لا يكاد يمر يوم إلا وتنتشر شكاوى وتذمرات عبر المنصات الرقمية وحسابات المشاهير، بل وأحيانًا الصحف، من سلوكيات بعض سائقي “الدليفري” الذين أصبحوا يشكلون كابوسًا لا يطاق في الشوارع. فهؤلاء السائقون يخرجون فجأة أمام السائقين الآخرين، يعبرون الخط الأصفر، ويتسببون في مفاجآت للسائقين عند الإشارات الضوئية، ما يؤدي إلى دخولهم في مساراتهم بطريقة استهتارية وغير مبالية. ومع تزايد أعدادهم بشكل لافت، وتحركهم المستمر في الأحياء والقرى والشوارع الضيقة، أصبحت حركة المرور الطبيعية في بعض الأماكن أمرًا صعبًا للغاية. في إحدى الحالات، تحدث أحد المواطنين عن سائق “دليفري” دخل فجأة في مساره، ما كاد يتسبب في حادث مروري بينه وبين سائق السيارة التي خلفه، والذي اضطر للتوقف المفاجئ لتجنب الاصطدام. وعندما تحدث مع السائق، كان رد فعله “خذ رقم (الدراجة النارية) واشتكِ في المركز إذا أردت”. ومن هذا المنطلق، يعتزم مجلس النواب في جلسته العامة غدًا، مناقشة اقتراح تقدمت به النائبة د. مريم الظاعن؛ بهدف التصدي لزيادة المخالفات المرورية التي يرتكبها سائقو التوصيل، والتي تسببت في إزعاج كبير للناس. كما يهدف الاقتراح إلى ضمان معايير النظافة المناسبة للصناديق المستخدمة لنقل الطعام. وتستحضر هذه النقطة عددًا من مقاطع الفيديو التي انتشرت في الأشهر الماضية، لعمال توصيل طعام يظهرون في ملابس غير لائقة وغير نظيفة، بما لا يتناسب مع طبيعة عملهم. وبحسب إحصاءات وزارة الداخلية، فقد ارتفعت مخالفات المرور لسائقي التوصيل بشكل كبير، من 2378 مخالفة في العام 2020 إلى 4188 مخالفة في العام 2023، بزيادة وصلت إلى 76 %، أي بزيادة 1810 مخالفات. كما تم مصادرة 364 دراجة نارية في عام 2024. وتعكس هذه الزيادة المضطرة في المخالفات حجم المسؤولية التي تتحملها شركات التوصيل من جهة، وأهمية تشديد العقوبات والغرامات لوقف هذه الممارسات غير الحضارية، التي تشكل خطرا على السائقين ومرتادي الطريق.