قضت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى بمعاقبة حارس أمن مدرسة صناعية بالحبس لمدة 3 سنوات، وتغريمه مبلغ 1735 دينارًا، عما أسند إليه من اتهام، نظير قيامه بسرقة مجموعة منقولات تابعة لقسم السيارات بالمدرسة مستغلًّا وجوده بمفرده في ساحة المدرسة الخارجية وغياب الهيئتين الإدارية والتعليمية عن المدرسة في فترة انتهاء العام الدراسي.
وتشير تفاصيل الواقعة، إلى أنه بتاريخ 4 سبتمبر 2024 ومع بدء العام الدراسي الجديد تبين للمعلمين بقسم السيارات في إحدى المدارس الصناعية اختفاء عدد من المنقولات الخاصة بالقسم التي تستخدم لتدريب الطلبة، وهي عبارة عن 11 ماكينة (محرك سيارة)، 4 ناقلات حركة (قير عادي)، 4 رؤوس محركات، 12 محركا خلفيا، و8 “دفرنس”، وتقدر قيمتها بنحو 1500 - 2000 دينار، وقد قاموا بشرائها في نهاية الفصل الدراسي الماضي ووضعوها في الساحة التابعة للقسم بالمدرسة.
وعليه، بحثوا عن المنقولات في كل أرجاء القسم وملحقاته وفي ساحة المدرسة ولم يعثروا عليها، وعلى إثر ذلك أعدوا تقريرًا لإدارة المدرسة موضحين فيه المفقودات وعددها وأرفقوا بها الأرصدة الخاصة ببعضها وتقدموا ببلاغ عن الواقعة.
وعلى إثر البلاغ المقدم، باشر ضابط البحث تحرياته عن الواقعة واستمع إلى إفادة العاملين في المدرسة الذين أفادوا بأنهم قاموا بشراء المنقولات في نهاية الفصل الدراسي الماضي، وتم تجهيز جميع المعدات في الورشة والساحة الخارجية التابعة للقسم في المدرسة؛ حتى يتم تدريب الطلاب عليها في بداية العام الدراسي الجاري، مؤكدين أن المعدات كانت موجودة وتمت مشاهدتها من قبل المدرسين حتى تاريخ 30 يونيو 2024، أي حتى اليوم الأخير من انتهاء العام الدراسي للهيئتين الإدارية والتعليمية، وأنه عند دخول المعلمين في بداية العام الدراسي سبتمبر 2024 فوجئوا باختفائها.
وبناءً على ذلك، توجهت الشرطة إلى المدرسة وتفقدت سور المدرسة، وتبيّن لها أنه محاط بحديد يصعب تجاوزه، ولم يتبين لهم وجود أي إتلاف أو آثار في السور تشير للدخول عنوة من الخارج.
وبمراجعة التسجيل الأمني الخاص بكاميرا المدرسة، تبين قيام المتهم في شهر أغسطس 2024 بسرقة المنقولات من المدرسة أثناء تأديته لوظيفته كحارس أمن للمدرسة، وعليه تم التواصل مع إدارة المدرسة للحصول على معلومات حارس الأمن لاستدعائه للتحقيق معه، إلا أنه لم يمتثل بالحضور وعليه تم إلقاء القبض عليه أثناء وجوده في منزله.
واعترف المتهم في تحقيقات النيابة العامة بقيامه باختلاس منقولات المدرسة من الساحة الخاصة بقسم السيارات أثناء إجازة المدارس في فترة نوبة آخر الليل، وأخذها بسهولة كونها في ساحة المدرسة ولم يكن هناك غيره في ذلك الوقت، مستغلًّا عدم وجود رقيب أو مرافق له، لافتا إلى أنه بعد أن أتم فعلته توجه بالمنقولات لأحد محال “السكراب” وقام ببيعها بمبلغ 5 دنانير و300 فلس، واشترى بالمبلغ علبة سجائر وعبّأ سيارته بالوقود وتبقى لديه مبلغ 600 فلس اشترى بها “شاي كرك” من أحد المحال المجاورة لمحل السكراب، وباقي المبلغ اشترى به “شاي كرك” من محل بالقرب من منزله.
وبسؤاله عن تخصصه الوظيفي، أشار إلى أنه موظف في وزارة التربية والتعليم منذ العام 2011، وأن تخصصه الوظيفي هو حراسة وتفقد وحماية المدرسة من أي حوادث أو سرقات أو إتلاف أو غيرها، والتأكد من توفر احتياطات السلامة.
وثبت بالاطلاع على التصوير الأمني الخاص بالواقعة، قيام المتهم في نحو الساعة 7:30 مساء بركن سيارته عند الساحة الخارجية للمدرسة وفتح صندوق سيارته، وظهوره في نحو الساعة 8:30 مساء حاملًا بكلتا يديه المنقولات والأغراض المسروقة من ساحة المدرسة، وعلى معالمه آثار التعرق والجهد، وتوجهه لسيارته وتردده أكثر من مرة بين الساحة والسيارة.
وبالاطلاع على كشف الاستلام الجنائي الخاص بالمتهم، تبيّن أنه من أصحاب السوابق في قضايا المخدرات، وسبق أن تمت إدانته بقضايا خيانة أمانة وسرقات.