أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25 % على واردات الألمنيوم، في خطوة تهدف إلى حماية الصناعات المحلية، لكنها أثارت تساؤلات بين الدول المصدرة، ومنها البحرين ودول الخليج، وتعتمد الولايات المتحدة على واردات الألمنيوم، إذ تستهلك أكثر من 6 ملايين طن سنويًا، بينما تنتج أقل من مليون طن، ما يجعلها بحاجة إلى الاستيراد، خصوصا من دول مثل كندا، الخليج، والمكسيك.
كيف ستتأثر البحرين ودول الخليج؟
تعد البحرين من أبرز الدول المصدرة للألمنيوم في المنطقة عبر شركة “البا”، التي تعد واحدة من أكبر مصاهر الألمنيوم عالميًا، ومع فرض الرسوم الجديدة، تواجه البحرين تحديات محتملة، منها:
ارتفاع تكاليف التصدير إلى أميركا: مع إضافة 25 % كرسوم جمركية، ستصبح المنتجات الخليجية أقل تنافسية مقارنة بمصادر أخرى تتمتع بإعفاءات، مثل كندا والمكسيك.
تأثير غير مباشر على سلاسل التوريد: العديد من الصناعات الخليجية التي تعتمد على الألمنيوم قد تواجه اضطرابات في تدفقات التجارة العالمية.
البحث عن أسواق بديلة: مع تضييق الخناق على صادرات الألمنيوم للخليج، قد تسعى الدول الخليجية إلى زيادة حصتها في الأسواق الأوروبية والآسيوية، حيث يزداد الطلب على الألمنيوم في قطاعات مثل البناء والطيران.
الانعكاسات على السوق الأميركية
ارتفاع الأسعار في أميركا: نتيجة للرسوم الجمركية، سيواجه المستهلك الأميركي ارتفاعًا في تكاليف المنتجات التي تعتمد على الألمنيوم، مثل السيارات، الأجهزة الإلكترونية، وصناعات التغليف.
الاعتماد على مصادر بديلة: قد تلجأ الشركات الأميركية إلى البحث عن بدائل خارج كندا والخليج، مثل الهند وأوروبا، وهو ما قد يغير ديناميكيات سوق الألمنيوم عالميًا.
تراجع الصناعات التحويلية: ارتفاع التكاليف قد يؤدي إلى تقليل تنافسية المصانع الأميركية التي تعتمد على الألمنيوم المستورد، ما قد يعطل النمو الصناعي في بعض القطاعات.
كيف تتعامل دول الخليج
مع هذا التحدي؟
تنويع الأسواق: تعمل شركات الألمنيوم الخليجية على التوسع في الأسواق الناشئة، مثل جنوب شرق آسيا وأوروبا، لتعويض أي خسائر في السوق الأميركية.
تعزيز التصنيع المحلي: قد تتجه دول الخليج نحو تصنيع منتجات نهائية من الألمنيوم بدلا من تصدير الخام فقط، ما يعزز قيمتها الاقتصادية ويقلل الاعتماد على التصدير.
مفاوضات تجارية: يمكن للحكومات الخليجية السعي إلى اتفاقيات تجارية تقلل تأثير هذه الرسوم، سواء عبر الحوار مع الولايات المتحدة أو عبر تعزيز العلاقات التجارية مع بدائل أخرى.
في الختام، بينما يشكل القرار الأميركي تحديًا لصادرات الألمنيوم الخليجية، فإنه قد يفتح فرصًا جديدة لإعادة هيكلة التجارة والاستفادة من أسواق أخرى، كما أن التداعيات لن تكون فقط على الدول المصدرة، بل ستنعكس أيضًا على الاقتصاد الأميركي، ما قد يدفع الشركات هناك للبحث عن مصادر بديلة وتقليل الاعتماد على السوق الأميركية.