أسهم الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة والمتوسطة تحقق أداء جيدا في 2025 بفضل انخفاض أسعار الفائدة
مخاوف تقلبات السوق قد تزيد بعد عودة ترامب لعدم اليقين بشأن كيفية تأثير نهجه السياسي على الاقتصاد
تشير إحصاءات “وول ستريت” إلى أن الأسهم ستسجل عاما آخر من المكاسب في العام 2025
الفجوة ستضيق بين الشركات الرائدة وبقية السوق مع بدء مزيد من الشركات في جني فوائد الذكاء الاصطناعي
من المتوقع أن تكون أرباح الشركات هي المحرك الرئيس لعائدات الأسهم في العام 2025، فقد كان نمو الأرباح محدودًا على مدى العامين الماضيين، وقد ساعد الإنفاق المتزايد على الذكاء الاصطناعي ومجموعة من تخفيضات التكاليف في ارتفاع أرباح شركات التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الضخمة. وفي الوقت نفسه، شهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 انكماشًا في الأرباح في العام 2024، على الرغم من أن محللي “جي بي مورجان” يتوقعون أن تسجل المجموعة نموًا في الأرباح بنسبة مزدوجة الرقم في العام 2025. وما يزال من المتوقع أن يتفوق النمو الإجمالي لأرباح الشركات الرائدة على بقية الشركات المدرجة في المؤشر، وإن كان بهامش ضئيل للغاية في سبع سنوات، وفقًا لتوقعات “جولدمان ساكس”.
وهذا أحد الأسباب التي تجعل محللي الأسهم في “بنك أوف أميركا” يتوقعون أن يتفوق مؤشر S&P 500 ذو الأوزان المتساوية على نظيره المرجح من حيث القيمة السوقية.
مرحلة جديدة
لقد أصبحت أرباح الذكاء الاصطناعي هي الأكثر تداولًا في “وول ستريت” منذ أكثر من عامين، ويرى المحللون أن هذا سيستمر على أساس أن بناء الذكاء الاصطناعي وتبنيه يخلق فرصًا عبر القطاعات، إذ تشير أرقام “جولدمان ساكس” إلى أن استثمارات الذكاء الاصطناعي تمر بمرحلتين:
المرحلة الأولى: حين ركزت فقط على شركة إنفيديا (NVDA)، التي جعلتها رقائقها المتقدمة المحرك الرئيس لطفرات الذكاء الاصطناعي.
المرحلة الثانية: كانت أكثر توسعًا بعض الشيء، وشملت شركات كانت ضرورية لبناء البنية الأساسية للذكاء الاصطناعي.
ويتوقع محللو “جولدمان”، أن يشهد العام 2025 “المرحلة الثالثة”، إذ سيوجه المستثمرون انتباههم إلى الشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي. ويتوقعون أن تكون شركات البرمجيات والخدمات هي المستفيد الرئيس من المرحلة التالية من تطور الذكاء الاصطناعي، وتم تصنيف الشركات من عمالقة التكنولوجيا مثل “Apple” و “Salesforce” والشركات الصغيرة مثل “Yext” و “Box”، وذلك بناءً على اختياراتهم للأسهم الاستراتيجية.
أداء أفضل
بدأت نهضة في الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة والمتوسطة، على الرغم من أنهم يشيرون إلى أنه من السهل إخراج هذه النهضة عن مسارها أو تأخيرها، إذ اعتمدت الشركات الصغيرة بشكل أكبر على الديون ذات أسعار الفائدة العائمة، ما يعني أنها تستفيد أكثر عندما تنخفض أسعار الفائدة، ومن المتوقع أن يستمر بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض الأسعار.
كما أن احتمالية عملها على المستوى الدولي أقل من الشركات الكبيرة، وهو ما قد يعزلها عن التوترات الجيوسياسية والضغوط المحتملة على سلاسل التوريد العالمية.
كما يمكن للشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم الاستفادة من بيئة تنظيمية أكثر سهولة في عهد الرئاسة الجديدة، التي من المتوقع أن تتحدى إدارتها عمليات الدمج والاستحواذ للشركات بشكل أقل عدوانية من الإدارة السابقة، على الرغم من أن سياسات ترامب قد تؤدي إلى عرقلة أو تأخير ارتفاع أسهم الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم، خصوصا في مجال التعريفات الجمركية والهجرة، ما قد يؤدي إلى تأجيج التضخم وإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة، وهي مشكلة تواجه الميزانيات العمومية للشركات الصغيرة والمتوسطة.
اقتصاديا
من المقرر أن يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، وقد وعد بالخروج من الوضع الراهن بإجراء تغييرات جذرية في سياسة التجارة والضرائب والتنظيم والهجرة والإنفاق الحكومي. وقد واجهت السوق العالمية صعوبة في التنبؤ بكيفية تأثير هذه التغييرات على الاقتصاد، لكن من المؤكد أن العام سيشهد الكثير من التقلبات والمنعطفات، فقد دفع التفاؤل بشأن الاقتصاد وحكومة ترامب المتساهلة الأسهم إلى مستويات قياسية مرتفعة. كما تتداول هذه الأسهم بتقييمات مرتفعة تاريخيًا، وهو ما تشير إليه أرقام “جولدمان ساكس” بأنها تزيد عادة من حجم الانخفاض في السوق أثناء الصدمات، وهو ما يسمى بالسوق الهبوطية.
وأثناء السوق الهبوطية، يمكن للمتداولين والمستثمرين البحث عن فرص للتقليل من الخسائر وربما تحقيق أرباح من حركات الأسعار الهابطة، مثل استراتيجيات التداول التي يمكن للمتداولين استخدامها، مثل البيع على المكشوف والاستثمار الدفاعي والتحوط ضد المخاطر، ما يوفر مصدرًا للاستقرار وتقليل الخسائر وتحقيق أرباح في فترات السوق الهابطة.