مع انتظار صدور الدليل التوثيقي الأول من نوعه على مستوى البحرين والخليج والعالم العربي تحت مسمى “نادي الخمسين”، أثنت فعاليات اقتصادية، ورجال أعمال، ومهتمون ومتخصصون في الاستشارات الإدارية، على فكرة رصد وتدوين تاريخ الشركات البحرينية التي مضى على تأسيسها أكثر من 50 عاما.
ورأوا أن هذا الدليل المتوقع صدوره أواخر شهر فبراير الجاري ضمن مبادرة “نادي الخمسين” لمؤسسة “البلاد” الإعلامية، سيكون بمثابة مرجع توثيقي فريد من نوعه من ناحية، وسيشجع على الاهتمام بحفظ مراحل تطور الشركات وتحديثها من جهة أخرى.
العلوي: التوثيق.. حفظ للهوية
تنظر الرئيس التنفيذي لبنك البحرين الإسلامي فاطمة العلوي، إلى الأهمية التي يمثلها الجانب التوثيقي والتاريخي للقطاع التجاري والمصرفي والاستثماري في مملكة البحرين، تماما كأهمية توثيق كل المجالات مثل التعليم والصحة والميدان الثقافي والفكري والعمل الاجتماعي، إذ إن هذا التوثيق حفظ للهوية الوطنية، وهو من الركائز المهمة التي وجه إليها ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتحظى بدعم الحكومة برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. فمملكة البحرين تفخر بأن يكون لها تاريخ مجيد؛ كونها موطنا للحضارات، وبالتالي يسري هذا الأمر على توثيق كل مرحلة من مراحل البحرين الحديثة.
مصدر للمعلومات
وتطرقت إلى مبادرة “البلاد” بوصفها خطوة متفردة لتوثيق تاريخ الشركات والمؤسسات البحرينية في دليل “نادي الخمسين”. وقد عودتنا الصحيفة على تقديم المبادرات الفريدة من نوعها، مثل “قائمة أقوى 10 بنوك”، و “أقوى 30 مصرفا خليجيا”، و “أقوى خمسين شركة بحرينية”، و “درع البلاد للمسؤولية الاجتماعية” وغيرها من المبادرات التي تضاف إليها مبادرة “نادي الخمسين”؛ لتمثل سجلا ومرجعا يتيح للشركات ذاتها وللباحثين والاقتصاديين والقراء عموما، مصدرا يوثق مسيرة القطاعات التي مضى على تأسيسها 50 عاما وأكثر. وهذا جهد وطني معرفي سيكون له أثره في تعريف الأجيال، لاسيما الشباب من الجنسين الذين يدخلون مجال ريادة الأعمال؛ للتعرف على بدايات مهمة مر بها من سبقهم وكيف حققوا النجاح في أعمالهم. فنحن نعيش في عصر التنمية الشاملة والاستدامة والتحول الرقمي من جهة، والإيمان بتضافر جهود كل القطاعات؛ من أجل مستقبل اقتصادي أكثر ازدهارا لبلادنا.
كانو: بين القديم والحديث
وأثنى رجل الأعمال عضو مجلس إدارة شركة يوسف بن أحمد كانو، سعود كانو، على جهود الشركات البحرينية لدورها في دعم الاقتصاد الوطني وتنميته، سواء تلك التي مضى عليها 50 عاما أو أكثر، أو الشركات الجديدة، موضحا أن دليل “نادي الخمسين” يسهم في رصد سيرة الشركات البحرينية ومكانتها، وفي الوقت ذاته، يتيح الفرصة للاطلاع على مرجع يوثق مسيرتها.
وردا على سؤال يتعلق بمدى أهمية مثل هذا الإصدار، قال “الفكرة طيبة دون شك، لذلك لابد من الإشارة إلى أن هناك شركات بحرينية جديدة قد أثبتت جدارتها ومهارتها. وحين ننظر إلى إصدار توثيقي، ندرك أهمية المزج بين القديم والجديد، ودليل نادي الخمسين يتيح ذلك”.
الحواج: إصدار مهم لكل القطاعات
ويرى عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين رجل الأعمال عبدالوهاب يوسف الحواج، أن الدور الذي تلعبه الصحافة والإعلام الوطني في خدمة المسيرة الوطنية في بلادنا يجسد الوعي والإيمان بتقديم كل ما يسهم في تطوير المجتمع.
ولفت إلى أنه كما عودتنا “البلاد” على مبادراتها ذات الطابع الحضاري الكبير والمعاصر، تأتي مبادرة “نادي الخمسين” وإصدار كتاب ورقي وإلكتروني هو الأول من نوعه في تقديم معلومات تاريخية عن تأسيس القطاعات والمراحل التي مرت بها. ويعد ذلك إضافة نوعية متميزة من وجهة نظره؛ لأننا في الحقيقة سنجد بين أيدينا كتابا يطلعنا على ما أنجزته كبريات الشركات والمؤسسات والمصارف والفنادق والمتاجر والتجار الأوائل. وفي تقديره، فإن إصدارا كهذا سيكون مهما جدا لكل القطاعات، وأضاف: كلي ثقة في أن المحتوى المعلوماتي فيه سيكون متعدد العناصر من التشويق إلى السرد التاريخي إلى الصور، وهذا جانب نحتاج إليه كثيرا.
ويؤكد الحواج أن المسار الأهم من وجهة نظره في التوثيق التاريخي، أنه سيشجع كل الشركات التي لم تهتم بتوثيق تاريخها إلى أن تبدأ في جمع المعلومات والوثائق ومراحل العمل، فنحن نعيش في عصر يلزم فيه حفظ كل الجهود وتدوينها بشكل دقيق. ويختتم بالقول “نحن في شوق للاطلاع على هذا الإصدار، وعلى ثقة بأنه سيمثل إضافة مهمة للمكتبة البحرينية”.