أكدت بطلة الأمم المتحدة رفيعة المستوى لتغير المناخ لصالح مؤتمر الأطراف “COP29” في أذربيجان نيجار أرباداراي، أهمية تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص لتحقيق الأهداف المناخية العالمية.
وأشارت إلى أن أبطال الأمم المتحدة رفيعي المستوى يعملون على ربط المبادرات الخاصة بالقطاع الخاص مع الخطط الوطنية للدول؛ لضمان توافق هذه الجهود مع أهداف اتفاقية باريس. وأضافت “تحقيق أهداف العام 2030 يتطلب تعاونًا غير مسبوق بين جميع الأطراف، خصوصا في ظل التحديات التي تواجهها العديد من المناطق، بما في ذلك الشرق الأوسط”.
وجاء حديثها في جلسة نقاشية بعنوان “محادثة جانبية - أبطال الأمم المتحدة رفيعو المستوى: دفع العمل والتعاون والمشاركة”، في إطار فعاليات منتدى الشرق الأوسط للاستدامة، إذ ناقشت الجلسة سبل تعزيز الجهود العالمية والإقليمية لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ، مع التركيز على دور القطاع الخاص والشراكات الدولية في تسريع الانتقال نحو الحياد الكربوني.
وتناولت أرباداراي نتائج مؤتمر “COP29” الذي عُقد أخيرا في أذربيجان، وركز على شعارين رئيسين: “تعزيز الطموح” و “تمكين العمل”. وأوضحت أن المؤتمر نجح في وضع إطار عمل لتعزيز الجهود العالمية لخفض الانبعاثات الكربونية، مع التركيز على دعم الدول النامية في تحقيق انتقال عادل نحو الطاقة النظيفة.
وأشارت إلى أن هذه النتائج ستكون ذات تأثير كبير على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تُعد من أكثر المناطق تأثرًا بتغير المناخ. وقالت “منطقة الشرق الأوسط لديها فرص هائلة لقيادة التحول نحو الطاقة المتجددة، ولكنها تحتاج إلى دعم تقني ومالي لتحقيق هذه الأهداف”.
وناقشت أرباداراي أيضًا أهمية العدالة المناخية والانتقال العادل، خصوصا مع استعداد العالم لعقد مؤتمر “COP30” في البرازيل العام المقبل. وأكدت أن تحقيق العدالة المناخية يتطلب ضمان مشاركة جميع الدول، بما في ذلك تلك الأكثر تأثرًا بتغير المناخ، في صنع القرار وتنفيذ السياسات.
وقالت “الانتقال العادل يعني أن نضمن ألا يتخلف أحد عن الركب. يجب أن نعمل معًا لضمان أن تكون الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للتحول الأخضر متاحة للجميع، خصوصا للدول النامية والمجتمعات الأكثر ضعفًا”.
وسلطت أرباداراي الضوء على الدور الحيوي للقطاع الخاص في تمويل المشروعات المناخية الطموحة، مشيرة إلى أن تحقيق الأهداف المناخية يتطلب استثمارات ضخمة لا يمكن للحكومات وحدها توفيرها. وأضافت “نحتاج إلى تعبئة التمويل من القطاع الخاص لتنفيذ المشروعات الكبرى التي تسرع الانتقال نحو الحياد الكربوني”.
وأكدت أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص ستكون مفتاحًا لتحقيق هذه الأهداف، مع التركيز على تطوير تقنيات مبتكرة وبناء البنية التحتية اللازمة للطاقة النظيفة.
واختتمت أرباداراي الجلسة بتأكيد أهمية الاستعداد لمؤتمر “COP30” في البرازيل، الذي سيركز على قضايا العدالة المناخية والانتقال العادل. ودعت إلى تعزيز الشراكات الإقليمية والعالمية لمواجهة التحديات المناخية، مع تأكيد أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات حاسمة لضمان مستقبل مستدام للأجيال المقبلة.
وقالت “نحن على أعتاب تحول تاريخي. يجب أن نعمل معًا، بكل طاقتنا وإبداعنا؛ لضمان أن نترك كوكبًا أفضل لأطفالنا”.