تقول الحكاية: شد المعلم الشاب رحاله من بيروت إلى البحرين في العام 1940، ولم تكن مدة تلك الرحلة تزيد على ثلاثة أيام؛ بحثًا عن فرصة عمل في قطاع التعليم الصناعي، لكن تلك الأيام الثلاثة تحولت إلى 76 عامًا، فما فصول تلك الحكاية للراحل سعيد طبارة.. رائد التعليم الصناعي في البحرين؟
مدير المدرسة
عمل الراحل طبارة في مدرسة المنامة الصناعية بقسم الآلات بين العامين 1940 و1942، ثم ترقى إلى وظيفة معلم أول في القسم ذاته بالعام 1944، وكان في تلك الفترة يتولى مساعدة مدير المدرسة آنذاك جي.إي.هتشنجز، إلى أن تم تعيينه مديرًا للمدرسة حتى العام 1976، وعمل على تغيير مفهوم التعليم الصناعي في البحرين، واهتم بإعداد وتدريب الطلاب المتميزين في دراستهم. ومن المحطات المهمة أن الراحل سعيد طبارة، رحمه الله، نقل تجربة المنهج البريطاني في التعليم الصناعي “سيتي أند غيلدز” إلى البحرين؛ ليتمكن خريجو التعليم الصناعي من الحصول على هذه الشهادة بعد أن يجتازوا الامتحانات المقررة من المجلس الثقافي البريطاني، وفي الوقت ذاته، كان يتواصل مع الشركات الصناعية وفي مقدمتها “بابكو” من أجل تبادل الخبرات وتقييم حاجة القطاع الصناعي من الكوادر المدربة.
قسم الراديو والتلفزيون
تهيأت الظروف للراحل لإدخال الأفكار الجديدة في التعليم الصناعي، ومنها العلاقة التي تربطه بالمعهد الثقافي البريطاني، خصوصا مع صديقيه بيري هاسي ونرومان فريدمان، بالإضافة إلى علاقاته الطيبة مع نحو 10 من المعلمين في المعهد الثقافي البريطاني، وهذا ما مهد الطريق لإدخال مختبرات اللغة الإنجليزية في مدرستي المنامة وجدحفص، كما استحدث قسم الراديو والتلفزيون، وتطلب ذلك فتح قسم آخر لصيانة مختبرات اللغة.
تأسيس “جدحفص الصناعية”
وفي العام 1969 ساهم في تأسيس مدرسة جدحفص الصناعية، إذ كان موجهًا للتعليم الصناعي الفني في الفترة من 1967 حتى العام 1972، وفي العام 1975 عين وكيلًا مساعدًا للتعليم الفني والتقني، وفي العام 1982 عين مستشارا للتعليم الفني العالي حتى العام 1984، وله دوره البارز في الكثير من البرامج التعليمية التقنية والفنية في البحرين والكويت والخليج العربي، وكان عضوا في مجلس أمناء جامعة البحرين لمدة عشر سنوات.
رؤية بعيدة
كان الراحل الذي توفي في السابع والعشرين من شهر نوفمبر من العام 2016 يحمل رؤية بعيدة، ومنها ما كان يتنبأ به مما سيكون عليه المستقبل، وما يلزمه من إعداد الكوادر البحرينية بمهارات إبداعية قادرة على استقبال التكنولوجيا الرقمية.