تماشيا مع التوجيهات الكريمة من رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدلله آل خليفة، التي تهدف إلى توحيد الجهود لمكافحة مرض السكري، وبدعم ومشاركة الخدمات الطبية الملكية بقيادة قائد الخدمات الطبية الملكية العميد طبيب الشيخ فهد بن خليفة بن سلمان آل خليفة، نشارك دول العالم الاحتفاء باليوم العالمي للسكري، وبالتعاون مع جميع المؤسسات والمراكز الصحية والجمعيات في الحملة التوعوية تحت شعار “لسكري وجودة الحياة”، التي نسعى عبرها إلى تثقيف وزيادة وعي المجتمع بسبل الوقاية من السكري والحد من مضاعفاته؛ نظرا لما يشكله مرض السكري من تحد صحي يواجه الأفراد والحكومات ومن آثار وأعباء مباشرة على الصحة العامة للمجتمع. وفي كلمة نائب رئيس جمعية السكري البحرينية د. مريم الهاجري بشأن هذه المناسبة، قالت: احتفالنا بهذا اليوم يعني تجديد التزامنا برفع مستوى الوعي بشأن مخاطر مرض السكري وبأهمية الفحص المبكر والوقاية من مضاعفاته، إذ إن مرض السكري ليس مجرد تحد فردي، بل هو مسؤولية جماعية تتطلب منا جميعا التكاتف والتعاون من أجل مجتمع بحريني سليم، ومن هنا أدعو الجميع للتوعية بأهمية الوقاية من هذا المرض عبر تبني نمط حياة صحي وممارسة النشاط البدني والعادات الغذائية الصحية، إضافة إلى عمل الفحوصات الدورية، ونؤكد أن الوقاية والعلاج المبكر يمكن أن يغيرا مجرى حياة الكثيرين، ويساهما في تقليل عدد المصابين والمضاعفات المرتبطة به. إن احتفالنا بهذا اليوم ليس فقط لتسليط الضوء على التحديات، بل أيضا على المنجزات التي حققتها الجهود الوطنية عن طريق الأهداف الاستراتيجية للخطة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة وداء السكري، التي تسعى جاهدة للحد من انتشار مرض السكري والتقليل من الآثار الصحية والاقتصادية الناجمة عنه، بتنفيذ المبادرات الوقائية والعلاجية وتوفير الخدمات الصحية التي تطبق أحدث ما توصل إليه الطب الحديث في العناية بمرضى السكري. كما أن الجمعية منذ نشأتها بالعام 1989 وإلى الآن، مستمرة في تقديم كل الدعم والمساندة، والتركيز على تقديم البرامج التثقيفية لرفع مستوى الوعي الصحي لمرضى السكري عموما وللأطفال وأولياء أمورهم خصوصا، ولإنجاح هذه البرامج سعت الجمعية بهذه السنوات بالعمل على ترسيخ مفهوم الشراكة المجتمعية مع المؤسسات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص بالتعاون والتنسيق المشترك لتنفيذ مبادراتها المتميزة. أيضا تشير الإحصاءات العالمية إلى أن عدد المصابين بالسكري يزداد بشكل كبير سنويا، وتعد منطقة الخليج العربي من بين الأعلى عالميا، وفي البحرين تصل نسبة الإصابة بالسكري إلى 15 % من السكان البالغين (الفئة العمرية 18 سنة وما فوق)، حسب إحصاءات المسح الوطني للعام 2018، كما تشير الدراسات إلى أنه مقابل كل حالة مشخصة هناك حالة غير مكتشفة، وبالتالي فإن هنالك أعدادا كبيرة من المصابين لا يعلمون بإصابتهم بالمرض. لذلك، يعد مرض السكري من أكبر التحديات الصحية في المنطقة، التي تحتاج إلى اتخاذ إجراءات وقائية وعلاجية عاجلة ناتجة بسبب العادات الخاطئة، ونمط الحياة المعتمد على قلة الحركة وزيادة استهلاك الأغذية غير الصحية. ختاما، تواصل مملكة البحرين مسيرتها نحو تحسين جودة الخدمات الصحية وتقديم رعاية متطورة للمرضى، بدعم وتوجيه القيادة الحكيمة، التي تسعى دائما للارتقاء بصحة وسلامة المواطنين والمقيمين، مع تكاتف جميع القطاعات الحكومية والخاصة التي نرجو أن تتحقق عبرها أعلى مستويات الرعاية الصحية، متمنين للجميع الصحة والعافية.