد عن التوترات التي يشهدها الشرق الأوسط منذ أكثر من عام في ظل حرب إسرائيل مع حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة ومع حزب الله في لبنان.