توماس: المشروع كان قيد التنفيذ منذ العام 2015 وواجه تحديات عدة أثناء “كورونا” سيزداد التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي البحث عن مصادر جديدة للطاقة الكهربائية في البحرين من بينها النووية 85 % من منتجات المصفاة يتم تصديرها للخارج الديزل البحريني يصل إلى البرازيل.. واتفاقيات لتوسيع الأسواق أمام البحرين جواهري: البحرين بدأت أول مصفاة في الخليج العربي العام 1936 حجم إنتاج المصفاة العام المقبل سيبلغ 400 ألف برميل يوميا مردود مالي للمصفاة على الاقتصاد الوطني وميزانية الدولة رفع استيراد البحرين من نفط السعودية إلى 320 ألف برميل بعد مشروع المصفاة مقابل كل وظيفة تخلقها “بابكو” يتم خلق 10 وظائف في السوق البحرينية   قال الرئيس التنفيذي لـ “بابكو إنرجيز” مارك توماس، إن مشروع تحديث مصفاة بابكو كان قيد التنفيذ منذ العام 2015، حيث تم بدء مراحل التصميم الأولية، ومن ثم الهندسة، وأخيرا البناء، مشيرا إلى أن المشروع واجه تحديات عدة، من بينها البناء أثناء جائحة كورونا، إلا أن المشروع الآن على أرض الواقع. من جانبه، قال قال الرئيس التنفيذي لشركة بابكو للتكرير د. عبدالرحمن جواهري “اليوم تاريخ مهم جدا في قطاع الطاقة في مملكة البحرين، والذي يتزامن مع الاحتفال باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم، وهذه أفضل هدية قدمها جلالته لمملكة البحرين وشعبها”. وأكد أن هذا المشروع هو مثال للعمل الجماعي، الذي يجمع جميع القيادات في مملكة البحرين من الحكومة والقيادات في مملكة البحرين وصولا إلى المهندسين. وقال إن البحرين بدأت بأول مصفاة في الخليج العربي، وكان ذلك العام 1936، وكانت بحجم 10 آلاف برميل في اليوم، مضيفا أنه إلى ما قبل افتتاح مشروع تحديث المصفاة، بلغت الطاقة الاستيعابية لهذه المصفاة 267 ألف برميل يوميا. وتابع “مع هذا التحديث، سنصل إلى 400 ألف برميل في اليوم، ولذا تعد هذه المصفاة من أكبر المصافي حجما بهذه التكنولوجيا في العالم، والزيادة في الطاقة الإنتاجية تبلغ 42 %”. واستطرد “والأهم من ذلك هو القيمة الإضافية من منتجات النفط الخام، والمردود المالي على الاقتصاد الوطني، وعلى صناعة النفط في مملكة البحرين”. وشدد جواهري على أن صناعة النفط تعتمد على الظروف العالمية، مبينا أن البحرين متفائلة بأنها ستجني ثمار هذا المشروع بالسنوات المقبلة، فهو أحد المشروعات الاستراتيجية في مملكة البحرين. وقال جواهري إن كل وظيفة تخلقها “بابكو”، يتم خلق 10 وظائف بعدها في مملكة البحرين، في مختلف القطاعات المساندة لهذه الصناعة. وشدد على أن التعاون كبير بين شركة نفط البحرين “بابكو” وبين شركة أرامكو السعودية، حيث إن التعاون قائم منذ سنوات عدة، في زيادة الطاقة الإنتاجية، وطاقة التكرير في هذه المصفاة، إذ تستورد “بابكو” الخام “العربي الخفيف” من المملكة العربية السعودية من عن طريق “أرامكو”. وأشار إلى أن بابكو تستورد نحو 220 ألف برميل في اليوم من المملكة العربية السعودية، ومع زيادة الطاقة الاستيعابية للمصفاة، سيزداد حجم الاستيراد إلى أكثر من 320 ألف برميل في اليوم، مبينا أن الاستيراد من المملكة العربية السعودية مستمر منذ 70 عاما دون انقطاع، وهو مثال كبير للتعاون. وقال إن المسؤولية الكبيرة في هذا القطاع، وتوجيهات رئيس مجلس إدارة “بابكو إنرجيز” سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، تضع المسؤولية الكبيرة على عاتقها لإدارة هذا القطاع وتوجيهاته لمزيد من التنوع في الطاقة. وفي هذا السياق، أضاف الرئيس التنفيذي لشركة بابكو إنرجيز مارك توماس، أن هناك علاقة طويلة الأمد بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين من حيث إمدادات النفط الخام للمصافي. وأوضح توماس أن “أرامكو تعد مصدرا آمنا وموثوقا للنفط الخام لمصفاتنا، كما أن لدينا علاقة جيدة جدا مع الشركة في حقل أبوسعفة المشترك بين البحرين والسعودية، بنسبة 50 % لكل من الجانبين في إنتاج النفط الخام من تلك المنشأة”. وقال إنه في المستقبل، سيكون هناك مزيد من التعاون بين البحرين ودول مجلس التعاون، حيث تعتمد البحرين الآن بنسبة 100 % على الغاز الطبيعي المنتج في المملكة لتوليد الكهرباء، إلا أن هذا سيتغير مع مرور الوقت. وأوضح “لا يمكن الاعتماد على مصدر واحد للطاقة الكهربائية، ونحن نبحث عن فرص أخرى، بحيث يمكننا تنويع مصادر الطاقة الكهربائية، سواء عبر الطاقة الشمسية، أو طاقة الرياح، وربما حتى نصل إلى الطاقة النووية مع حلول العام 2030”. وتابع “يمكن استيراد مزيد من الغاز عبر الأنابيب مع دول مجلس التعاون الخليجي، وربما استيراد الطاقة الكهربائية عبر شبكة الربط الكهربائي الخليجي، ولذا فإن جميع الفرص متاحة”. وفي رده على سؤال لـ “البلاد” بشأن تكاليف المشروع، قال جواهري “إن تكلفة المشروع بلغت 7 مليارات دولار، ولذا تم اعتباره أضخم مشروع استثماري في تاريخ مملكة البحرين”. وأشار في رده أيضا على سؤال لـ “البلاد” بشأن المنتجات التي سيتم توليدها قال جواهري “بكل تأكيد، إحدى أهداف المصفاة هو تحسين أداء تكرير النفط الخام، حيث هناك ما يسمى بـ (قاع المصفاة)، وهو ما تحسنه المصفاة”. وأوضح “كل مصفاة تخرج 6 أنواع من المنتجات، من بينها الكيروسين والديزل ووقود الطائرات، وعبر هذه التقنية الحديثة المستخدمة في المصفاة التي تم تدشينها، يتبقى في قاع المصفاة أقل من 5 % من كل برميل نفط يتم تكريره، لذا تعد هذه أفضل التقنيات الموجودة حاليا لتكرير النفط”. وتابع جواهري “ما نسعى إليه هو مزيد من المنتجات ذات القيمة المضافة، أما فيما يتعلق بالدخل المتوقع، فهو يتوقف على الأسواق العالمية، وبيع هذه المنتجات في هذه الأسواق، ولكن بلا شك سيتم الاستفادة من هذه المصفاة في دعم اقتصاد البحرين”. وفي رده أيضا على سؤال “البلاد” بشأن عدد الوظائف التي تخلقها المصفاة، قال جواهري إنه تم توظيف أكثر من 500 مهندس ومهندسة بحرينيين في هذه الفترة، وهناك خطة خمسية لرفع نسبة البحرنة إلى أكثر من 90 % داخل الشركة، مشددا على أن كل وظيفة تخلقها بابكو، يتم خلق 10 وظائف في السوق البحرينية بسببها في مختلف شركات القطاع الخاص”. وأكد أن المصفاة ستكون العمود الفقري لدعم الاقتصاد الوطني في المملكة في السنوات المقبلة، وتساند برنامج عمل الحكومة في تنويع مصادر الدخل، خصوصا في قطاع الطاقة. من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة بابكو إنرجيز مارك توماس، في رده على سؤال عن أمن الطاقة في البحرين، أن أكثر من 85 % من المنتجات التي تنتجها المصفاة يتم تصديره إلى الخارج. وشدد على أن أي دخل للمصفاة، سيكون دخلا لمملكة البحرين، ويعود على الميزانية العامة للدولة. وتابع “لا ينبغي الخلط بين منتجات المصفاة، وأمن الطاقة، فأمن الطاقة متعلق بتوليد الكهرباء، والذي ذكرته سابقا”. وأشار توماس إلى أنه سيتم البدء ببرنامج ضخم للغاية في يناير 2025؛ للبحث عن موارد غاز جديدة في الخارج لدعم أمن واستقرار الكهرباء في البحرين. وفيما يتعلق بالاتفاقيات الموقعة مع شركات عالمية عدة، قال توماس “نحن نبحث عن مصادر للطاقة الشمسية مع المملكة العربية السعودية، كما أن لدينا مشروعا مشتركا بين بابكو وبين شركة توتال الفرنسية، يسمح لنا بالوصول إلى أسواق جديدة لم نكن نصل لها سابقا”. وأوضح “الآن يمكننا تصدير الديزل من مصفاة البحرين إلى البرازيل، وإلى جنوب إفريقيا، وغيرها من المناطق الجديدة، وتم ذلك بالشراكة مع شركة توتال، والآن هناك منتجات تحمل علامة بابكو في الأسواق العالمية، والجميع يعرف أنها قادمة من مورد محترم وموثوق، وهي شركة بابكو”. وتابع توماس “عبر هذه الاتفاقية، يمكننا استخدام سلاسل التوريد لشركة توتال، والتخزين والسفن لنبيع منتجاتنا في أسواق جديدة، ونستفيد من خبراتهم في هذا المجال، وهو ما يعني دخلا إضافيا وقيمة مضافة للبحرين”. وأضاف توماس “بابكو تمثل قصة البحرين، فالبحرين كانت دائما وأبدا دولة تجارية، ومحطة مهمة لتجارة السلع والخدمات، والجميع يعرف البحرين ويحترمها؛ كونهم سيحصلون على منتجات موثوقة وعالية الجودة، وها نحن اليوم نبيع منتجات من مصفاة التكرير إلى جميع أنحاء العالم، بناء على سمعة مملكة البحرين، فالتاريخ يعيد نفسه”.  الكلمات لا تعبر عن مدى الفرحة من جانب آخر، قال الرئيس التنفيذي لشركة بابكو للتكرير د. عبدالرحمن جواهري، إن جميع الكلمات لا تعبر عن مدى الفرحة في هذا اليوم التاريخي بتدشين المصفاة، برعاية كريمة سامية من عاهل البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وهو أكبر مشروع في تاريخ البحرين، ويعد مشروع النهضة المستقبلية. وأشارفي تصريح للصحافيين، على هامش افتتاح مشروع تحديث المصفاة، إلى أن البحرين كانت سباقة في اكتشاف النفط في الخليج العربي، وهي اليوم أيضا سباقة بتشغيل أحدث مصفاة. وأوضح جواهري أنه بالسنوات الثلاث الماضية، وبقيادة رئيس مجلس إدارة “بابكو إنرجيز” سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، تم العمل ليلا ونهارا وبإشراف مباشر من سموه على هذا المشروع، وتم تحقيق حلم القيادة على أرض الواقع وبكفاءات بحرينية. وتابع “في أول زيارة لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، أثناء فترة إنشاء هذه المصفاة، وجه بأن تكون الكفاءات بحرينية كافة سواء من مهندسين أو مشغلين أو غيرها؛ لمواكبة إنشاء وتدشين هذه المصفاة وتشغيلها، وأي مشروعات أخرى مستقبلية ستنتج عنها”. وشدد على أن المصفاة اليوم تدار بطاقم 70 % منه من المواطنين، الذين يعملون ليلا نهارا في هذا المشروع. وقال إنه سيتم التدرج في زيادة حجم التكرير في مملكة البحرين، فمع افتتاح المصفاة، وصلت الطاقة الإنتاجية إلى 300 ألف برميل في اليوم، وستصل بالسنة المقبلة، على مراحل، إلى 400 ألف برميل يوميا، وبكفاءة عالية وبمعايير بيئية متميزة، وبأفضل التقنيات الموجودة في صناعة المصافي والتكرير. وتابع “هذا الإنجاز سيتم توسيعه مستقبلا لمشروعات جديدة للسوق المحلية أو للتصدير”.