أكدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، ضمن خطابها في الاجتماع السنوي الـ 55 للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أهمية تعزيز قدرة أوروبا التنافسية وتحقيق تحول شامل في مجالات التكنولوجيا والطاقة. واستعرضت فون دير لاين رؤيتها لخمس سنوات مقبلة مليئة بالتحديات والفرص، مؤكدة أن أوروبا قادرة على أن تكون لاعبًا رئيسا في الاقتصاد العالمي. وأشارت فون دير لاين إلى أن العالم يشهد تنافسًا جيوستراتيجيًا غير مسبوق، خصوصا في مجالات التقنيات الجديدة والطاقة المتجددة. وقالت: “إن أوروبا، ثاني أكبر اقتصاد عالمي، تمتلك فرصًا كبيرة لتعزيز مكانتها، لكنها تحتاج إلى معالجة نقاط الضعف مثل نقص المهارات والتبعية الطاقوية”. ودعت إلى تطوير خارطة طريق أوروبية تركز على زيادة الإنتاجية، وإزالة الكربون، وتعزيز الابتكار التكنولوجي. وأضافت: “لقد اعتمدنا لعقود على الطاقة الرخيصة من روسيا، لكن هذه الحقبة انتهت. الآن، علينا بناء مستقبل يعتمد على مصادر طاقة نظيفة ومستدامة”. خريطة طريق تنافسية أعلنت فون دير لاين أن المفوضية الأوروبية ستقدم قريبًا خطة “بوصلة القدرة التنافسية”، التي ستركز على 3 ركائز: 1. تعزيز سوق رأس المال الأوروبية: لمعالجة تجزئة الأسواق وتسهيل استثمارات الابتكار. 2. تبسيط التشريعات الأوروبية: لدعم الشركات الناشئة والتوسع في الأسواق الأوروبية دون عوائق. (اقرأ الموضوع كاملا بالموقع الإلكتروني) 3. التحول في قطاع الطاقة: بالاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة وتحديث البنية التحتية للطاقة. دعم أوكرانيا وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أكدت فون دير لاين التزام الاتحاد الأوروبي بدعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي. وقالت: “قدمنا دعمًا بقيمة 130 مليار يورو حتى الآن، وسنواصل الوقوف بجانب أوكرانيا لتحقيق سلام دائم ومستقر”. واعتبرت أن دعم أوكرانيا يعكس التزام أوروبا بأمنها واستقرارها. وأضافت: “أوكرانيا لا تريد صراعًا متجمدًا؛ إنها تسعى لسلام عادل ودائم. جهودها للإصلاح والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي تستحق الإشادة والدعم الكامل”. التحديات البيئية وتطرقت فون دير لاين إلى أهمية مواجهة تحديات تغير المناخ، مشيرة إلى أن أوروبا أصبحت تنتج الآن كهرباء من مصادر متجددة أكثر من الوقود الأحفوري. وأضافت أن الاستمرار في إزالة الكربون وتعزيز الابتكار في الطاقة النظيفة سيساعد القارة على تحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية. كما دعت إلى تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وإدارتها بمسؤولية لتحقيق تقدم اجتماعي واقتصادي متوازن. وقالت: “السباق ليس ضد بعضنا البعض، بل مع الزمن. يجب أن نعمل معًا لإدارة المخاطر واغتنام الفرص”. وأكدت فون دير لاين أن أوروبا ستواصل توسيع شراكاتها الدولية لتعزيز سلاسل التوريد والتنمية الاقتصادية. وأشارت إلى اتفاقيات حديثة مع دول أميركا اللاتينية والهند، داعية إلى تعزيز التعاون مع الصين ضمن قواعد عادلة ومنصفة. وقالت “ما يميز أوروبا هو أننا نلعب وفق القواعد، ونعمل لتحقيق منافع متبادلة، وليس فقط لتحقيق مصالحنا”. رسالة أمل وتفاؤل اختتمت فون دير لاين خطابها بدعوة للحفاظ على وحدة أوروبا وتعزيز التعاون العالمي. وأضافت: “أوروبا موحدة هي أوروبا أقوى. ما حققناه في السنوات الماضية يثبت أننا قادرون على مواجهة أعنف الأزمات. المستقبل مليء بالتحديات، لكننا مستعدون للتغيير”. واعتبرت أن السنوات المقبلة ستكون حاسمة ليس فقط لأوروبا، بل للعالم بأسره، في مواجهة الأزمات البيئية والاقتصادية، مؤكدة ضرورة العمل الجماعي لتحقيق تقدم مستدام.