في مقال نُشر في مجلة تايمز الأميركية، تناولت عضو الكونغرس السابقة عن ولاية كاليفورنيا جين هارمان، تاريخ الرؤى الأميركية بشأن مستقبل غزة، مُسلطة الضوء على زيارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون لغزة في العام 1998، التي جاءت في ظل لحظة نادرة من التفاؤل بعد توقيع مذكرة “واي ريفر” للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. واستعرضت هارمان مشاهد التفاؤل التي رافقت تلك الزيارة، حيث افتتح كلينتون مطارًا دوليًا في غزة، وهو مشروع دعمته إسرائيل ضمن الاتفاق.  كما تخيل كلينتون مستقبلا يتسم بالسلام والازدهار، يمكن فيه للسياح والتجار التوافد إلى غزة، التي وصفها بأنها “مكان جميل على البحر المتوسط”.  لكن هذا التفاؤل سرعان ما تبخر بعد انهيار الاتفاقية، وفشل جهود كلينتون لتحقيق اتفاق سلام نهائي. وتناولت هارمان أيضًا الانعكاسات الواقعية للصراعات اللاحقة، من اندلاع الانتفاضة الثانية في 2001 إلى سيطرة “حماس” على غزة في 2007، والتوترات المستمرة في أحداث 7 أكتوبر 2023، إذ عزمت إسرائيل على القضاء على “حماس” بعد هجمات غير مسبوقة. وعلى الرغم من دعمها هدف إسرائيل الأمني بتفكيك “حماس”، شددت هارمان على أهمية التمسك برؤية طويلة المدى للتعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأكدت أن مقترح الرئيس دونالد ترامب بتحويل غزة إلى “ريفيرا الشرق الأوسط” بعد طرد سكانها الفلسطينيين، يفتقر إلى الواقعية، موضحة أن السلام لا يمكن أن يبنى على التهجير الجماعي. وختمت هارمان مقالها بتذكير من كلمات كلينتون لدى زيارته لغزة “الإسرائيليون والفلسطينيون محكوم عليهم أن يكونوا جيرانًا”، مشيرة إلى أن التاريخ يعلمنا أن السلام الدائم لا يتحقق بالإقصاء، بل عبر التفاعل وبناء مستقبل يضمن مصالح الجميع.