منذ أن اتفق حزب الله اللبناني على وقف إطلاق النار مع إسرائيل توقفت فصائل عراقية تدرجها إيران في "محور المقاومة"، عن شن هجماتها الصاروخية والمسيراتية ضد إسرائيل قبل أن تتوقف الأخيرة عن هجماتها على غزة أو التوصل إلى و وقف إطلاق نار مع حماس.
ولفت ما نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله بهذا الخصوص، اهتمام القسم الفارسي لإذاعة أوروبا الحرة ونقلت عبرها تأكيد زعيم حركة النجباء العراقية في تصريح للصحيفة أن الفصائل المؤيدة لطهران في العراق توصلت إلى اتفاق مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يقضي بوقف المليشيات العراقية "جميع العمليات العسكرية ضد إسرائيل وألا تتدخل في الشؤون السورية."
تجدر الإشارة إلى أن حركة النجباء، بقيادة أكرم الكعبي، مدرجة على قائمة الإرهاب لدى الحكومة الأميركية.
وبحسب التقرير، أشار المتحدث باسم إحدى المليشيات العراقية تدعى "كتائب سيد الشهداء"، كاظم الفرطوسي، إلى أن مجموعته أوقفت هي الأخرى الهجمات على إسرائيل تزامنا مع وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مضيفا أن "شركاء آخرين" في العراق كانوا أيضا يعارضون استمرار هذه الهجمات، مشيرا إلى "أسباب داخلية ودولية" وراء هذا القرار.
وكانت الفصائل المعروفة باسم "المقاومة العراقية"، التي تعتبرها إيران ضمن "محور المقاومة"، قد أطلقت عددا من الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل خلال الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان، وهذه الفصائل توقفت عن مهاجمة إسرائيل بعد وقف إطلاق النار في لبنان رغم استمرار الحرب في غزة ويبدو بأنها تركت "حماس" لوحدها.
يذكر أن إسرائيل تمكنت من إسقاط معظم المقذوفات الصاروخية والمسيراتية التي لم تكبدها أي خسائر بشرية أو إصابات ملحوظة، إلا بعض الأضرار الطفيفة.
الانتظار لمعرفة مواقف ترامب "خاصة من إيران"
ووفقا للصحيفة اللبنانية، فإن المفاوضات بين الفصائل الموالية لطهران في العراق ورئيس الوزراء العراقي، التي أفضت إلى تعهد هذه الفصائل بوقف الهجمات على إسرائيل، فقد تناولت موضوعات عدة، من بينها احتمال عودة دونالد ترامب إلى السلطة في البيت الأبيض، وضرورة تقليل الضغط الدولي على حكومة بغداد، إضافة إلى القضايا المتعلقة بالتطورات الأخيرة في سوريا.
وحسب زعيم "حركة النجباء" أكرم الكعبي فإن طهران سمحت لهذه الفصائل اتخاذ قرارات مستقلة بشأن الوضع في سوريا، حيث قال: "الفصائل قررت عدم التدخل في الشأن السوري ومتابعة الأوضاع عن بعد، فضلاً عن الانتظار لمعرفة توجهات الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، وسياسته تجاه الشرق الأوسط وتحديداً إيران".
وفي الشهر الماضي، وقبل انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، كانت ذكرت وكالة "رويترز"، بأن "جهود رئيس الوزراء العراقي لوقف هجمات الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران ضد إسرائيل قد باءت بالفشل".
ووفقا لـ "رويترز" فإن "محمد شياع السوداني أعرب عن قلقه من تبعات هجمات هذه المليشيات من الأراضي العراقية على إسرائيل، وتأثير ذلك على العلاقات بين بغداد وواشنطن، كما طلب السوداني من الولايات المتحدة ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على هذه الفصائل في العراق، لمنح فرصة للتوصل إلى حل."
حل الحشد الشعبي في العراق
وبعد أن كشفت تقارير وتصريحات صحفية عراقية وأجنبية عن ضغوط أميركية على بغداد لحل الحشد الشعبي، نقلت "الأخبار" المحسوبة على "حزب الله اللبناني" عن "مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى" بأن بغداد تلقت في الفترة الأخيرة العديد من الطلبات من الدول الغربية والمجتمع الدولي لحل الحشد الشعبي، لكن رئيس الوزراء العراقي "رفض الشروط والإملاءات التي حاولت هذه الدول فرضها على حكومته."
وبدوره علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، على سؤال حول "ضغوط أميركية تمارس على بغداد لحل الحشد الشعبي" اعتبر الأمر "شأنا داخليا عراقيا"، فقال: "أن حل الحشد الشعبي يجب أن يقرره الجانب العراقي، فهذه شؤون داخلية، وطريقة تأمين مصالح الشعب العراقي أمر يخص المسؤولين العراقيين لحفظ مصالح وسيادة العراق".