فيما خيم الهدوء الحذر على الحدود اللبنانية السورية، بعد مواجهات بين قوات أمنية سورية وعشائر ومهربين لبنانيين، أكدت مديرية الأمن في حمص ترحيبها بانتشار الجيش اللبناني على الحدود بين البلدين. وقال مدير أمن الحدود في حمص، نديم مدخنة للعربية/الحدث اليوم الاثنين إن التنسيق بين إدارة العمليات العسكرية والجيش اللبناني مستمر. تمشيط الحدود كما أضاف أن العمليات الأمنية على طول الحدود مستمرة. إلا أنه أوضح أن "مرحلة التمشيط على الحدود اقتربت من الانتهاء". وكان الجيش اللبناني أعلن قبل أيام أنه اتخذ تدابير أمنية استثنائية على امتداد الحدود، ونشر نقاط مراقبة، وسير دوريات. أتى ذلك، بعد تصاعد التوتر في تلك المنطقة الحساسة التي لطالما شهدت عمليات تهريب وقود ومخددرات وبضائع أخرى أيضا، ناهيك عن السلاح لا سيما لحزب الله وبعض العشائر أو المجموعات الموالية له، عبر معابر وطرقات غير شرعية. إذ اندلعت اشتباكات في بعض البلدات الحدودية بين مسلحين من إدارة العمليات ومجموعات لبنانية. كما جاء إثر إطلاق السلطات السورية الجديدة حملة أمنية في مناطق بريف حمص (وسط البلاد) بهدف "إغلاق منافذ تهريب الأسلحة والممنوعات"، مشيرة في حينه إلى وقوع "اشتباكات بين قوات أمن الحدود وعدد من المطلوبين".\ حدود غير مرسمة هذا ويتشارك لبنان وسوريا حدودا بطول 330 كيلومترا غير مرسمة في أجزاء كبيرة منها، وخصوصا في شمال شرقي البلاد، ما جعلها منطقة سهلة للاختراق من جانب مهربين أو صيادين وحتى لاجئين. ومنذ العام 2013، أي بعد عامين من اندلاع النزاع السوري، بدأ حزب الله القتال بشكل علني دعما للرئيس السابق بشار الأسد، فيما شكّلت المناطق الحدودية مع لبنان في ريف حمص، وفيها قرى ذات غالبية شيعية يقطن بعضها لبنانيون، محطة لوجستية مهمة للحزب إن على صعيد نقل المقاتلين أو إقامة مخازن للأسلحة. إلا أن مسؤولي البلدين أعربوا مؤخرا عن أملهم بحل ملفات إشكالية عالقة، بينها المعابر غير الشرعية والتهريب، فضلا عن وجود اللاجئين السوريين في لبنان وترسيم الحدود البرية والبحرية وملف المفقودين اللبنانيين في السجون السورية.