خلال السبعينيات والثمانينيات كان العمل في البحرين أسهل نسبيًّا من حيث الإجراءات
توسع مصنعنا ليشمل عدة مواقع بما في ذلك فرع الهملة وفرعان في المنطقة الصناعية بالحد
شغفي بالنجارة ألهمني إنشاء مصنع لتوفير ديكور الزجاج
لدينا فريق بحريني يضم حوالي 50 موظفًا
خالي السيد عبد الله خميس كان مصدر إلهامي
السوق يشهد نموًّا كبيرًا بسبب المشاريع السكنية والتجارية
التكنولوجيا الحديثة ساهمت في زيادة الإنتاجية وتقليل زمن العمليات بنسبة تصل إلى 50 %
كان هناك مصنعان للزجاج فقط في البحرين بالسبعينيات والثمانينيات وأصبح مصنعنا الثالث
في إطار حرص صحيفة البلاد على تسليط الضوء على النماذج الوطنية الناجحة في قطاع الأعمال، أجرت لقاءً حصريًّا مع سيد عبد الله محسن العلوي، رئيس مجلس إدارة مصنع المدينة للزجاج، والذي يعتبر من روّاد صناعة ومعالجة الزجاج في البحرين، وأسهم بشكل كبير في تطوير هذا القطاع الحيوي، عبر سنوات طويلة من الخبرة والابتكار، في هذا الحوار، نسلط الضوء على مسيرته الملهمة وأبرز محطات النجاح والتحديات التي واجهها.
إلى نص الحوار:
كيف كانت طفولتك وأثرها على نجاحك؟
طفولتي كانت مليئة بالتحديات مثل أي فرد من الشعب البحريني في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، فأنا لم أكمل دراستي وكنت أعمل عوضًا عن ذلك، وتعلمت الكثير من العمل الحر والمقاولات وهو ما ساعدني بعد ذلك حتى فتحت مصنعي في بداية التسعينيات.
نود الحديث عن بداياتك في هذا المجال كيف كانت؟
بدأت رحلتي في أواخر السبعينيات، أو بالتحديد عام 1978، عندما كنت أعمل مع خالي السيد عبد الله خميس في مصنعه مصنع عبدالله خميس للزجاج، استمرت تجربتي في هذا المجال حتى عام 1994، عندما قررت تأسيس مشروعي الخاص.
ما الذي ألهمك لتأسيس مصنعك الخاص؟
فكرة إنشاء مصنع خاص بي جاءت من شغفي بمجال النجارة الذي كنت أعمل فيه سابقًا، حيث يتطلب هذا المجال عناصر ديكور مثل الزجاج، ومن هنا جاءت البداية الحقيقية في تكامل النجارة مع معالجة الزجاج.
كيف واجهت تحديات بداية العمل؟
خلال السبعينيات والثمانينيات، كان العمل في البحرين أسهل نسبيًّا من حيث الإجراءات، مع وجود دعم واضح من الدولة للمصانع الناشئة، كان هناك مصنعان للزجاج فقط في البحرين في ذلك الوقت، وكنت من بين المؤسسين الأوائل، حيث أصبح مصنعنا هو الثالث في المملكة.
في الوقت الراهن، الإجراءات والدعم ساهما في توسع الشركة، والدعم القائم من الهيئات الحكومية وبالأخص “تمكين” كان له دورٌ مهمٌّ في تطور الشركة وتوسعها الحالي والمخطط له.
كيف تطوّر المصنع منذ تأسيسه؟
في عام 2003، قمت بتأسيس المصنع، وكانت البداية مليئة بالتحديات، لكن خبرتي وعلاقاتي مع الشركات الخارجية ساعدتني في التغلب على العقبات، بالإضافة إلى ذلك، كنت من أوائل المصانع التي أدخلت أفران لف الزجاج وتقنيات متقدمة مثل معالجة الكسر.
كيف ساهم المصنع في تلبية احتياجات السوق المحلي؟
من خلال العلاقات القوية مع مصانع الألمنيوم المحلية، كانت هذه المصانع بحاجة لمعالجة الزجاج، مما ساعدنا في تلبية احتياجاتهم بالكامل، وعلى الرغم من وجود مصانع زجاج محدودة في البحرين خلال السبعينيات، إلا أننا ساهمنا في سد احتياجات السوق المحلي والتوسع نحو الأسواق الدولية، وخاصة السعودية، واستهدفنا قطاعات رئيسة مثل الأبراج السكنية والمشاريع الإسكانية والفنادق، كما أن جودة منتجاتنا وخدماتنا المميزة، مثل الالتزام بالمواعيد وضمان المنتجات، ساعدتنا على بناء سمعة قوية.
ما هي عوامل نجاح توسّعكم؟
توسع مصنعنا ليشمل عدة مواقع، بما في ذلك فرع في الهملة وفرعان في المنطقة الصناعية بالحد، ويعود هذا التوسع إلى الرؤية المستقبلية والاهتمام بتحديث الآلات والاستثمار في العمالة الوطنية، ولدينا فريق بحريني يضم حوالي 50 موظفًا، ما يمثل نسبة مرتفعة بالمقارنة مع المعايير المحلية.
كيف أثرت التكنولوجيا الحديثة في تحسين الإنتاج؟
أدخلنا التكنولوجيا الحديثة في عمليات التصنيع، حيث أصبحت جميع الآلات أوتوماتيكية، مما ساهم في زيادة الإنتاجية وتقليل زمن العمليات بنسبة تصل إلى 50 %، وهناك تفكير إلى تطوير المصنع ليتماشى مع توجهات الطاقة المستدامة مثل الطاقة الشمسية، مما يعكس اهتمامنا بالبيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
كيف ترى واقع سوق الزجاج اليوم وما هي خططكم المستقبلية للتوسع الخارجي؟
السوق يشهد نموًّا كبيرًا بسبب المشاريع السكنية والتجارية، والزجاج أصبح عنصرًا أساسيًّا في البناء فهو يشكّل 30 % من البناء، سواء للمنازل أو المشاريع الكبيرة، لذا لا أتوقع توقف الطلب، خاصة مع استمرار البنية التحتية في التطور.
كما نتطلع إلى التوسع نحو السوق السعودي بحلول عام 2025، مع التركيز على تقنيات العزل الحراري التي أصبحت مطلبًا أساسيًّا في البناء الحديث، والاستمرار في دعم مشاريع البناء والتطوير العقاري في البحرين، مع خطط مستقبلية لإضافة منتجات وخدمات جديدة.
من كان مصدر إلهامك الأكبر؟
خالي، السيد عبد الله خميس، كان مصدر إلهامي، فقد كان بمثابة الأب والمعلم والمرشد الذي لم يدّخر جهدًا لدعمي ورعايتي، وكان يقف بجانبي في كل لحظة، ويوفر لي النصيحة التي أحتاجها في أصعب الأوقات، بل ويشجعني على الاستمرار حين كنت أشعر بالتردد أو الإحباط، بفضل حكمته وتجاربه العميقة، تعلمت منه القيم الأساسية للحياة، مثل المثابرة والصبر والإخلاص في العمل.