قدم الدكتور خليفة الغتم ندوة بعنوان "أضواء على بداية تاريخ العلاقات البحرينية الروسية" في جمعية تاريخ وآثار البحرين، استعرض فيها تاريخًا ممتدًا للعلاقات بين روسيا ومنطقة الخليج العربي، مع التركيز على البحرين كحلقة محورية في هذا التفاعل.  وتضمنت الندوة استعراض وثائق نادرة ومعلومات تُعرض لأول مرة عن هذه العلاقة. تناولت الندوة ثلاثة محاور أساسية؛ البداية مع محاولات روسيا القيصرية للتغلغل في الخليج العربي خلال القرن الـ15 من خلال النشاطات التجارية، مرورًا بأول تفاعل موثق بين البحرين وروسيا القيصرية في القرن التاسع عشر، وانتهاءً باستعراض وثائق وصور نادرة تلقي الضوء على طبيعة هذه العلاقات. كشفت الندوة عن أول وجود روسي موثق في الخليج العربي، عندما زار التاجر الروسي "إفانس" المنطقة عام 1474، وذكر في يومياته ملاحظات عن صيد اللؤلؤ في البحرين وحرارة المناخ فيها.  وتطرقت الندوة إلى الدور الذي لعبته روسيا القيصرية في نهاية القرن التاسع عشر من خلال إرسال سفن تجارية وعسكرية إلى الخليج، وهو ما أثار قلق القوى الاستعمارية كالإمبراطورية البريطانية. وفيما يتعلق بالبحرين، أشار الدكتور الغتم إلى زيارة العالم الروسي نيكولاي بوجيا فسكي عام 1902، والذي يُعد أول روسي يقيم في البحرين بشكل رسمي.  وبفضل جهود الشيخ محمد بن عبدالوهاب، تم تسهيل إقامته وإجراء أبحاثه العلمية، رغم المقاومة الشديدة من السلطات البريطانية التي كانت تهيمن على المنطقة حينها. استعرضت الندوة أيضًا تقارير روسية تحدثت عن البحرين في القرن التاسع عشر، حيث وصفتها بأنها مركز تجاري مهم يعتمد على صيد اللؤلؤ، وتحدثت الوثائق عن عدد السكان الذي قُدر حينها بـ70 ألف نسمة.  كما أظهرت الوثائق أن روسيا لم تكتفِ بالأنشطة التجارية والعسكرية فقط، بل أرسلت بعثات علمية وطبية، خاصة خلال انتشار الطاعون في أواخر القرن التاسع عشر. أكد الدكتور الغتم أن هذه الوثائق تقدم لمحة فريدة عن تاريخ العلاقات الدولية في الخليج العربي، ودور البحرين كمركز استراتيجي مهم.  واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية دراسة مثل هذه المحطات التاريخية لفهم تطور العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية في المنطقة.