أكد مدير إدارة الخدمات الفنية بشركة بابكو للتكرير سيد محمود آل معتوق، أن البحرين تسعى لتصدير غاز الطبخ مع مشروع تحديث المصفاة، مبينًا أن استهلاك الطاقة في البحرين يتوزع بين 40 % لاستهلاك الطاقة في البحرين، و40 % لاستهلاك شركة ألمنيوم البحرين “البا”، و10 % لشركة بابكو. جاء ذلك في محاضرة بعنوان “مشروع تحديث وتطوير مصفاة شركة بابكو للتكرير وأهميته في دعم الاقتصاد الوطني”، نظمتها جمعية الاقتصاديين البحرينية في معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية. وأكد آل معتوق أن هذا المشروع يعد أكبر مشروع استراتيجي تشهده مملكة البحرين، ويأتي تجسيدًا لنهج القيادة الرشيدة والحكومة في تعزيز موارد المملكة عبر سياسات متنوعة واستراتيجيات شاملة للارتقاء ببنية الاقتصاد الوطني والنهوض بها، مع تنويع القطاعات الإنتاجية المختلفة للاقتصاد. وبيّن أن البحرين تشغل الآن أقدم مصفاة في العالم، إذ كانت أول مصفاة تم إنتاجها في العالم قد تم الاستغناء عنها؛ فالبحرين تشغل الآن أقدم واحدة، وسيتم الاستغناء عنها أيضًا لاحقًا بعد وصول إنتاج المصفاة المحدثة إلى طاقتها الإنتاجية القصوى، وبعدها ربما يتم تحويل أقدم مصفاة في البحرين إلى متحف. وأشار إلى أن مملكة البحرين هي أول دولة خليجية أسست المصفاة، وأول دولة اكتشف فيها النفط، كما أن المصفاة الجديدة ستكون ضمن الأعلى إنتاجية في الخليج، وهناك مصفاة واحدة فقط تتبع شركة أرامكو تعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 500 ألف برميل يوميًا. وأكد أن المصفاة خضعت لعمليات تطوير عدة على مدار التاريخ، وكان هناك في العام 2004 توسعة، بالإضافة إلى عمليات عدة لإضافة وتحسين الوحدات، وزيادة الإنتاج، وتحسين نوعية وجودة المنتجات. وتحدث آل معتوق عن أن المصفاة ستعزز أيضًا احتياطي البحرين من غاز الطبخ، ويمكنها الآن أن تمتلك مزيدًا من الاحتياطات تصل إلى 6 أشهر، كما أنه تمت، بسبب تحديث المصفاة، توسعة الميناء الخاص بـ “بابكو للتكرير”؛ لزيادة الإنتاج والتصدير، وذلك باستغلال الشراكة مع “توتال” الفرنسية، التي ستسفر عن فتح أسواق جديدة للمنتجات البحرينية. وفي رده على سؤال لـ “البلاد” عن جهوزية المصفاة للمنتجات بمعايير “يورو 5”، قال إن المصفاة يمكنها الآن بعد المشروع إطلاق مثل هذه المنتجات، مبينًا أن الأمر يتعلق بقرارات ومواصفات خليجية، وبحسب ما تقتضيه المصلحة. وأشار آل معتوق إلى أن الأرباح في منتج الديزل هي الأعلى، إذ تصل إلى 15 دولارًا في البرميل الواحد، مبينًا أن “بابكو للتكرير” لديها فريق عمل متكامل يعمل بشكل لحظي على مراقبة أسعار المنتجات، ومعرفة المنتجات الأعلى ربحية، التي ستضيف إلى أرباح الشركة، ما يجعلها تحول المنتجات إلى المنتجات الأعلى ربحية، بحسب المواصفات الفنية المطلوبة، وبحسب الإمكانات. وشدد على أن استهلاك البحرين للوقود يوميًا يفوق 23 ألف برميل، وهي تصنع منتجين “الجيد” و “الممتاز”، أما بنزين “السوبر 98”، فيتم استيراده، ولا يتعدى استهلاك البحرين منه 500 برميل يوميًا. وقال إن البحرين لديها ميزة فيما يتعلق بالكيروسين الذي تنتجه، إذ يمكن استخدامه في أي نوع من أنواع الطائرات أو حتى المصانع؛ لأن جودته عالية جدًا، كما أن البحرين تنتج الديزل للتصدير والاستخدام المحلي، وستسهم التوسعة في رفع الطاقة الإنتاجية. وأضاف: هناك منتجات قد تكون غير مرغوبة في السوق الحالية ولا تمتلك البحرين تنافسية فيها، لكن باستخدام التكنولوجيا الجديدة استطعنا تحويلها إلى منتجات أخرى عليها طلب جيد. وأوضح أن شركة بابكو للتكرير وجدت كل أشكال الدعم من الحكومة ومؤسساتها وهيئاتها، وكذلك من مختلف الوزارات الحكومية، مبينًا أن المشروع التاريخي يتوافق مع توجهات مملكة البحرين في مواكبة أحدث التطورات التكنولوجية في القطاع الصناعي. وأكد أن المشروع قد نجح في استقطاب اهتمام جهات التمويل المالي على المستوى العالمي، إذ شاركت في تمويل المشروع كبريات الشركات والبنوك والمؤسسات المالية المحلية والعالمية، ما يعكس الثقة العالمية في الاقتصاد البحريني. علمًا بأن شركة بابكو للتكرير هي من ستقوم بتسديد تكاليف المشروع التي تبلغ مليارات الدولارات. وأشار إلى أن التوسعة الجديدة هي مصفاة جديدة أكثر من كونها توسعة؛ كونها أكبر مشروع في مملكة البحرين ويمتد لسنوات عدة ويتوافق مع توجهات البحرين. ولفت مدير إدارة الخدمات الفنية بالشركة، إلى أن البحرين تستورد 230 ألف برميل، وستكون الطاقة الإنتاجية 380 ألف برميل، لكن حتى الآن لم يتم الانتهاء من التوسعة بالكامل. والمستهدف هو الوصول إلى 400 ألف برميل، مشيرًا إلى أن أكبر مصفاة قريبة للبحرين هي مصفاة “أرامكو”، التي تنتج 400 ألف برميل. كما أشار إلى أن أحد أهم أهداف التوسعة هو تعزيز استهلاك الطاقة، إذ تم الوصول إلى خفض بنسبة 28 % في الاستهلاك، وستصل في المرحلة المقبلة وعند الوصول إلى الإنتاج لـ 400 ألف برميل، وستصل نسبة التوفير إلى 30 %. وأكد أن من أولويات الشركة توظيف الكوادر الوطنية، مشيرًا إلى أن المستهدف هو خلق 750 وظيفة جديدة، تم توظيف 500 منها حتى اليوم. وعن الاستفادة للاقتصاد البحريني، بين أن المشروع بحجمه الكبير يستلزم تعاونًا مع عدد كبير من المقاولين في المملكة، كما أن الشركات العالمية يفرض عليها استثمار جزء من استثماراتها في البحرين. وهذا الاستثمار يساهم في دورة عجلة الاقتصاد، ومعظم الشركات التي تتعامل معها “بابكو للتكرير” هي شركات محلية، بينما الأجنبية تكون من دول المنطقة وأبرزها المملكة العربية السعودية. كما أن زيادة الإنتاج ستسهم بلا شك في الناتج المحلي للمملكة. وقال إن عمليات التسعير تخضع للسوق العالمية، لكن يتم التعامل مع الطلب في تنويع المنتجات التي تنتجها المصفاة، بحيث تحصل المملكة على أعلى عائد ربح من المنتجات ذات الطلب والسعر الأعلى، إذ إن الهدف من المشروع ليس التوسعة فقط، لكن المنافسة على إنتاج مواد كثيرة وذات جودة أعلى بتقنيات تعد الأولى في منطقة الخليج. وأوضح أن هناك منتجات ليس الهدف منها الربح وإنما الاستهلاك المحلي، ويتم إنتاجها؛ كونها منتجات استراتيجية للمملكة، بدلا من استيرادها، فضلاً عن أنها منتجات تكاملية للاقتصاد البحريني. وأضاف: الربحية ليست في الإنتاج فقط، بل في نوعية المنتجات التي تحتاجها السوق والتي تتغير بشكل يومي. وأكد آل معتوق، أن ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس مجلس إدارة “بابكو إنرجيز” سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، قد منح كل الدعم للعاملين في الشركة، وقال “نحن فخورون بأن نكون جزءًا من هذا الإنجاز والمضي قدمًا في طرح المزيد من المشاريع والمبادرات والخطط الطموحة والمبتكرة لمواصلة تطوير القطاع وضمان استدامته”.